الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور العبادي والتحديات

راغب الركابي

2014 / 12 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


منذ توليه الحكم أبدى رئيس الوزراء الحزم والثقة والشعور بالمسؤولية ، خاصة وهو يخوض حربا متعددة الأطراف وفي إتجاهات مختلفة ، وبدى لنا نحن المتابعين إن لهذا الرجل روحية كبيرة وهدف كبير يستهدف تطهير العراق من كل المفاسد التي خربت عليه روحه وعيشه ومستقبله ، العبادي هذا الرجل جعله القدر أن يمارس الحكم في ظل إحتلال داعش لمدن عراقية ، وفي ظل الغياب شبه التام للأمن وسيادة الفوضى والتسيب الذي عم كل مفاصل الدولة والنظام ، و الرجل حسب ما نرى ونسمع ونشاهد إنه يفعل أكثر مما يقول ، لذلك أبتعد عن الثرثرة الإعلامية والظهور وأنشغل بتفكيك وتحليل الملفات التي كانت تعيق على العراقيين حياتهم وإيمانهم بوطنهم ووحدتهم .
لقد كان صائبا في كل ما ذهب إليه بحسب كل التقديرات والملاحظات بدءا :
1- من تسريح الضباط الفاشلين والمنهزمين من قوى الجيش والأمن .
2 - وبادر لفتح الصفحة ناصعة مع أربيل ليقول إن الأساس ليس المناكفة بقدر ما يلزم من تخفيف حدة التوتر وتوجيه القوى والأنظار للخطر الإرهابي .
3 - وكان له قدم سبق في إمضاء إتفاقية متوازنة إلى حد ما في مجال النفط والغاز .
4 - ورأيته مبادرا ليجعل من العشائر في المناطق الغربية متمكنة من نفسها وقادرة على مواجهات التحديات المحلية من قوى الجريمة والإرهاب .
هذه معطيات تجعلنا نؤمن بان في الإمكان تصحيح وإصلاح ما كان بروح وثابة وإيمان وصبر ومجالدة ، وفي هذا المجال سيجد العبادي نفسه محاطا بكل العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم ومن شرقهم إلى غربهم وهذه حقيقة وليس تضخيما ، إن إصلاح المؤوسسة الأمنية وما يقوم به في هذا المجال هو الخطوة الأولى والضرورية و اللازمة للقضاء على الإرهاب ومن يمده بأسباب الوجود ، إن العراق في زمن العبادي هو عراق مختلف ومغاير والمغايرة والإختلاف نلمسها بهذا التأييد المحلي والأقليمي والدولي ، وفي مشاركة الجميع معه وإياه في دحر الفساد والإرهاب والتضليل ، ولا يغرب عن البال إن قوى حزب البعث و العهد البائد تسعى لتخريب عملية بناء الدولة الجديدة وتخريب أسس مفاهيم الديمقراطية وقيمها ، نرى ذلك من خلال هذا التعاون والتآلف بين الحزب المقبور وتنظيمات الظلام الإرهابية لتخريب الوطن وتخريب روح المواطن .
إن ثمة دافع يقودني لتذكير العراقيين بضرورة الإلتفاف والإصطفاف خلف ومع العبادي وهو يقود - ثورة التصحيح والإصلاح الجديدة - وهي الثورة الأهم في حاضر ومستقبل العراقيين إذ فيها ، توجيه للعراقيين جميعا بمحاربة الفساد ، وفيها إصرار على جعلهم مؤمنيين بوحدتهم ووحدة مصيرهم مع أصالة التعددية والإختلاف الثقافي والمناطقي ، إن في ثورته رفد لمفهوم إصلاح مؤوسسات الحكم وتطهيرها مما علق بها من سني الظلام والجفوة ، وفي ذلك لا بد من مشاركة للمثقفين والإعلاميين وأصحاب القلم والناطقين عبر الأجهزة المسموعة والمقرؤة ، في توجيه الناس إلى هذه المعاني الكبيرة وإخطارهم بوجوب الإبتعاد عن كل ما يعكر صفو حياتهم ، ولعل هناك دورا لرجال السياسة ورجال الدين في هذه المرحلة أن يكونوا جادين في دفع المخاطر المحدقة بالوطن وهي مسؤولية أخلاقية وإنسانية وشرعية ، وأجدني ملزم بحث الأصدقاء والكتاب والمفكرين أن يتحدثوا عن الخير العام ، وأن يبتعدوا عن صغائر الأمور إذ إن فيها يكمن الشيطان .
إن مرحلة جديدة نخوضها مجتمعين وعلينا وعلى الجميع مسؤولية وواجب في جعلها ممكنة للعيش والتعايش ، ولايكون ذلك كذلك إلآ من خلال توجيه المجتمع والشعب للعمل والإنتاج والبناء فهناك الكثير الذي يجب ان نعمله ، إن الإبتعاد عن الكلام الهوائي والثرثرة وأسلوب المجالس يجعلنا أكثر طواعية لتقبل التطور وتقبل التنمية وصناعة الفرد من جديد ، فليس هناك ثمة شيء مهم أكثر من الوحدة في الدين ووحدة الإنسان ووحدة الوطن ، وهنا نشير من غير مواربة إلى ذلك الدفع الذي يتلقاه بعض من ينتسب إلى السياسة في حملاتهم للتشكيك بكل فعل خير بدءا من مقولتهم النشاز ضد - الحشد الشعبي - إلى التشكيك في المؤهل الوطني لتحرير الموصل في السنة القابلة ، وإني أدعوا كل وطني غيور شريف للوقوف مع العبادي وهو يخوض معركة الوجود ويحارب قوى الفساد التي خلفت البلد وجعلته ركاما ، هي معركة يجب أن نخوضها جميعا لأنها معركتنا ولايجوز بحال التشكيك أو التشهير أو إختلاق الأكاذيب وترويجها لأن في ذلك تفتييت للوطن ، ونحن جميعا شهود على حاضر فاسد وساسة مفسدين ورجال أنصاف رجال ، لكن القدر والتاريخ والله أراد لنا أن نتحدى كل الصعاب مادام المطلب شريف وعظيم ، فلنكن مع روح المرحلة وما يريد صاحبها من تحقيق ماهو ممكن ونافع ، ولنكن معه من غير أنا ذاتي أو إلتواء ، ولا يجب أن نكون كأهل الكوفة مع علي وأولاده عليهما السلام إذ في ذلك خيبة أمل وخسران أبدي ، ولقد حدثنا القرآن عن أصحاب موسى حين قالوا - أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون - إن معركتنا يجب ان تكون جميعا ضد كل ماهو باطل وفاسد وإرهابي مجرم وتلك معركة طويلة وشاقة وفيها تضحيات جسام...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يجب
فريد جلَو ( 2014 / 12 / 8 - 21:55 )
يجب اعطاء دور اساسي في عمليه التغير الى الجماهير وخصوصا الكادحه صاحبه المصلحه في ذلك والمهمشه متمثله بمنظمات المجتمع المدني والاحزاب االوطنيه كما ومن المهم جدا تطهير القضاء عمود دوله المؤسسات الاساس وبخلاف ذلك سيصبح الحديث في هذا الشئن مجرد نفخ في قربه مثقوبه


2 - الحزب النزيه والوطني
علي عدنان ( 2014 / 12 / 9 - 07:13 )
لاخلاف ان الحزب الشيوعي ا لعراقي والذي اثبت خلال كل سنين بعد سقوط نظام صدام انه الحزب الوطني والنزيه والذي لاتغره اية مكاسب مادية تكالب عليها سياسيين من كل الاتجاهات
وخاصة الاسلاميين منهم
ان اي اصلاح يمكن ان تقوم به حكومة العبادي يجب ا يكون اساسه الاعتماد على النزيهين والشرفاء الشيوعيين واللذين يعتبرون الوطن وعلو شانه من اول اهدافهم

اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza