الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 4

خليل صارم

2005 / 9 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 4
- رداً على تعليقات وردتني من العديد من الأصدقاء الأعزاء حول الجزء الأول .
قلنا أن القوى السياسية بما فيها المعارضة التي أطلت مؤخراً لم تتقن لغة الشارع تماماً وأنها انضمت الى ( نادي فاقدي المصداقية ) , فلغة الشارع واضحة والقوى التي تتحدث بها هي التي تتقن مفردات همومه ومعاناته وتحسن إعادة صياغة أدبياته والقدرة على فرز السمين من الغث من موروثه وطرحها بشكل يتلاءم ومستجدات العصر بحيث تتناغم ومحاولة التقدم نحو نقلة حضارية , لاأن تضيع الوقت في صياغة النظريات وتبنيها والبحث عن المصطلحات أو التوجه بعبارات فلسفية نحو شارع غير مهتم في البحث بقواميس اللغات لتفهم معناها , ومن الأولى
( للجادين فقط ) ؟؟! أن يتحدثوا بلغة بسيطة مفهومة حتى ولو اضطروا لاستعمال مصطلحات الشارع الساخرة وهي أولى خطوات المصداقية , فقد سأم الشارع أولئك الذين يتبارون في إلقاء الخطب والتعابير الطنانة الغير مفهومة وصياغة الشعارات التي لايمكن تصور تحقيقها حتى في الحلم الذي يتراءى للحالم بعد عشاء ثقيل دسم ليليها مقاربة رغبات هذا الشارع الآنية والبحث عن حلول سريعة يمكن أن تترجم بسهولة الى واقع . فالشارع يريد من هو قادر على صياغة ذلك وهو لا يتعامل إلا معه وهذا الشارع غير مهتم على الاطلاق بالبرستيج والياقات المنشاة ولا بنوع ربطات العنق ولا حجم الخصر ولا حتى بماركة السيارة , هو يريد حلولاً آنية وسريعة ثم البس ماتشاء أو لاتلبس وقف أمام العدسات بالبوزات التي تعجبك واركب ماتشاء من سيارات ويفضل أن يكون ذلك بجهودك الشخصية لأنه سيحترمك كثيراً , ولا تنسى أنه قادر على فرز اللص من الشريف ويعرف تماماً إذا كان ماتنفقه من حسابك الخاص أم من المال العام المختلس , فرائحة المال العام والمال المتأتي من استغلال المنصب والرشوى لايمكن إخفاؤها حتى ولو أهلت عليها كل أنواع العطور في العالم , لأنه سيتعرف عليها و لن يصدقك في تلك اللحظة حتى ولو التهمت كل الكتب المقدسة أمامه أو كفلك كل رجال الدين وكل أموال التبرعات أو الزكاة التي ستنثرها ذات اليمين وذات الشمال , وإذا سكت ولم يبدي لك شيئاً إيجابا كان أم سلباً فلا يذهب بك الظن بعيداً وانك قد عبثت به وصدقك , لأنه في تلك اللحظة يضمر لك ماهو أخطر مما قد يخطر أو لايخطر لك على بال من أنواع العقاب تبدأ بالاحتقار والسخرية وإطلاق النكات ثم ., فالله أعلم أين وكيف ستنتهي ومن يظن أن الشارع سينسى بمرور الوقت هو غبي وأحمق بالمطلق لأنه لايفهم بالتأكيد آلية عمل التيارات البحرية وكيف تتحرك تحت السطح , كما أنه لايفقه شيئاً عن آلية الطقس وكيف تتجمع نذر العاصفة ضمن طقس يبدو جيداً , كما أن من يظن أن الشارع ينسى الصادق والجيد بمرور الوقت هو غبي أيضاً , لأن ذاكرة الشارع هي الوحيدة التي لايمكن أن يمحى منها شيئاً ومن يدقق في لغته المتداولة ومصطلحاته يستطيع قراءة التاريخ بكل سهولة بل ويمكنه حتى التنبؤ بالمستقبل , هذه هي ببساطة لغة الشارع وهكذا تتم مقاربتها ومن هو غير قادر على ذلك عليه التنحي جانباً لأنه لن يصل الى النتيجة التي يريدها مهما فعل , إلا إذا لجأ الى القوة في غفلة عن الزمن إلا أن استمراره سيكون مرهوناً بهذه القوة , إلا إذا عاد الى الشارع , عندها تظهر ميزات هذا الشارع ونبله لأنه سينسى عن عمد ويغفر أيضاً ويقبل العودة ويحتضن هذه العودة بكل محبة وإخلاص وسيمنح ثقته ومن يتمكن من الحصول على هذه الثقة لن تهزه أية قوة في هذا العالم لأن هذه الثقة هي الأقوى وهي أسمى شيء في هذا الكون لمن يعرفها ويقدرها حق قدرها .
- الواقع أنه مهما كابرت قيادات هذه الأحزاب ( الجبهة والمعارضة ) ومهما زعمت فان قواعدها قياساً لعدد السكان لاتتعدى 4الى5% إذا استثنينا حزب البعث كونه يمسك بزمام السلطة ولو عدنا الى النسبة المذكورة لرأينا أن قسماً منهم من الطامحين ممن لم يوفقوا الى فرصة في حزب البعث فتوجهوا الى بقية الأحزاب لعل وعسى فيحصلوا على الأقل على موقعاً اجتماعياً حتى ولو كان هزيلاً ويجب أن لايغيب عن البال أن هناك الكثير ممن كانوا في هذه الأحزاب قد التحقوا بحزب البعث في ظروف سابقة جرياً خلف مصالحهم .
- معنى ذلك أن هؤلاء ليسوا مؤهلين لقيادة الشارع أو التأثير فيه على الاطلاق .
بدليل عدم القدرة على التوسع أفقياً وبقاء أعدادهم محدودة وهذا يعود لأسباب إضافية
منها :
1- أن من نصبوا أنفسهم قيادات في ظل تأسيس هذه الأحزاب وحاجتها لأعداد كيفما اتفق ( وهنا أقصد الأحزاب الجديدة ) ولا أقصد الأحزاب الكلاسيكية التاريخية بالطبع . يرون في أن الكوادر الجديدة المحتملة هم منافسون محتملون , لذلك فهم قد سلكوا سلوك رؤساء الدواوين السابقين في وزارات ومؤسسات الدولة الذين لم يكونوا على مستوى من الأهلية التعليمية فلجأوا الى وضع كافة العراقيل في وجه المؤهلات والتخصصات ليستبعدوها . معنى ذلك أن هؤلاء غير مناسبين لأي عمل سياسي مهما كان وإلا لوجدوا فرصتهم في الأحزاب الموجودة أصلاً , وهم ليسوا على خلاف مع السلطة أو الأحزاب الحليفة كما يدعون وبالتالي لبسوا قميص المعارضة .
2- ان قسماً من هؤلاء هم من المستهلكين في أحزاب سابقة ( أي منتهي مدة الصلاحية ) فلفظوا منها , ورأوا أن الفرصة قد حانت مع الأحزاب الجديدة ليستعيدوا شيئاً من حلم لم يكتمل لعلة فيهم في الحقيقة , وهؤلاء أصبحوا عبئاً على الأحزاب الجديدة غير قادرين بالفعل على استيعاب التطلعات الجديدة وفهم آلية العصر وان ادعوا ذلك لأن ممارساتهم فضحت حقيقة أفكارهم التي لم تتجاوز سقطات وهنات ( أيام زمان )
3- سنداً لما سبق فان الكوادر المثقفة حقيقةً وخاصة من الشباب والذين يمتلكون رؤية حضارية واعية يرفضون العمل تحت قيادة هؤلاء الذين جاؤوا في ظل التأسيس والحاجة لقيادات كيفما اتفق فرأوا أن الموقع ملكاً لهم ويرفضون بالتالي ترك أمكنتهم للشباب المثقف الذي يتلاءم عقلياً ومنطقياً مع العصر ومتطلباته .
- هكذا فان هذه الأحزاب لم تتمكن من التمدد في الشارع خاصة وان الشارع يعرف هؤلاء ويعرف تاريخهم فرفض رفدهم وعزلهم وبالتالي قام بعزل هذه الأحزاب من باب عدم وجود دليل على المصداقية والدليل الذي قدمته يسيء الى هذه المصداقية .
- هنا يكمن الخطأ القاتل الذي ارتكبته هذه الأحزاب وكان من المفترض عدم الاستعجال باستقبال كل من هي ودب دون إمعان وروية , والانتظار لغاية استقطاب الطاقات الفكرية الحقيقية والكوادر الشابة النظيفة التي ترسخ لها المصداقية في الشارع والقادرة على فهم هذا الشارع والتحدث بلغته .
- ان عدم تأسيس فرع هو أفضل بكثير من تأسيس فرع مريض منذ ولادته , وبالتالي فان الغاء هذا الفرع المريض يعزز مصداقية هذا الحزب في الشارع لأن الخلية الصحيحة تنقسم انقسامات صحية وصحيحة أما الخلية المريضة فإنها ستنمو بشكل مشوه وتعطي شكلاً ضخماً خادعاً هو في الحقيقة تضخم سرطاني وستنقسم انقسامات مشوهة تبعاً للحالات المرضية لتودي بالنهاية بالحزب كله .
نعود لنؤكد ان التصدي للعمل بالشأن العام يقتضي استلهام أساسيات هذا العمل من الشارع الذي يشكل الحاضن الحقيقي لأي قوة سياسية أو حزب شرط أن تنزل اليه وتعيش وتنمو فيه ولاتتعالى عليه مهما كانت الظروف والأسباب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر: وزيران جديدان للدفاع والخارجية في تغييرات الحكومة


.. والدة ضابط إسرائيلي قُتل في غزة تستلم جثمان ابنها




.. الناخبون الإيرانيون يبدأون التصويت في الجولة الثانية من الان


.. مسؤول بالجيش الإسرائيلي: قيادة الجيش مستعدة لقبول أي صفقة مع




.. ما هو فيلق أفريقيا الذى يرث مجموعة فاغنر الروسية؟