الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بالصدور العارية نحارب الارهاب الدموي

محمد جميل

2005 / 9 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


حسنا فعل السيد مقتدى الصدر باصداره لبيانه الذي يحض فيه المسلمين الشيعة في العراق على عدم التوافد الى الحواضر الدينية الشيعية احياءا لذكرى الولادة النبويةالشريفة بعد ايام ,ورغم تركه الامر للمؤمنين في اتخاذ قرارهم في المشاركة او عدمها ,الا ان مجرد التوجه اليهم بهذا الخطاب هو تأكيد لما يجب ان يقوم به السادة المراجع الدينيون والقادة السياسيون من دور في توجيه الناس في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العراق حيث تترصد الة الشر الارهابية كل فرصة سانحة كي تعمل ماكنة دمارها في اجساد البسطاء بغية تحقيق اهدافها الشريرة في ارهاب وقتل اكبر عدد من الناس وتحقيق مراميها السياسية باحداث الفتنة الطائفية واشاعة الفوضى والخراب السياسي لامرار اجندتهم المشبوهة. الكارثة المروعة التي شهدتها بغداد في نكبة جسر الائمة والتي راح ضحيتها مايربو على الالف شهيد ومئات الجرحى تستدعي من كل الجهات ذات العلاقة وقفة مراجعة مسوؤلة غير تلك التي التي تبحث جنائيا في اسباب يفترض انها من بديهيات العمل الامني وخصوصا في بلد يجول ويصول الارهابيون فيه في حرب قذرة ومكشوفة اسبل والاهداف ,فالمفروض ان الاجهزة قد وضعت في افتراضها ان يحدث اندساس لارهابي او اكثر بين هذه الجموع حاملا لحزام ناسف بغية الحاق الاذى بالمتجمهرين ,على سيرتهم في المناسبات الكثيرة المشابهة التي حدث فيها مثل هذا السيناريو,اواخذا بسيناريوهات افتراض حرب اللارهاب من خلال الدعاية فقط ,وهذا ماذهب اليه بعض المحللين الامنيين الذين تناولوا الفاجعة بالتحليل مما يلقي بحبال المسوؤلية على عدة اطراف حكومية وغير حكومية عن مدى استعداداتها لهكذا احتمالات وسوف نترك الامر للجان التحقيق التي شكلت لجلاء الامر .
عانى المسلمون الشيعة في العراق على مدى عقود حكم النظام الدكتاتوري المقبورمن ا لتقييد على حريتهم في ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم الدينية ,ولاشك انهم قد تنفسوا هواء الحرية بعد سقوط الطاغية وراحوا يؤدون هذه الشعائر بالشكل الذي يناسب اجواء الحرية الجديدة التي لم يرق للارهابيين الا السعي لاستغلالها من جهتهم لايقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية بين هؤلاء المتعبدين لاغراض واهداف باتت واضحة,والسؤال الذي ارى من الواجب طرحه هو حجم الدور الذي يجب ان تلعبه الشخصيات الدينية الشيعية والاحزاب السياسية الشيعية في ضبط وتنظيم اقامة هذه الشعائر في الظرف العراقي الملموس وفي ضوء الاستهداف الارهابي لهذه الشعائركما دلتنا تجربة العامين المنصرمين منذ سقوط صنم الدكتاتور حيث سقط المئات من الضحايا شهداء ايمانهم وتمسكهم باداء واجبهم الديني متحدين الارهاب الاسوود بصدورهم العارية فهل علينا دفع المزيد من الضحايا والشهداء بهذه الطريقة السهلة.
نعرف تماما ان ما يقال عن عدم امكانية صد الناس عن القيام بطقوسهم الدينية فيه الكثير من عدم انصاف الحقيقة ’فلقد سعت كل الاطراف سياسية كانت ام دينية على استعراض قوة تأثيرها على الجماهير البسيطة لابراز مدى نفوذها وهيبتها في اوساطهم من خلال المسيرات والمظاهرات واقامة الشعائر الدينية على اختلافها’ونعرف اليات حفز الناس على ذلك وهذا مايدعونا الى التوجه الى جميع هؤلاء ان تأخذهم دواعي المسوؤلية ازاء ارواح الناس من اجل ان يقوموا بدورهم المنتظر للحد من هذا النزيف البشري الكبير على الاقل في ظروف محاربة الارهاب الحالية للحد من عدد الضحايا التي سيستهدفها الارهابيون من خلال ترشيد اندفاعة الناس الى هكذا مناسبات وتنظيمها وافهام الناس بأن محاربة الارهاب لاتستدعي مواجهته بالصدور العارية واللحم الحي بل من خلال تقوية شوكة لاجهزة الامنية ’وان من دواعي السلامة عدم ترك المشاعر على عواهنها بحجة انها مشاعر مؤمنين لايمكن عمل شيء ازاءها فمن يحرك هذه المشاعر بهذه القوة هم بشر عليهم ايضا تحمل مسوؤلية الحد من اندفاعتها وبمختلف السبل,فهل سنرجو ان يتحرك المعنيون للحد من هذا النزيف العراقي الكبير.بالموعظة الحسنة كمافعل السيد مقتدى الصدر,نأمل ذلك فالدم العراقي غال وان ارخصه الارهابيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و