الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 1 - بقلم ويلهلم ليبكنخت

سعيد العليمى

2014 / 12 / 9
الارشيف الماركسي


( نشر بناء على طلب اعضاء الحزب الاشتراكى الديموقراطى فى برلين وضواحيها )
القانون الحزبى
لقد شغلت مسألة المساومات بشكل او بآخر ، اهتمام الحزب منذ ان دخل مجال العمل السياسي. ولكن لا الوقت ولا المكان يسمحان بعرض التاريخ الكامل للموضوع . الوضع الراهن للقانون الحزبى بصدد مسألة المساومات تضمنته قرارات المؤتمرات الحزبية التى عقدت فى كولونيا ، وهامبورج وشتوتجارت . وقرار مؤتمر كولونيا الذى صدر فى 28 اكتوبر ، 1893 ينص على مايلى :
" حيث ان ، النظام الانتخابى البروسي ذى الثلاث درجات ، وهو حسب تعبير بسمارك نفسه اتعس نظام بين كل النظم الانتخابية ، يجعل من المستحيل على الاشتراكية الديموقراطية ان تشارك بشكل مستقل فى الانتخابات للهيئة التشريعية البروسية مع توقع النجاح ، وحيث ، انه يتناقض مع المبادئ المتبعة حتى الآن من قبل الحزب فى الانتخابات ان يدخل فى مساومات مع احزاب معادية ، لأن هذا سوف يقود بالضرورة الى اضعاف معنوياته واثارة النزاعات والخلافات داخل الهيئات الحزبية ، على ذلك ، فقد تقرر ، ان من واجب اعضاء الحزب فى بروسيا ان يمتنعوا عن الاشتراك فى انتخابات الهيئة التشريعية .
وحيث ان النظم الانتخابية فى الولايات المنفصلة تشكل عينة نموذجية من القوانين الانتخابية الرجعية وخاصة الطابع البلوتوقراطى للنظام الانتخابى ذى الثلاث درجات فى بروسيا مما يجعل من المستحيل على الطبقة الكادحة ان ترسل ممثليها للهيئة التشريعية ، وبناء على ذلك يدعو المؤتمر اعضاء الحزب للبدء فى القيام بتحريض ممنهج نشط فى كل الولايات المنفصلة من اجل الترويج لادخال حق الاقتراع العام المتساوى السرى المباشر فى انتخابات الهيئة التشريعية كما تضمنه البرنامج السياسي لحزبنا ."
وبعد اربع سنوات ، فى 9 اكتوبر ، 1897 ، اصدر مؤتمرهامبورج القرار التالى :
" ان قرار مؤتمر كولونيا الذى منع اعضاء الحزب البروسيين من الاشتراك فى الانتخابات التشريعية فى ظل نظام التصويت على ثلاث درجات قد الغى . واننا نوجه للاشتراك فى انتخابات الهيئة التشريعية المقبلة فى كل مكان حيث تجعل الظروف من الممكن لأعضاء الحزب ان يقوموا بذلك . اما الى اى مدى يمكن الاشتراك فى الانتخابات ، فى انتخابات المقاطعات المنفصلة فهو امر يتعين ان يقرره اعضاء الحزب فى كل انتخاب بالمقاطعة وفقا للظروف المحلية .
ومن غير المسموح الدخول فى مساومات او تحالفات مع الاحزاب الاخرى ."
لقد الغى قرار كولونيا ب 160 صوتا ضد 50 صوتا . وصدر القرار الكامل ب 145 صوتا ضد 64 صوتا ، ولم يصوت مندوب واحد .
بعد التصويت على الاقسام المختلفة للقرار وبعد التصويت عليه بكامله ، حتى نحول دون ان تثار اسئلة تتعلق بالمعنى العملى لقرار هامبورج ، قام الرئيس سنجر ، بموافقة صريحة من بيبل ، الذى قدم القرار ، ودون ان يعترض احد ، وبموافقة بالاجماع ، سجلت فى المضبطة ، قام بالاعلان التالى :
" اننى ارغب فى ان اعلن ان المؤتمر مجمع على وجهة النظر القائلة بأن القرار الذى تبنيناه هنا يعنى اننا لن نشترك فى الانتخابات الابتقديم مرشحين اشتراكيين ديموقراطيين ."
وان تصويت الرفاق فى المرحلة الاولى ، لمرشحين من الحزب الليبرالى ، كان ، كما لاحظ بيبل، مستبعدا على الاطلاق ، ويدرج تحت خانة المساومات والتحالفات مع الاحزاب الاخرى .
رغم لغة القرار الواضحة والتفسير الجلى الرسمى هنا لمسألة معرضة لتأويلات مختلفة جرى تأجيل المؤتمر بصعوبة حين بدأ التعبير عن اختلاف الآراء . وفى تناقض حاد مع الوقائع وعلى مااثبت فى المضبطة فقد جرى انكار ان التصويت فى المرحلة الاولى من جانب حزبنا لمرشحين من الحزب الليبرالى سيكون مساومة ، كما جرى الادعاء حتى بأن سينجر قد أرهب المؤتمر .
عقد مؤتمر العام الماضى فى شتوتجارت قبل الانتخابات للهيئة التشريعية البروسية مباشرة . وقد كان هناك هذا القدر من الاختلاف فى الرأى بحيث لم يكن من الممكن التفكير فى تجاهل الأمر ، خصوصا وان جدول اعمال المؤتمر كان مزدحما بدون ذلك . ومن ثم لم يكن من الممكن عمل شئ سوى ترك التصرف النهائ فى الموضوع لمؤتمر تال ، والاكتفاء باصدار قرار طارئ فى الوقت الحاضر .
فى 5 اكتوبر ، 1898 ، تبنى مؤتمر شتوتجارت بالاجماع القرار التالى ، الذى ووفق عليه من قبل اللجنة ، ليكن معلوما :
" ان الاشتراك فى الانتخابات التشريعية البروسية فى ظل النظام الانتخابى على ثلاث درجات ، كما هو الحال فى انتخابات الرايشستاج ، بوصفه صفا للقوى ، ليس وسيلة لاحراز تأثير معنوى بعدد اصواتنا ، لكنه وسيلة فقط لاحراز نتائج عملية معينة ، خصوصا تفادى خطر السماح لأشد الرجعيين محافظة باحراز اغلبية فى الهيئة التشريعية . انطلاقا من وجهة النظر هذه ، يعلن المؤتمر ان الاشتراك فى انتخابات الهيئة التشريعية البروسية ليس مطلوبا فى جميع الانتخابات فى المقاطعات ، فضلا عن ان قصر الوقت المتبقى قبل انتخابات الهيئة التشريعية البروسية يجعل من المستحيل تقريب الشقة بين وجهتى النظر المتباعدتين بشدة اللتين توجدان داخل الحزب حول هذه المسألة ، حتى تجعل حركة الحزب بتناغم ممكنة . فى ظل هذه الظروف فان المؤتمر يترك الامر للرفاق فى انتخابات المقاطعات المنفصلة ليتخذوا قرارهم حول مسألة الاشتراك . اذا تقرر فى انتخاب احدى المقاطعات الاشتراك ، واذا طرح اقتراح لمساندة ودعم مرشحى خصومنا السياسيين ، فعلى المرشحين ان يتعهدوا ، بأنه حال انتخابهم فى الجمعية التشريعية ، ان يعملوا من اجل ادخال حق الاقتراع العام المتساوى السرى المباشر، فى انتخابات الهيئة التشريعية ، كما هو قائم حاليا فى انتخابات الرايشستاج ، وان تقاوم بفعالية قصوى فى الهيئة التشريعية كل الاجراءات التى تميل لازالة او الغاء الحقوق الحالية التى يتمتع بها الشعب فى الولايات المنفصلة . سوف نعتبر ان كل المقترحات التى قدمت تحت بند " الانتخابات للهيئة التشريعية البروسية " قد جرى الانتهاء منها بتبنى هذا القرار "
كان هذا هو قرار شتوتجارت . يمكن لنا ان نرى ، انه قرار مؤقت ويترك مسألة التاكتيكات تماما على اساس قرار هامبورج . بالرغم من ذلك ، فقد اعتبر رفاق بعض الانتخابات فى المقاطعات انفسهم مبررين فى عمل ترتيبات مناقضة للقرار مع احزاب اخرى وقد كانت مساومات بالمعنى الذى حدده قرار هامبورج . وقد اظهرت الاحداث الاخيرة فى بافاريا ، والتحالف مع حزب الوسط ، الذى وصف بأنه تجارة بقر ، انه حين يدق الطرف الحاد من الأسفين الانتهازى فى سياسة الحزب سرعان مايتبعه الطرف الاغلظ .
يتبع -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملك بريطانيا يعين رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للو


.. اكتسح حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر فمن هو وما برنا




.. فوز ساحق لحزب العمال البريطاني في االنتخابات العامة... وكير


.. الانتخابات البريطانية.. أبرز المشاهد لتولي كير ستارمر رئاسة




.. بريطانيا سبحت ضد التيار الأوروبي.. اليسار يفوز على اليمين بق