الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات صامتة 2

حنان علي

2014 / 12 / 10
الادب والفن


عندما يسألني أحدهم هل أنت شاعرة ؟ لا ؛ أنا لست شاعرة ولا مشروع شاعرة,وما كلماتي إلا جسور أعَبر بها إلى الضفة الأخرى , حيث لا وجود للوجع ,مع القلم أحيا بسلام , أصف وأتحرر و أعُبر عن عاطفتي وما يختلجها , فلا حدود و لا خطوط و أمشي على المحدود وللامحدود ,ارفض و اقبل و اتغزل وأقول في المحظور , لا شيء يمنعني مع الورق , فأنا حرة .
في أحيان كثيرة , تجبرنا الحياة على تحمل واقع لم نختاره , فنشتاق بصمت كامن ,ونقبع بين جدران الذكريات و سقف مفتوح للسماء البعيدة ككل أمانينا التي لن تتحقق أو ربّما تتحقق لكن في وقت آخر , فهذا أمرُ مرهون بيد الله هو من يدبر كل شيء وما على الإنسان إلا السعي , وبعيدًا عن الأحلام والامنيات التي سأعترف بها بوقت لاحق , لابُد لنا من التعايش في واقع الذي حتى لو فرض علينا لا يجب رفضه أو السير ضده , نحن نعيش الحياة رغم توالي أيامها التي لم تتقدم بنا سوى بالعمر فقط .
عشنا الحياة بكل حذافيرها وقصصها وبحياة كل شخص قصص وخبايا تعتلج روحه وتبقى ملازمة له حتى لو مضى عليها دهر , أما أنا فدائمًا قصصي بسيطة ولا تُعد حكايات تحمل صدى كبير , قد تكون بعيني هكذا وبعين غيري تكون عظيمة وكبيرة , مُنذ صغيري وأنا أميل لركود خلف الباب سوى كان باب غرفة أو بيت أو صف مدرسة أو قاعدة دراسية , وميولي هذا ليس ضعفًا مني ولا هزالة في شخصيتي بل هو خشية من العالم المحيط , تعلمتُ الاحترام على صغير سني ولم أتعلم الوقاحة على الآخرين , دماثة خلقي الذي تلقيته من ولادتي كان هو السبب و الجعفر الراوي لنبع حناني هو أهلي كلهم , لا أقول هذا مدحًا لنفسي بل أقوله حقيقة عن الذات التي تبلوره مع السنين .
ميولي لخجل هو من جعلني ساكتة وهادئة أغلب الوقت , أما العنفوان والرغبة في الثوران على كل شيء هو بركان كامن في عمقي , أشعر به بين الحين والحين , لكن اخمده بالتوجه للسماء ومناجاتها طويلًا , تعلمتُ أن الحياة فانية وكل ما فيها إلى زوال فعلما هذا النزاع من أجلها ؟
أعيش تحت وطئ أيام قاسية وأشعرُ أن كل ما أسعى له يُبعد عني , الصمت هو خطوة نحو البعد والولوج فيه يعني الفناء وبه تموت الروح , في أحيان غير معدودة ألوذ به واقبع بينه بينما الصخب الداخلي يزلزل أركان عقلي ويهز بقوة جدران قلبي , أفكر طول الوقت على أن أكون أقرب إلى المكنون قلبي وأبعث السكينة به حتى لا تلاشى مع اللحظات التي تختزل كل عمري , فألجأ للرقود وعدم مشاركة الناس الذين هم حولي بأشياء تتعلق بشخصي فقط , قد أكون واثقة من حالي وعدم ارتكابي الاخطاء لكن هذا يدفع بي إلى الخوض بلجة من المشاعر وكتلة من الأفكار كلها تثقل على كتفي وتُذيبني فترة بعد فترة , الأمر الأكبر الذي يُسهد بالي هو خوفي على روح أخرى هي نسخة روحي التي احملها بهذا الجسد , لا اقلع عنه ولا أنفك منه , كأني أمّ أو أكثر , روحه هي سرّ بقائي وسكوني أملي الغافي على أكتاف أيامي , كل يوم وكل ليلة سيكون موعدي مع اعترافات صامتة التي هي من البركان الخامد فيّ , وها هي حممه تردد :
كل ليلة وأنا أفكر فيك
بعيدًا عن الصمت
كل ليلة وأنا اتهجد بترتيل اسمك
واجثو على ركبتي راكعة
على محراب انتظاري
وساجدة على تربة دمعي
فأتلو ما طاب لي
من ابجدية الشوق
لعلها تأتيني بقبس منك
وضياء يملئ غرفتي
كل ليلة وأنا أتقلب
بين ذات العشق وذات الحنين
وبين الحين والحين أبكي
وأحاول رغم حزني أن أخلد إليك
وتكون بطل رواياتي وأحلامي
هناك حيث المدن المليئة بك
فأسافر لها حتى ألملم شتات نفسي
واتبعثر هناك بعلامات الضياع
من دون جدوى
وانثر عبق عطري هناك
حتى أعيش على أمل القاك
من جديد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو