الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغارة الاسرائيلية على سورية .. تقديرات و ابعاد

محسن عبد الفتاح عقيلان

2014 / 12 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


اغارت الطائرات الاسرائيلية على مواقع قرب مطار دمشق الدولى و منطقة الديماس غرب العاصمة السورية و كما تعودنا سورية تندد بالغارة وتطلب من الامين العام للامم المتحدة و مجلس الامن بفرض عقوبات رادعة على اسرائيل .
اما الجانب الاسرائيلى على لسان المتحدث العسكرى لم ينفى ولم يؤكد الا ان الجواب اتى غير مباشر على لسان وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز عن تصميم بلاده على منع نقل اسلحة متطورة من سوريا الى لبنان لكن حسب المعطيات الموجودة فان اسرائيل قامت بهذه الخطوة لعدة اسباب اولا: سياسى لكى لا ينسى الجمهور الاسرائيلى ان الخطر الخارجى موجود و ليدعم نتنياهو موقفه فى الانتخابات بعد ان وافق الكنيست على حل نفسه الثانى:هو تدمير الصواريخ النوعية التى اعلنت عنها ايران بارسالها الى حزب الله و الثالث: خلط الاوراق فى سورية بسبب الجهود الدولية لاعداد مؤتمر جنيف 3ومحاولة تغيير الموازين على الارض بما يتماشى مع احتياجاتها الامنية .
لكن المستغرب فى هذه الحادثة ان الموقفين الايرانى و الروسى لا يرقى الى اطراف صديقة للنظام السورى تربطهم به علاقات و معاهدات دفاع مشترك فالموقف الروسى جاء ضعيف على شكل ادانة للعدوان الاسرائيلى على لسان الكسندر لوكاستفيتش المتحدث الرسمى باسم الخارجية الروسية لكن روسيا على الارض فى وضع صعب فاذا كانت قادرة على اكتشاف الطائرات المغيرة و لم تفعل خوفا من فتح جبهة جديدة مع من هو خلف اسرائيل بالاضافة لجبهة اوكرانيا فهذه مشكلة و اذا كان سلاحها الاستراتيجى غير قادر على التعامل مع التكنولوجيا الغربية فهذا يعنى سقوط المنظومة الروسية الاستراتيجية واخفاق فى نظرية الردع الاستراتيجى
لكن انا فى اعتقادى ان الجواب الروسى اتى مسبقا عندما صرح بوتين انه رغم العقوبات الاقتصادية على روسيا سوف نستمر فى التعامل مع الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبى مما فسره البعض عقلانية من بوتين والبعض الاخر فسره تاجيل للمواجهة للحفاظ على الاقتصاد الروسى المتنامى لكن بغض النظر عن اى تفسير فى الغارة القادمة (لان القادم كثير)على روسيا انقاذ ماء وجهها و لو باطلاق صواريخ للتحذير لتثبت انها موجودة دون الخوض فى مواجهات للحفاظ على هيبتها و لو باقل القليل
اما ايران نستغرب مواقفها ففى العراق دخلت بقوات برية و اخر التقارير شاركت بغارات جوية لضرب مواقع داعش هناك للدفاع عن حليفتها اذا من باب اولى ان تدافع عن حليفها الاوثق والاقدم النظام السورى بماذا نفسر تلك الازدواجية فى التعامل هل هو خوف ايرانى من مواجهة اسرائيل ام ان هناك تفاهمات من تحت الطاولة مع الولايات المتحدة باخذ تسهيلات اضافية فى ملفها النووى مقابل تخفيف دعمها للنظام السورى وغض البصر عن بعض الامور
خلاصة القول ان اسرائيل ماضية فى غاراتها لن يوقفها منظومة روسيا اخر اهدافها الدفاع عن سورية ولا الدعم الايرانى المعلن ومن ورائه اتفاقيات مع الولايات المتحدة غير معلنة و النظام السورى يعرف ذلك و لا يملك الا الادانة امام العدوان الاسرائيلى و الصمت امام ازدواجية التعامل الايرانى و القبول بالحماية الشكلية الروسية
الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال