الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخبط العقل في العالم الشرقي

فضيلة مرتضى

2014 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



مجتمع غير طبيعي ينمو ويكبر ,وأناس غابوا منذ آلاف السنين ولكن قرارتهم الغير طبيعية والغير معقولة لازالت مسيطرة وفعالة الى يومنا هذا. ففي غياب المنطق العقلي وجد لاعبين بعقول قديمة وأفكار بالية لهم دور كبير على فئة كبيرة من المجتمع الشرقي وبالأخص على المرأة التي تشكل النصف الحيوي من الأمة. تجاهد قوى سياسية بتحديد دور المرأة والتركيز على القاء أتعس الألقاب عليها لأغراض سياسية, فتارة هي عورة وجب حمايتها وتقويمها ببقائها داخل البيت لحماية شرف الذكر من شيطانها مرتبطين أنوثة المرأة بشرف الرجل وكأن الكون تحت قدميه وللشرف معنى واحد فقط ... أنوثة المرأة . وأما أصطحاب المحرم لان شيطانها قوي ولايصح أن تخرج وحدها , وأما أكذوبة الحجاب والتي يعتبر أساسآ شعار سياسي وهذا مايقره قسم من أساتذة الشريعة الأسلامية ويقولون بأنها كذبة أقرها مشايخ مشوا على نهج مشايخ قبلهم وتوارثوها دون اللجوء الى منطق العقل. فالحجاب ليس فرض وحتى التفاسير التي يعتمدها مشايخ الزمن اللامعقول هي تفاسير النصوص القرآنية فسرت وبنيت على أهوائهم , والناس تسير حسب محرك الفتاوي الباطلة . فهنالك كثير من القضايا على المرأة الألتزام بها على سبيل المثال الملابس وعدم الذهاب الى الأماكن المختلطة وكثير من الممنوعات وأذا كانت أرملة عليها عدم التبرج وعدم الخروج من البيت لانها قد تكون خطرآ على الرجل لان الشيطان يكون معها , أي عقل وأي منطق؟! هل من المعقول الشيطان أمرأة ! هذه الأنثى الرقيقة الحنونة الصبورة المربية الحاضنة والولودة للمجتمع والتي وضعت البذرة الأولى على الأرض أن تشبه بهكذا تشبيه فهذه جريمة أنسانية كبرى.فكل شئ مباح للرجل وغير مباح للمرأة يستطيع الرجل كشف الوجه والتزين والمرأة لايجوز لها ذلك في عالم الشرق وهنا الجدير بالذكر بأن من يسطير ويقرر فئة معينة من الناس ساروا ويسيرون على خطى القدماء من المشايخ الذين ظهروا في عصور كانت فتواهم لها صدى وقبول عند مجتمع بدائي لم يتعلم معنى الحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية وحتى لم يكن بأستطاعته القراءة والكتابة فهل من المعقول يحكم هؤلاء المجتمع بعد أن تعرف على الحضارة الجديدة وشبكات التواصل الأجتماعي وتطور الفكر الأنساني والتكنلوجيا المتطورة في العالم ولماذا يقع المجتمع في شرك التخلف والعقول الغير طبيعية ؟ أتساءل كثيرآ وأدخل الى أعماق نفسي وأخرج بحيرة شديدة لماذا التركيز على المرأة بهذه الكثافة وبهذه النظرة. ففي االأساطير السومرية القديمة كانت المرأة هي الخليفة على الأرض وهي التي أنجبت الذكر وكانت الهه الأرض المؤنثة والذكر كان الهه السماء هذه مذكورة في الأساطير القديمة, وفي بداية وجود الأنسان على كوكب الأرض كانت المرأة هي القوة وينسب اليها الأطفال وكانت الوتد للجماعة فأي كارثة تقع عليها في عصر العولمة والأنفتاح على العالم؟ .
لقد تخبط العقل الشرقي في مسائل كثيرة في الأصل زائفة ولاتمت بصلة الى أي منظومة أفكار عقلانية متصالحة مع العصر الحديث ولاتتوافق مع أشكال الحضارة الحالية ولا على أرض الواقع.
نستطيع أن نقول بأن هناك شبكة ضخمة نراها في عالمنا الشرقي لامخرج منها سوى بالعودة الى موازنة العقل , أستطيع أن أجزم بأنها شبكة ضعيفة من داخلها فاقدة للثقة بالنفس ولكنها خبيثة بنواياها , والغرض هو فرض معتقدات وممارسات قديمة لأغراض سياسية معينة.فالأنثى معادلة الوجود وأي كائن حي على الأرض لايكون مكتملآ الا بوجود الأنثى. ففي كل دولة مؤسسات ومساهمين لسير دفة تلك المؤسسات وفقآ لمصالح الدولة والمجتمع , وقد أثبتت المرأة الجدارة والقدرة العالية بأدارة مؤسسات كبيرة في العالم المتحضر والمتمدن وحتى في أدارة شؤون الدولة,نجحت تلك الدول في بناء مجتمعاتها بظهور صيغة جديدة في القيادة ونظام شمولي يعطي الحق للجنسين دون تميز وفقآ للقدرات والكفاءات .نمط جميل وأيجابي في الحياة الطبيعية ,فلكل عمله خلال تخصصه الوظيفي وقدراته دون النظر الى جنسه الا حالات أستثنائية فيزيولوجية .للطبيعة قانون متوازن فكل الكائنات التي تدب على الأرض مكون من ذكر وأنثى ووفق قانون الطبيعة فالكل وقود وطاقة لأستمرارية الحياة ولأستمرارية بقاء الأرض. ففي فسح المجال أمام المرأة للمارسة دورها الطبيعي في المجتمع تعود بالفائدة عليها وعلى الجميع ولن تكون ثقلا على الرجل بل بالعكس تكون معه الشريك الفعال والمفيد للطرفين وأستمرار حياتهما معآ في أجواء حياتية أفضل.وأما تحجيم دورها وحصرها في قالب العورة والشرف هذا لايجدي نفعآ بالعكس سيكون ضرر كبير على المجتمع والأقتصاد في نفس الوقت.يمكننا أن نفهم في ظل المفاهيم الخاطئة ان ممارسي اللعبة هم فئة غير طبيعة سلطوية ذكورية متحيزة للذكر وتمارس لعبة انه هو الفاعل الأكبر وكل أمتيازات الحياة تجيز له ويحكم الشريك من خلال معيار خاص وهذه صفة موروثة يتداولونها جيلا بعد جيل دون الرجوع الى صوت العقل رغم ظهور أصوات معارضة.
مع تطور المجتمع لازال أصحاب الفكر السلطوي هو المهيمن على عالم الشرق ولذلك نرى مدى تزايد الفوضى والظلم. ففي المجتمعات التي تعيش تحت المنطق االلاطبيعي تعيش في حكم سلبي ومصيره بيد فئة تعيث بالمجتمع وتجلب الخراب .الشعوب التي عاشت تحت الظلم والأستبداد وفي مجتمعات متخلفة في العصور القديمة أستطاعت أن تخلص أوطانها وأنفسها وتحررت وبنت أوطان عظيمة تشار لها بالبنان وتخلصت من رواسب الماضي ودخلت في مرحلة جديدة فتحت الآفاق أمام شعوبها وأعطت للمرأة حقها في حياة حرة خالية من الرواسب ألا شعوب منطقة الشرق الأوسط متشبثة بالموروثات القديمة البالية.ومشايخ الأبداع الذين يتفننون في صياغة الفكر القديم البالي بحجة صيانة شرف الرجل من شيطان المرأة وكان الرجل معصوم من كل خطأ.
الرجل والمرأة كائنان متساويان في الحقوق والواجبات وأي ضرر يصيب أحدهما يختل التوازن في العالم وما من أمة تدهورت الا وكان هناك خلل في المنظومة الأجتماعية وأسلوب التعامل مع بناء المجتمع وتداول الأفكار الخاطئة.
09/12/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح