الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التحقيقات اللبنانية والانتخابات المصرية

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الحراك الذي حدث في الساحة اللبنانية إثر اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، والذي نتج عنه تثبيت وجود المعارضة في الشارع، وحصول انتخابات كانت من صالحها تمثلت بتيار الحريري أو تيار المستقبل، وتضاعفت نتائجه بدور لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ميليتس، الذي استدعى ضباط أمن كبار للتحقيق معهم كمُشتبه بهم، هذا الحراك شكّل ضغطا على النظام الأمني الذي كان يُشكّل البعبع فحوّله إلى مطلوب للعدالة وجعله يتوارى هنا وهناك،فجعل سيده طبالا بعرس المعارضة ، ولم تعد هناك مقامات مزعومة وسادة خلبيين يديرون البلاد وحدهم نيابة عن الجميع.
في الساحة المصرية كان الحراك الرافض للتمديد لمبارك، والذي نتج عنه تقدم أكثرمن مُرشّح للانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك بعد الترتيبات الفاشلة نحو توريث مبارك الابن، وحضور الشارع المصري في قلب الحدث الذي فرض قراره حول مستقبل ودور مصر الاقليمي والعربي، مُضافا له أزمة مصر الداخلية من فساد وإفساد مُنظم عبر السلطة الحاكمة التي أُتخمت أركانها بسرقة ثروة الشعب لتثرى على حسابه وأطفاله، وتحرمه حتى من حق التعبير عن ذلك ماكان يُكلف السجن والتخوين بتهمة التعامل مع الأجنبي، وهي الكليشة الموجودة في كل البلدان العربية لكل طويل لسان يقول الحقيقة عن السارق والمسروق .
بين الحالتين تقاطع أساسه الحرية التي حصل عليها كلا الشعبين جراء النضال الميداني والتحديات السياسية غير الاقتتالية، التي أسقطت الاستبداد في البلدين الشقيقين، لتُشكلا دافعا نحو إنضاج حراك عربي عام يُنهي مرحلة القيادة المطلقة للمجتمع، ويتحول نحو التعددية الطبيعية غير المُفبركة على القد السلطوي.
تميز الحراك في الساحة اللبنانية بسجال سياسي شعبي أثمر تظاهرتين في الشارع اللبناني متعارضتين إحداهما موالية، والثانية معارضة مستفيدة من أخطاء ارتُكبت بحق اللبنانيين ومن اغتيال الرئيس الحريري، ويمكن أن تكون قد أسست للديمقراطية في بلد الحرية التاريخي الوحيد في الساحة العربية، الذي كان ملجأ لكل المعارضين أنظمتهم الحاكمة، ومنبرا صريحا للثوار، ومنتدى ثقافي لمن يبغي ذلك، إنه لبنان الحر المعافى البعيد عن أدوار المؤامرات، وصاحب البنية الشخصية القوية والحرة لمواطنه الذي رضع الحرية في البيت، واعتادها فصارت جزءا من كيانه المتميز قوة وصلابة وثقافة،ولايقل المواطن المصري عن اللبناني، كونه ابن تاريخ الهامش الديمقراطي الذي كان وحيدا في الساحة العربية بين الأنظمة الثورية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وشكلت مصر منارة لكل العرب بأكثر من معنى حتى زيارة السادات القدس للمصالحة مع العدو التاريخي.
روعة هذا الحراك وحصاده النبيلين أنه كان من الداخل، وشاركت به كل الشرائح الشعبية والمثقفة، فشكّلت صفا معارضا متيناً للحد من الاستبداد والحكم المطلق، ومن سيطرة الأمن على مفاعيل الحياة التي اختزلت الكرامة الوطنية والحقوق العامة، فتخبطت بين اعتقال المواطنين وإخلاء سبيلهم دون سبب يدعو لذلك، إلا قلق السلطات بحكم انتهاكها حقوق المواطنين دون وازع … وحتى تنضح الحالة العربية سلميا وعقلانيا لنا لقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف