الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا كان هذا صحيحا

فارس تركي محمود

2014 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان هذا صحيحاً
فارس تركي محمود / جامعة الموصل / مركز الدراسات الإقليمية

إن في العراق أمر جلل وداهية دهماء ورزية لم يسمع بمثلها في الأولين والآخرين وويل وثبور وعظائم الأمور ونكسة لا تقارن بها نكسة حزيران سارت بذكرها الركبان وبهت لها الانس والجان ، إذ وعلى عهدة الإعلام وبحسب ما نسمع في وسائله المتعددة المسموعة والمقروءة والمرئية – المرمية كما يقول فيلسوف الكوميديا عادل أمام – فان رئاسة الوزراء فاسدة والوزارات يسكنها الفساد ومؤسسة الرئاسة تشكو من الفساد والكثير من البرلمانيين فاسدين والحكومات المحلية فاسدة والجيش يعشش فيه الفساد والداخلية فاسدة والقضاء يشوبه فساد والدوائر الحكومية فاسدة ودوائر الأوقاف – تصوروا - فاسدة والدنيا كلها في العراق تئن من الفساد . إذا كان هذا الكلام صحيحاً فإننا لسنا أمام حالة فساد إداري بل أمام إدارة متكاملة للفساد ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فانه يعني انه لا يمكن القضاء على فساد بهذا الحجم إلا بالقضاء على الدولة العراقية برمتها ، وهذا ليس من الحكمة في شيء لان وجود دولة فاسدة أفضل بالتأكيد من عدم وجود دولة أصلا لذا نرجو منكم ونناشدكم ونتوسل إليكم عدم مكافحته والقضاء عليه – أي الفساد - وابقوا لنا دولتنا الفاسدة حتى لا نصبح مثل تلك التي ( لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ) ! ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فانه يعني أن الشعب العراقي برمته فاسد لان هذا الكم والمستوى من الفساد لا يمكن الوصول إليه إلا بتكاتف وتعاون جميع أبناء الشعب بكل طبقاته وأطيافه ومن صغيرهم إلى كبيرهم ! ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيجب أن نطالب بإخضاعنا لفحوصات طبية للكشف عن ماهية الجينات والمورثات التي نحملها ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فعلينا أن نعيد قراءة التاريخ لنتأكد من أن أرضنا بالفعل قد قامت عليها حضارات أكد وسومر وبابل وأشور وأنها لم تكن حضارات " فضائية " بموظفين " فضائيين " ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيجب إعلان العراق دولة منكوبة ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فهل هذه التي عشناها ونعيشها حياةٌ أم فلم رعب وهل هذا الذي قضيناه ونقضيه عمرٌ أم اكبر عملية خداع ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فقد انتفت فكرة الصواب والخطأ برمتها ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فأي معنىً يبقى لمصطلحات مثل الوطن وحب الوطن والتضحية والشرف والمستقبل والطموح والاجتهاد والإخلاص في العمل بل هل يبقى معنىً لأي معنى ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيجب تخصيص يوم وطني لإهالة التراب على الرؤوس شمالا وجنوب وشق الثياب والجيوب واللطم والعويل من الصباح حتى الغروب ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيا ويلنا ويلا كثيرا ، ويا ويحنا ويا ذلنا ، ويا ليتنا كنا نسيا منسيا ، وإذا كان هذا الكلام صحيح فيا ( كاع أنشكي وطمينا ) أي يا ارض انفتحي واطمرينا ، وأخيرا وليس آخرا إذا كان هذا الكلام صحيحاً فرجاءً رجاءً لا تصدعوا رؤوسنا بعد اليوم بالحديث عن النزاهة والشفافية والحوكمة والتنمية المستدامة والحكم الرشيد وبناء الوطن واللحاق بالعالم المتمدن وغيرها من مصطلحات تحفظونها وترددونها كالببغاوات ولا تفقهوا لها معنى ولا تقيموا لها وزنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات