الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ثمن العبث مع الولايات المتحدة الامريكية

علي بشار بكر اغوان

2014 / 12 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


ملاحظة مهمة جداً : ما ستقرأه من سطور آتية توصيفات غارقة جداً في نظرية المؤامرة و لك ان تقول عنها ما تشاء :
عندما بدأت أحداث الربيع العربي التي رفضت من أول يوم ان أوصفها بهذا التوصيف او ان أطلق عليها ثورة او انقلاب او انتفاضة او حتى أي تسمية أخرى . اكتفيت بتوصيف (التغيير) و كل شخص قريب مني في تلك الفترة يعلم ما كنت اقوله عن هذه الحالة .
كانت المنطقة تهيئ بشكل فضيع جداً لصعود قوى دينية (سواء كانت إسلامية او غير إسلامية( امتداداً من المغرب و شمال أفريقيا و إسرائيل(حزب الليكود) وصولاً الى إيران و أطراف باكستان.
صعد الإسلام السياسي فعلاً و وصل ، تخبط الإسلام السياسي بعد ذلك و سقط . اغلب من قيم التجربة قال ان السلام لا يصلح ان يطبق ... وهو دين عنف و إرهاب و تطرف .
نسي هؤلاء ، ان الأشخاص هم الذين فشلوا في التطبيق وليس الإسلام نفسه .لا أريد ان أجادل هنا في هذه الأمور (لاني لست من مؤيدي أي تيار للاسلام السياسي ولا اتفق مع طرائقها في إدارة الدولة) .
الماركسية و الرأسمالية اذا قيست بنفس هذه الطريقة اعلاه ، فأنها ستكون من افشل تجليات العقل الإنساني انتاجاً بسبب عجزها الكبير عن تقديم تحليلات منطقية لحركة المجتمعات و في مختلف مناحي الحياة و التجارب التطبيقية لها ، و هذه الأخيرة (الماركسية و الرأسمالية) قد فشلت في مختلف اماكن العالم و نجحت في اماكن أخرى بالاعتماد على المطبق الناجح . النظرية الإسلامية كذلك . لذا لا يجوز محاكمة الفكرة و ترك المطبق .

نقطة التحول الكبيرة التي حدثت هي بسقوط الإسلاميين بشكل سريع جدا بما لا يتناغم مع المصالح الأمريكية ولاسيما في مصر ، هنا امريكا غضبت جدا ، لان هذا الأمر لا يتفق مع ما كانت ترغب إحداثه في المنطقة. الأمريكان كانوا يريدون و خططوا لأن يبقى الإخوان في مصر لمدة أطول من اربعة أعوام . مصر قلب الأمة العربية و الإسلامية و انهيارها له أثار كبيرة كما هي أثار انهيار العراق الآن على المنطقة .

لنتخيل ماذا كان سيحدث في الشرق الأوسط لو ان مصر انهارت لتضاف الى انهيار العراق و باقي الدول العربية التي صنفت على أنها فاشلة و عاجزة من حيث قدرتها على إنتاج حكم صالح و رشيد .
كان هدف الأمريكان تتفكك الدولة المصرية و إنهاكها و تمزيقها على أيادي الإخوان المسلمين (من حيث يعلمون او لا يعلمون عبر توظيفهم) من ثم إسقاطهم أمريكياً و الترويج لفكرة ان الإسلام قد سقط وفشل و الترويج الى ان الاسلام لا يصلح للحكم ، من ثم تصنيف مصر على أنها دولة فاشلة و عاجزة جراء جهل هذه الفئة في حكم و إدارة الدولة على وفق المنهج و النظرية الإسلامية .

هذا المخطط لم ينجح بسبب ارتفاع وعي الشعب المصري إضافةً الى دور المتغير الخارجي الذي لا يمكن لأحد ان ينكره في إسقاط الإخوان المسلمين في مصر ، كدور السعودية و الإمارات فيما يخص التمويل و الدعم الهائل لمعارضي الإخوان إضافةً الى الدور الروسي و الصيني كجزء من الصراع الشرقي و الغربي على رقعة الشطرنج الشرق أوسطية الكبرى .

التحول الكبير حدث هنا :
الولايات المتحدة بحثت في بطون الفكر الاستراتيجي عن مخارج لكي تعوض خسارتها المرة في مصر ، وجدت المفتاح حين انتقلت - بعد ان تم إفشال مخططها في مصر عام 2013 و إسقاط الإخوان بشكل سريع رغماً عنها و من دون رضاها - من التوظيف السياسي للإسلام السياسي المعتدل نسبياً (الاخوان و اخوانهم الاخرين من الاسلاميين) الى التوظيف السياسي للإسلام المتطرف و اخوانهم من الراديكاليين ، ليولد لنا اسلاماً دموياً ، اسلاماً صارخ التطبيق ، اسلاماً لا يقبل الأخر ولا يتحاور معه ، لتعاقب المنطقة جميعها بشكل عام (بسبب خسارتها المرة في مصر) و لتفعل لنا فرع آخر من فروع التطرف الديني و هو الإسلام الراديكالي المؤمن بضرورة استخدام القوة في التغيير و توظيف الدين بطريقة دموية حازمة و صارخة ، على هذا النحو تم إنتاج كيانات دينية متطرفة جديدة (بأفكار راديكالية جديدة لم يسبق ان طبقت في المنطقة) في العراق و سوريا ، و توظيف ما تبقى من الكيانات الدينية المتطرفة الراديكالية القديمة (التي تم استخدامها سابقاً أيضاً لإدارة التغيير في المنطقة) لنصل الى ما وصلنا إليه الآن من تجليات الفكر الاستراتيجي الأمريكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة