الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيدات المشهد السياسي المصري ؟!

عبد صموئيل فارس

2014 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


المشهد في مصر يزداد توترا وتعقيدا فالصراع اتسعت رقعته وما زال السيسي يخسر كثيرا من مؤيديه ومن كانوا يدعمونه بالامس فبعد خروج مبارك من مضمار الملاحقه القضائيه اتجهت كل الانظار الي السيسي بعين الريبه والتربص حول تفاهمات خليجيه وضغوط تم ممارستها علي السيسي لكي ما يخرج مبارك خارج المشهد والمستفيد هنا طرفي الصراع لحصد مكاسب سياسيه في البرلمان القادم وهم الاخوان وفلول مبارك !

فالاخوان يصارعون البقاء والحصول علي مكان لصالحهم لا ان يكونوا مجرد ورقة ضغط كما عاشوا بالامس حياتهم السياسيه خلال تاريخهم وانصار مبارك الذين خرجوا من السجون ليجمعوا شتات الوطني يمتلكون رغبه قويه في التواجد علي الساحه وهوما سيكون منتظرا بالفعل فخبرة الشارع الانتخابي لصالحهم ولا يستطيع احد علي الساحه الان منافستهم فيها الي جانب امتلاكهم قوه ماليه ضخمه من مجموع رجال الاعمال الظاهرين والمتخفيين والدعم السياسي الخليجي الذي في الغالب سيتجه الي زاويتهم مره اخري

رد فعل الرئاسه حاول جاهدا تخفيف وقع الصدمه علي الشارع المصري وحاول تبرءة ساحته من ارتباطه بصوره او اخري ببراءة مبارك

دفع الحكمُ بالبراءة مؤسسة الرئاسة إلى القيام بتحركات سريعة، لإزالة أي لبس لدى الرأي العام حول المخاوف من عودة النظام الأسبق. وتمثلت تلك التحركات عمليًّا في مسارين، هما:

الأول: وهو دعوة لجنة الإصلاح التشريعي إلى دراسة التعديلات التي أُشير إليها من قبل قاضي المحاكمة، والخاصة بتعديل بعض القوانين الجنائية فيما يتعلق بإسقاط الدعاوى الجنائية بالتقادم في قضايا الرشوة والفساد والإضرار بالمال السياسي، وقد قامت اللجنة بإدخال بعض التعديلات المنتظر عرضها على السيد رئيس الوزراء. وإعلان الرئيس في لقائه مع شباب الإعلاميين إصدار قانون يجرم الإساءة لثورتي 25 يناير و30 يونيو.

الثاني: وهو يتمثل في التوجيه نحو مراجعة تعويضات أسر الشهداء والمصابين، وذلك في خطوة تهدف إلى تأكيد دعم الدولة لهذه الأسر.

فمخاوف السلطه في زيادة أعداد الغاضبين، وعودة تشابكاتهم الإلكترونية، وتوحدهم، وترك الخلافات التي نشبت بينهم . ومن المتوقع أن يتسع حجم الفجوة بين الشباب المسيس والآليات الشرعية للمشاركة السياسية، وهو ما قد يؤدي لمقاطعتهم للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولأن يخرج هؤلاء الشباب في ذكرى 25 يناير المقبلة لمحاكمة الرئيس الأسبق مبارك ونظامه شعبيًّا في أحد الميادين العامة، في خُطوة تعد نوعًا من الاحتجاج على أحكام البراءة. وسيضع الحكم عبء وإلزام مبكر على البرلمان المقبل بأن يكشف عمن تسبب في قتل ثوار 25 يناير، وذلك وفقًا للمادة 241 من الدستور، التي تلزم مجلس النواب بأن يُصدر تشريعًا في أول دورة انعقاد له بإصدار قانون العدالة الانتقالية، يكفل كشف الحقيقة، والمحاسبة، وتعويض الضحايا.

تداعيات براءة مبارك وخطورة خروجه تنعكس بصوره سلبيه علي رؤية الدوله للحرب الوهميه التي تقودها ضد جماعات الاسلام السياسي والتي تصدرها للمواطن الغير مسيس كوسيلة ضغط لدعمها خلال هذه المرحله فصدي البراءه كشف عن استمرار تماسك القوى والأحزاب الدينية التي أكدت خروجها مما يُعرف بتحالف دعم الإخوان، حيث إن أحزاب: الوسط، والحزب الإسلامي، والوطن، والجماعة الإسلامية، ومصر القوية، اتفقوا في توقيت ونصوص بياناتهم التي صدرت على إدانة القضاء، ودعوا للتظاهر في الشوارع والميادين ضد الرئيس وحكومته.

ومن المتوقع أن تستغل جماعة الإخوان المسلمين الحكم دعائيًّا بشكل مكثف لخلق مناخ يسمح لها بالتحاور والتنسيق مع القوى الثورية التي مثلت طليعة مظاهرات يناير 2011 إلى جانب أسر الشهداء والمصابين. وذلك بغية تحقيق هدفين:الأول، وهو إثارة الفوضى وعدم الاستقرار بالشارع،وهو ما فشلت الجماعة في تحقيقه مع مرور الوقت، وفقدان قدرتها على الحشد أو التجاوب مع دعواتها بالمظاهرات، وذلك بهدف إرباك الحكومة والنظام الحالي، وفتح الطريق أمام إمكانية تفاوض النظام الحالي مع الجماعة باعتبارها أحد المؤثرين في الشارع. أما الهدف الثاني، فيتمثل في محاولة الجماعة والتيار الديني عمومًا في الفترة المقبلة، والتي تستعد فيها مصر للانتخابات البرلمانية، لمحاولة جذب أصوات الفئات والقوى الغاضبة من حكم البراءة على أرضية الدفاع عن حقوق الشهداء والمصابين وأهداف ثورة يناير.

الرئيس المصري الان يقع بين كماشة صراع ذات اذرع قويه وقادره علي زعزعت حكمه فلول الوطني ورجاله يلعبون لكسب مزيدا من الوقت لفرض سيطرتهم علي الشارع الانتخابي فمن يتوهم انهم سيلعبون لصالح السيسي لابد ان يتذكر ان هؤلاء لهم ثأر بينهم وبين السيسي منذ 2011 فالجميع يعلم ان مهندس ازاحة الوطني ورجال مبارك كان السيسي وهو رئيس لجهاز المخابرات الحربيه عقب ثورة يناير

الاخوان وحلفاءهم يمتلكون المراوغه ويحاولون جاهدين تحسين التفاوض للبقاء بصوره شرعيه علي الساحه مستغلين عدم حسم الدوله لموقفها من وجود الاحزاب الدينيه وفكرة الاسلام السياسي في هذه المرحله ويبقي اخيرا الشارع الذي يعاني اقتصاديا وهيكل الدوله الذي ترهل بكامله كل هذه اصبحت ضغوط كبيره علي رئيس اتخذ قرارا ان يعمل منفردا وبلا ملامح او خطه مستقبليه سواء سياسيا او اقتصاديا وتظل الصوره محتفظه بطابعها الضبابي للمرحله القادمه !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد