الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يزوّر التاريخ : بشّار أم ( اسرائيل ) ؟!

ثامر ابراهيم الجهماني

2014 / 12 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من أكبر الأضرار التي أصيب بها الوجدان السوري بعد الكم الهائل من الضحايا ، تلك الشيزوفرينيا الوطنية ودوامة الإنتماء التي أُدخلنا بها رغماً عنا .
كُره الوطن المتمثل بالحاكم المستبد وتفضيل العدو التاريخي عليه لا لشيء فقط لأنه يؤلم قاتل الاطفال ويضعفه .ليست جديدة علينا كسوريين تلك المشاعر المتناقضة المتنافرة بين حب الوطن الحر والرغبة بالقضاء على الإستبداد من جهة ومن جهة أخرى التمترس حول الحفاظ على الدولة بمواجهة كل من يهدد وجودها خصوصاً من قبل العدو التاريخي ( الصهيوني ) ، لم نكن سابقاً نشعر أن كلمة المواطنة والانتماء تعني لنا الكثير منذ عقود خلت ، فالمواطن كان يشعر أن المسؤل لص كبير مهما علت مكانته واختلف مكانه ، حتى راح الكل يخالف القانون بالقانون لتدني منسوب الشعور بالانتماء للوطن ، حتى تغيرت مفاهيم القيم ، رغم أن المفاهيم العامة قيم مطلقة لكن لايمكن لها أن تنقلب الى التضاد إلا لخلل جماهيري جمّعي .
تركت الإعتداءات الصهيونية الأخيرة أثرها النفسي لدى مجمل الشعب السوري بشكل إجمالي فإنقسم السورييون بين مؤيد ومعارض للضربة وكليهما يؤسس موقفه تبعاً لحب الوطن ، فالأول المؤيد للضربة يؤمن أن كل الويلات التي صبّت على رأس الوطن مرجعها الاستبداد السلطوي المافيوزي وإجرام أدواته الامنية وذراعه العسكرية فكل ما يرهق هذا الاستبداد ويزعزع أركانه مرحب به ، دون الاشارة إلى أي موقف واضح من كون هذا العدو الضارب هو عدو تاريخي لايرتجي لنا الخير مطلقاً ، وما هذه المسرحيات العسكرية لا تعدو إلا فركة أذن لربيبهم بشار للعودة إلى مربع تنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار 1974 التي بصم وأكد على تنفيذها والقبول بكل بنودها العلنية والسرية أمام ( مادلين أولبرايت ) يوم تشيع والده الذي أورثه الحكم و هذه الحضوة لدى الصهاينة .
كما يؤكد المؤيدون أن القصف الصهيوني لم يكن معاصر للثورة فضربة عين الصاحب وقصف مفاعل دير الزور والتحليق فوق القصر الجمهوري سبق الربيع العربي بسنوات ، مما يسقط مزاعم المنتقدين أن هناك تحالف صهيوني قطري مع الثوار وطالبي الحرية . بينما ذهب بعض المتطرفين من مؤيدي الضربة إلى أبعد من ذلك مطبلين مزمرين (لأبناء عمومتهم من اليهود لمزيد من الضربات ) على مبدأ ( أتحالف مع الشيطان لأتخلّص من الأسد ) .
بينما ذهب المغالون من معارضي الموقف الأول والمحسوبون على الثورة إلى تخوين الموقف الأول واصفين إيّاهم بالخونة المتأمرين على الوطن ، انطلاقاً من تاريخ الصراع العربي الصهيوني وعدم الاستقواء بالخارج وخصوصاً ( اسرائيل ) ضد الوطن ممثلاً ببشّار ونظامه .ينطلق موقف هؤلاء من فهمهم الطوباوي للمواطنة والقيم الانسانية ورفض العنف ولا يبالون لموقف منتقديهم أنهم بهذا التطرف في فهم المواطنة ينسجمون لدرجة التماهي مع موقف المستبد القاتل لانهم يتمسكون بالاسس التقليدية لفهم القيم المطلقة والتي تحتاج على الاقل لمراجعة فكرية بسيطة تبعاً للواقع الجنائزي المؤلم الذي يعيشه السوريون .
بالمطلق يصر كلا الطرفين التمترس حول فهمه واعتقاده لمفهوم الوطن والمواطنة والاخلاقيات والثوابت ..دون افساح المجال لنقاط التلاقي التي قد تنقذ الوطن لو اشتغلوا عليها ...الكل يدفع السوريين الى خيارات صعبة إما بشار أو ( اسرائيل ) ، وبشار يدفع السوريين والعالم لخيارات أكثر صعوبة الاسد أو داعش بينما الشعب السوري يحصر نفسه بالخيار الاصعب الموت ولا المذلة .
كيف لنا أن نوفق بين إصرارنا على طلب الحرية ، رغم مرارة خيار العسكرة ؟ وبين طوباوية مفهوم الدولة والمواطنة وجسارة العنف وكسر العظم التي يتّبعها نظام الاجرام في سوريا ؟
لكن السؤال الذي يفتح الجرح على غارب الملح لنفترض ان الغارة لم تقع ومستودعات الاسلحة لم تقصف وتفجّر ...ضد مَن كان سيستعملها رئيسكم بشار ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا