الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انظر أمامك فى غضب

خليل كلفت

2014 / 12 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



صار يليق بنا أن ننظر إلى الأمام فى غضب، على العكس من مسرحية چون أوزبورن "انظر وراءك فى غضب" (1956)، ليس لأن الماضى أو الحاضر ليس مُثيرا للغضب بل لأن المستقبل يبدو أكثر إثارة للغضب، ولا عجب فالمستقبل ابن الماضى والحاضر. وسنكتفى الآن بالغضب لكى نهرب من اليأس، لأنه ما يزال يوجد بصيص من الأمل نحيا به حينا من الدهر.
وقد يكون من الممكن فى مستقبل غير بعيد أن نتخلص من كابوس حاملى الرايات السوداء أىْ الإسلام الإخوانى الذى يُخيفنا الآن من الحاضر والمستقبل. والانتصار الكامل على الإسلام السياسى ليس بالأمر السهل كما نُحِبّ أن نتصور لأن هذا الانتصار يشترط علينا شروطا قاسية يُفزعنا ألَّا نكون على مستوى تحقيقها. وقد يساعدنا الإسلام السياسى على الانتصار عليه لأنه وسَّع بكل حماقة القوة ساحة المعركة فصار يهدد كل العالم، كما فعل الإخوان وحلفاؤهم فى الداخل والخارج بالأخونة السريعة دون إنجازات بكل التهوَّر وحماقة القوة.
والمشكلة عويصة وخطيرة وخطرة لأنها تتعلق بوجودنا ذاته. وهناك من يدرك الخطر ويدفن رأسه فى الرمال ومن لا يدرك أبعاد الخطر. ومن البديهيات أن الحل الأمنى لا يكفى رغم ضرورته التى لا جدال فيها. غير أن السؤال عن حقيقة الحلول الأخرى لا يجد إجابة مقنعة. ذلك أن كل حل نتصوره يفترض كل الحلول الأخرى.
ويُقال إن الحل هو رفع مستوى معيشة عشرات الملايين ولكنْ أين الترليونات المطلوبة لهذا حتى إذا استرددنا التريلونات المنهوبة؟ ويُقال إن التعليم هو الحل ولكن كيف يكون التعليم حلا مع أن المعلمين لا يجدون من يعلمهم ثم إن ميزانية الدولة كلها نقطة فى بحر المال المطلوب لإصلاح التعليم وحده. ويُقال إن الحل هو القضاء على الفساد ولكنْ كيف يقضى الفاسدون على الفساد؟ وأين غير الفاسد فى بلد تمكَّن منه الفساد فصار غير الفاسد كالغول والعنقاء والخل الوفى. ثم إنه لا وجود على ظهر الكوكب لبلد غير فاسد ولكن الاقتصاد المتقدم رغم أزماته فى أمريكا أو ألمانيا أو الياپان ينطوى على آليات وقدرات يمكن أن تصمد أمام الفساد المتفشى فيها، وإنْ كان الفساد فى الولايات المتحدة الأمريكية كاد يقضى على الاقتصاد العالمى منذ ظهور الأزمة العقارية وأزمة السيولة فى 2008. القضاء على الفقر ومتلازمة الفقر؟ ولكن كيف ومن أين فى اقتصاد ضعيف عالم-ثالثىّ وغير منتج؟
كل المشكلات وكل الحلول مترابطة ولا مجال لحلٍّ دون حلّ باقى المشكلات! وقد يحتاج الأمر إلى قيام لجنة من الخبراء الاقتصاديين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والنزاهة بإعداد برنامج اقتصادى محكم ينسق العمل على كل المحاور بأولويات محكمة التخطيط والترتيب، ولكن ما ضمانات تنفيذ توصياتهم فى بلد لا شاغل فيه لأحد سوى تكوين ثروة واسعة فى الحال وليذهب كل شيء آخر إلى الجحيم؟ أرجو ألا يُصدم أحد بكل هذا التشاؤم؛ ولكن أليس هذا بالضبط ما حدث بالفعل فى عهد مبارك وكل العهود السابقة بلا استثناء؟
ومجالات الحل ليست معدومة ولكننا لا نملك وسائل استغلالها؛ وعلى سبيل المثال: يمكن بفضل ما نملك من آثار، أن تُدرّ السياحة أموالا طائلة ولكنها لا تفعل مع أن بلدانا لا تملك ما نملك تكسب من السياحة أضعاف ما نكسب. لماذا؟ لأنه لا يمكن إلا لبلد رأسمالى صناعى متقدم أن يستفيد بموارده. ونتباهى بأننا نملك ثروة بشرية هائلة ولكن الثروة البشرية لا تتمثل فى وجود ملايين العاطلين، بل تتمثل فى ملايين من ذوى الخبرة تدربوا فى مدرسة اقتصاد متقدم؟
يكمن الحل إذن فى أن نتحول إلى بلد رأسمالى صناعى متقدم بمعنى الكلمة. ونقول إن مصر ستعود أم الدنيا. وكانت مصر كذلك ذات يوم فى الماضى السحيق لأنها، مع العراق القديم، كانت أصل الحضارة. وكيف ستكون مصر أم الدنيا إنْ لم تتحول إلى بلد صناعى متقدم؟ وعندنا مشكلات وأزمات تشكل معضلة تواجهنا بجبال من التحديات، ولا تقف المشكلة عند هذا الحد فالبلدان الرأسمالية الصناعية المتقدمة تقف حجر عثرة فى طريق تحقيقنا لأبسط تقدُّم؛ وهذا هو ما تتوفر لإثباته أمثلة كثيرة بعيدا عن نظرية المؤامرة ولكنْ لا مجال لإيرادها ومناقشتها فى مقال صغير.
تشاؤم؟ فليكن! أليس أفضل من الاستسلام البليد لتفاؤل أبله قبل أن تأتى بعد فوات الأوان ساعة الحقيقة؟ ولماذا لا نفتح مناقشة تكشف لنا أبعاد مشكلتنا والبحث الجاد عن طريق للخروج من أزمتنا المصيرية؟ ولا تبحث حتى المؤتمرات الاقتصادية قضايانا بجدية ولا يأخذ بحلولها ومقترحاتها أحد.
تشاؤم؟ هناك مراكز ديموجرافية محترمة فى فرنسا وغيرها تتحدث عن أننا نتجه إلى الانقراض، فهل هناك أخطر من الانقراض كشعوب لننتظر؟ ألا ينبئنا الصراع فى أفريقيا بالحروب الأهلية والحدودية، وبهذا المستوى المفزع من النمو السكانى، حول كعكة غير موجودة أصلا، بأن من يتحدثون عن الانقراض وإلغاء العالم الثالث لا يُبالغون؟
25 نوفمبر 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانحياز للنظرية الشاكرية - 1
هانى شاكر ( 2014 / 12 / 9 - 07:27 )

الانحياز للنظرية الشاكرية - 1
______________


بعد توسل مستمر ان يحدثنا الاستاذ خليل كلفت ( و آخرين ) عن ما نعتبره أس البلاء فى مصر .. الا وهو الانفجار السكانى و التكاثر الحشرى .. مال الاستاذ إلى نظريتنا بقوله :

(( وبهذا المستوى المفزع من النمو السكانى، حول كعكة غير موجودة أصلا ))

ففى رأينا المتواضع نقول ان سبب مشاكل مصر .. الدكتاتورية العسكرية - الشعوذة الدينيه - زباله الشوارع - تسرب مياه المجارى إلى مياه الشرب - فساد الحكومه - بيع الزوجات الصغار للقرداوى - الغلب الأزلى للمصرين .. سببه الانفجار السكانى و التكاثر الحشرى

و الحل واضح و طريقه مباشر ( Easy and straightforward ) ويحتاج عمل جاد متواصل لمائة عام تحت حماية ( من السعودية و ليس من أسرائيل كما يروج المهرجون و عُباد البياده ) و وصاية دولية ..

يتبع لطفاََ

...


2 - الانحياز للنظرية الشاكرية - 2
هانى شاكر ( 2014 / 12 / 9 - 07:29 )

الانحياز للنظرية الشاكرية - 2
______________


ثلاث محاور أساسية تنقل مصر إلى مصاف ألدول ألمتقدمة .. كسويسرا و ألدانمارك

1 - فصل ألأسلام تماماً عن ألعمل ألعام ... ألحكومة ، مجلس ألقرية أو ألمدينة ، و ألمحكمة و ألمستشفى ، و ألمدرسة ..

فرئيس ألوزراء إلى ألوزير إلى ألقاضى إلى ألمدرس إلى عامل ألنظافة ... يعيش مشلولا .. و أسير ألرعب ألدائم فيما ينتظره من عذاب ألقبر و ألنار إن هو تبول واقفاً ...

2 - وقف ألأنفجار ألسكانى على ألمدى ألقصير .. و ألعمل تدريجياََ على ألوصول إلى تعداد سكانى يبلغ عشرين مليون بألتدرج .. نزولا من ألتعداد ألحالى ألبالغ تسعين مليون ..




يتبع لطفاََ

...


3 - الانحياز للنظرية الشاكرية - 3
هانى شاكر ( 2014 / 12 / 9 - 07:30 )

الانحياز للنظرية الشاكرية - 3
______________


تنفيذ هذا ألهدف فى مائة عام ممكن و ضرورى .. و سترتفع قيمة ألأنسان ألمصرى .. و دخله و صحته و تعليمه .. فتصبح مصر قوية ، غنية ، حرة .. بعمل و أنتاج أبنائها ... ولن يستطيع أو يجروء ألخليجى على شراء فتاة ريفية قاصرة ب 500 دولار .. أو جنرال مصرى فاسد أستخدام شاب ريفى جاهل ، مُجَند ، للعمل فى ألسخرة فى مزرعته ، مجاناً

3 - ألعمل على تخفيض مستوى ألفساد ، تدريجياً ، وفى خلال مائة عام .. من ألمستوى ألحالى ألبالغ مائة فى ألمائة ( فساد كامل ) ألى عشرين بألمائة .. كما هو ألحال فى فى ألدول ألمتقدمة

ماعدا ذلك .. فكل ماهو حاصل فى ألبلاد من ثورات ( 25 يناير و 30 يونيو ) .. و خطوات ( دساتير ، برلمانات ، أنتخابات ) و خطط طريق ... هو تضيع وقت و فُرص ... و محض هراء

...

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي