الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المربوع

كمال العيادي

2005 / 9 / 2
الادب والفن


واللّه العظيم لم أحرق السيّارة . واللّه العظيم أنا بريئ. أنا يا سيّدي الملقب بالمربوع. وكلّ ما تقول صحيح. ولكنّني لم أحرق السيّارة يا سيّدي. كل ما في الأمر أنّني ردّدت قولة تافهة بمدارج مصنع التّبغ و الوقيد, بأنّ التاريخ لا يتحرّك إلاّ بالدماء. مونتسكيو قالها يا سيّدي, مونتسكيو قالها في ظروف أخرى. ولكنّني لم أحرق السيّارة. أقسم يا سيّدي. بل أنّني كنت أتحايل للهرب يومها. أنا بريىء يا سيّدي.

استيقظت قبل وخزة بطني الصباحية بدقائق قليلة. السّاعة الخامسة وخمسين دقيقة بالتحديد، كانت السّاعة البلاستيكيّة الضخمة، المتكئة باعوجاج على خزانة العائلة بعد أن كانت قد سقطت لأكثر من ثلاث مرّات من مكانها السابق، بين صورة أبي المحاذية لصورة البراق وسيّدّنا علي وهو يجتث رأس الغول الشرير ذي الأظلاف المعقوفة .

كانت أمي قد استيقظت منذ ساعة على الأقلّ. قلت لها صباح الخير، فسمّرتني بنظرة ناريّة. هيّ غاضبة منيّ لأنني لم أبع ليلة امس سوي القليل من كيس بذور عبّاد الشمس. والحقيقة أنني كنت أشعر أيضا بتأنيب الضمير، لأنني لم أتجوّل البارحة بالشكل الكافي لبيع حبوب قتل الوقت. كنت قد قطعت جولتي الثانية بحيّ أولاد زايد لأشاهد الحلقة القبل أخيرة من مسلسل قصّة الأنبياء. وبالرّغم من أنّي لم أكن اهتمّ كثيرا بالبرامج التلفزية, فقد كنت أعشق المسلسلات والأفلام التّاريخية، حتى أنني كنت شاهدت فيلم الرّسالة لمصطفى العقّاد أكثر من عشرين مرّة بالتأكيد. و كثيرا ما كنت أفاجئ نفسي وأنا آمر وحشيّ، العبد الحبشي الذي أخرج كبد سيدنا حمزة بالركوع على ركبتيه لأجلده ثلاثمائة سوط. اسلم، تسلم. يؤتك الله أجرك مرّتين. فإن أبيت فعليك إثم المجوس. الأفواه المبلّلة بالشرّ والرّيق الذي يحتلبه السواك الحرّ. لقد صبأ ابنك يا شيبة، رأيناه يدخل دار ابن الأرقم خفية. اضربوا الدفوف يا سقط العبيد. اتبكي وتنوح أَمَة من أجل ناقة وأختنق بعويلي. دقّوا الدّفوف، فلعلّها ترفع حرجي، وتبلل ناري. صبأ والله. صبأ العبد. و الرّمح مصوّب للكبد المرسوم هناك, عند خوخة الباب.
ابن سفيان اوصل الأمانة. أموالكم كاملة وأعراضكم مغتصبة. ليكن صوت القرع بديل الأنين

غمست قطعة الخبز التي وضعتها أمي على حافة الشبّاك بحيث أراها قبل خروجي للعمل المميت. كانت رخوة وكريهةالطعم لبقائها، يوما ونصف اليوم بكيس البلاستيك المخصص لبقايا الخبز والذي لا يخلو من رائحة البصل القذرة. غمّستها في صحن الزّيت المليئ بالنوّار والغبار. الغبار غير مضر، يجب أن تتأكد من عدم وجود شعرات القطط فقط. القطط تنفض متعمّدة بعض شعيرات ذيلها في صحن الزيت لأنه ليس حليبا. لم يكن ببيتنا قطط ولكن أمي كانت تنفض شعرها في كلّ صحن. حتى أننا إعتدنا على عدم التثبّت في الأكل لكي لا نثير حقدها المر.ّ أليست أمّنا؟ نحن نزلنا بعناء من بطنها، وكنا بكلّ شعرنا العفن فيها، فماذا لو ابتلعنا شعيرات منها ؟ نموت؟؟

حين فتحت الباب الحديدي تراجعت بذعر. البرد القارس نفث فورا في عظامي سمّه الأزرق صافعا أنفي الطري. كنت ألبس قميصا شفّافا من النايلون كانت أمي قايضته منذ سنة برطلين من السكّر مع جارتنا مبروكة التي كانت في الأصل مجرّد زوجة للعم حسن العسكري بائع الروبافيكا، قبل أن ترث بضاعته حيّا، اثر إصابته بمرض غريب جعل جلدته تتعفّن وتتساقط وسط حيرة طبيب المستشفى الحكومي المتخرّج حديثا من أوروبا ورقايا أمّك روحيّة الشّافية.

صعدت على عجل إلى فوق حيث خزانة الملابس، وسرقت جاكيت البذلة الرياضيّة الحمراء التي يخفيها أخي عنّي تحت كليم القماش أسفل خزانتنا الخوخيّة. خزانة العائلة المليئة بالملابس القديمة والأسرار. الكلّ يخبأ هناك شيئا ما، ذلك أنّه لم يكن لدينا مكان آخر نخبئ فيه حوائجنا بعيدا عن متناول أصابع الزوّار المقيمين تقريبا ببينا كامل الوقت من الجيران وأقارب يتشبّثون بآخر أطراف شجرة العائلة المتشابكة مستدلين على ذلك بأنف مدبب وعوج عند الرسغ الأيمن.
شوكولاطة. سكّر. حلوى. مجلات مستوردة لملابس داخليّة. وحتى السّجائر الأجنبيّة في الأيام الملوّنة حين يعود أحد الجيران من فرنسا أو من بلدان الخير كما كنّا نقول.
خرجت ثانية. متجها شمالا صوب مقهى المنصورة حيث من المفروض أن ألتقي بالعم الطاهر جارنا الطيّب الذي قبل أن يأخذني معه للعمل بحظيرة البناء. إنها عطلة الشتاء. أسبوعين من الفراغ. والعمل بحظائر البناء نعيم لا بدّ من التضحية لنيله. فلتتشقق مفاصل أصابعي الرخوة. الأيادي الصفراء تأشيرة الرجولة والنضج ثمّ هناك فطور شبه مؤكّد عند منتصف النّهار.

مقبض الرفش وممسك سطل الإسمنت الحديدي أدميا أصابعي في اليوم الأوّل، وحين عدت نصف مشلول إلى البيت، واستني أمي بجملتين. أنظر كم قطعة في جيبك. توجّه لله بالشكر وقبّل يد عمّك الطاهر. تحسست ثلاث قطع من فئة الدينار وقطعتين من فئة المئة مليم في أسفل ثنية جيب سروالي البنيّ. ثروة لمن كانت أمّه أمّي وأباه أبي. والأخطر من ذلك أن عميّ الطاهر وعدني بالعمل معه كامل أيّام العطلة. كم يوم في الأسبوعين؟ أمي كريمة هذه الأيام إنّها تكتفي بأخذ نصف ما أكسب فقط. على أن أشترى لوازمي وقميصين من النصف الباقي. قميص ازرق فاتح والآخر ازرق داكن. أعشق القمصان الزرق. أتلعثم من الوجد والزهو حين ألبس قميصا أزرق. الحذاء غير مهمّ. ألمّعه بطريقة لا ينتبه غير مدقق لثقوبه الجانبيّة. لا أحد ينظر أسفلك وأنت تصفع عينيه بقميص أزرق من الكتّان المتين. قميص مناسب تماما كأنّه قدّ من أجلك منذ الأزل. لا أحبّ ملابسهم، تلك التي تفرز قبل صياح الديكة بسوق الملابس المستعملة. المعاطف معقولة ودافئة. أما القمصان فمصيبة وقلّة حياء. ورود, وألوان عجيبة تافهة. ثمّ أنني كنت أشعر دائما بالرغبة في التقيئ حين يلتقط أنفي رائحة – الروبافيكا – الرّاكدة. ربما لأنني كنت أشمّها كامل الوقت ويعتريني شعور بأنّها تفرّخ دودا لا يرى في ثقوب جلدة ظهري. لم أعرف سواها. كنت أعدّ الأيام حتّى قدوم عيد الفطر. في العيد فقط يتساوى كلّ الأطفال الفقراء. لا أحد يرى ملابس الآخر لأنّه مشغول بملابسه. ملابس جديدة حقّا. لم يدنسها من الإنس إنس ولا من الجنّ جان. والحذاء ابن الكلب الذي يذبح رقبة قدمك لضيقه رغم حرصك. حذاء العيد الذي يلبس لحدود منتصف النهار فقط. قبل أن تطير قشرة رقبة قدمك اليسرى ويستحيل بعدها مواصة انتعاله. الأحذية الجديدة تتفنن في إذلال الفقراء, الجلد الشرير يسوط الأقدام الفقيرة منذ بداية اكتشاف مزايا الجلد. لم يحدث وأنني رأيت أحدا من أبناء الأغنياء يعرج في مشيته وهو ينتعل حذاءا جديدا. طيب. تعال إلى أحياء الفقراء يوم العيد بعد منتصف النهار وحاول أن تجد من لا يعرج خفية.

إعترضني سمير ولد الأشهب قبل أن أتجاوز منزل فطيمة الخيّاطة الذي يحدّ حيّ علي باي البربري التوزيع، حيث أسكن عن المنازل الأكثر تهذيبا والتي تنتمي لحيّ المنصورة الرّاقي مقارنة بحيّنا الذي إشتهر بالإجرام ومعارك الجيران الجماعيّة. نظر لي بإستغراب وسألني أين كنت. استغربت سؤاله، ولكنّه أضاف بأنّ اعوان الأمن داهموا أغلب المنازل بحيّ علي باي اليوم قبل الساعة الثالثة صباحا، وأنّهم أخذوا كلّ أبناء الجيران تقريبا. كلّ من شارك من قريب أو بعيد في أحداث الخبز والمظاهرات الصّاخبة التي تمّت إحتجاجا على عمليّة الترفيع الخطير في سعر الخبزة من ثمانين مليما للخبزة الواحدة إلى مئة وسبعين مليما. سقط قلبي. وشعرت بقطرات دافئة من البول تتسرّب إلى الأسفل, باتجاه جواربي الرّياضيّة البيضاء المثقوبة.
- هل أمسكوا لطفي؟
- أمسكوه.
- وجلال؟ و الطاهر الحنش؟
- أمسكوهما. وأخذوا سالم ولد منوبيّة وعلي الشفرة وفرحات المحروق والنّاصر الكندار ونجيب الدايخ والهادي دبوس الغول ومنير المعتعت ولطفي بوشفة وصالح شقف وعبد الله
المروكي وخميّس الجرو وعيسى اللحلاح ومهدي لمونة وولد الجربوعة والملعلع وولد لمين العسكري ولخضر ولد الكبلوطي وحمّادي برغوثة وسليم قلقال ورضا حمامة ونبيل ضو …ووو. أخذوا كلّ من كان البارحة نائما بالمنزل. ثمّ أعلمني بأنّه هوّ بدوره يريد الهرب إلى قرية الشبيكة لأنّهم داهموا بيتهم البارحة وأخذوا شقيقه فيصل، أما هوّ فقد كان ساهرا مع بعض الأصدقاء بالحي النظيف، هكذا كنّا نسمّي حيّ المنصورة. لم أستطع السماع أكثر. رجعت ثانية إلي المنزل. وقبل أن أتخطى الباب صرخت بفجيعة وقنوط : - أمي لقد أخذوا كلّ الناس. سيقتلونني ضربا يا أميّ. البوليس داهم الحيّ البارحة وأخذوا كلّ النّاس.
- وماذا فعلت أنت يا ولد الكلب؟ أجابتني أمّي بجزع أرعبني أكثر.
- لقد شاركت مثل كلّ النّاس بمظاهرة الخبز خلال الشهر الفارط, كلّ الناس كانت هناك يا أميّ.
- وما دخلك أنت يا كلب الكلاب في الخبز, وفي البوليس. ما أحلاها فيك يا هامل الهمّال يا
واطئ, يا فرخ الحرام, يا زريعة إبليس. خليهم ينحّولك جدّارة أبوك الكلب الحلّوف.
- سيقتلونني يا أميّ. واللّه سيقتلونني.

هرعت أمّي إلى الغرفة المقابلة وعادت بسرعة وهي تحاول عبثا لفّ جسدها في - السفساري-
الأصفر المبتلّ ببقايا لعابها وهي تجاهد في إمساكه بأسنانها ملوّحة بيمناها ويسراها للفّ أطرافه المتآكلة حول كتفها ووسطها. أمسكتني بعنف من معصمي واتجهت نحو الباب وهي تسبّ الجدّ الأوّل الذي تسببّ في وجودها ووجودي في هذه الحياة الزرقاء العاهرة. بدون أن تنسى طبعا, كعادتها كلّما سنحت الفرصة, لعن أصل وفصل عمّال البلديّة الذين بدؤوا الحفر من سنة بدعوى إيصال أسلاك الهاتف, وتركوا الطريق مجموعة من الحفر العميقة و الأخاديد المتلاصقة تتجمّع فيها الأوساخ, والضّفادع وماء الصّابون الأزرق العفن الذي يدلقه الجيران.

انقبض صدري واعترتني رعدة ونحن نصعد الربوة المؤديّة لمركز الأمن. وحين تتطلّعت متضرّعا إلى وجه أمي, رأيت وجهها مبلّلا بالدّموع. من أين لأميّ بكلّ تلك الدّموع؟
كدت أفلت من قبضة أمّي الحديديّة ولكنّها استطاعت في آخر لحظة الإمساك بيّ, حتّى أنّها غرست أظافرها الأربع في جلدة معصمي. وكاد - السّفساري – أن يسقط عنها وهي تدفعني بعنف أمامها, هل تعتقد يا بن الكلب أنّ باستطاعة بشر الهرب من البوليس؟ كانت تردّد.
دخلنا مركز الأمن الذي لا يوحي بالأمن, وأدهشني أنّها كانت تتجه بثقة إلى الجهة اليمنى حيث قسم الجنايات, أو هكذا خيّل لي وأنا أرى ثلاثة من الشبّان تبدو آثار الشراسة والذلّ على محيّاهم وهم يُقادون دفعا وصفعا باتّجاه آخر الممر الذي ينتهي بباب حديديّ بمزلاج موحش.
حين وصلنا قرب الباب الأخير المحاذي للغرفة ذات الباب الحديدي, التفتّ يسارا فرأيت سالم ولد منّوبيّة مكوّرا بين كرسيّ خشبيّ وطاولة المكتب الذي تتوسّطه آلة كاتبة ضخمة كان أحد الأعوان يرقن عليها بتشنّج. حين أدار سالم ولد منّوبيّة بوجهه ناحية الباب, لاحظت بأنّ وجهه مليء بالكدمات, وعينيه متورّمة وشديدة الحمرة. أحسست بعظامي تتحوّل إلى سائل مائع وبأنني لن أقو على الدخول إلى المكتب المحاذي حيث تجرّني أمي. ولكنّني تركتها تسحبني دون أن أقوى على المقاومة. كانت رائحة الخشب والطّلاء الحديث للجدران لا تطاق.
نظر عون الأمن الضخم باندهاش صوب أمّي أوّلا ثمّ صوبي وسألها عمّا تريد. فأشارت نحوي وأخبرته بأنّني شاركت أيضا بمظاهرة الخبز و بأنّ أعوان الأمن داهموا اللّيلة السابقة بيوت
الجيران وأخذوا كلّ من شارك بالمظاهرة, وبأنّها تخشى أن يكون البوليس يبحث عنيّ, لذلك ولأنّها تحترم القانون والبوليس فإنّها أتت بي بنفسها قبل أن يداهموا البيت .
- ما اسمك ؟ سألني العون
- نبيل الماجري سيدي.
واللّه لم أفعل شيئا. واللّه ورأس أبي وجدّي سعد لم أفعل شيئا.
- وكم عمرك ؟ سألني بلهجة حادّة لكنّها لا توحي إطلاقا بالشرّ
- عمري خمسة عشر سنة. وأنا تلميذ بالسّنة الرّابعة ثانوي بمعهد المنصورة سيدي.
- هل أحرقت معهم سيّارة البلدية أمام المعهد؟ سألني بحدّة
- واللّه العظيم لم أفعل شيئا يا سيدي. أقسم باللّه العليّ العظيم أنني لم أحرق أيّ سيّارة.
نظر العون بلطف إلى أمّي وطلب منها أن تعود إلى المنزل, وأعلمها بأنّه سيقع التّحقيق معي ربّما ساعة أو ساعتين من أجل البروتوكول ثمّ أعود وحيدا إلى البيت. وطمأنها وهو يسحبها برفق إلى الممرّ بعد أن طلب منيّ برقّة أن أجلس على الكرسيّ الخشبيّ المحاذي للمكتب.
الأكفّ الغليظة تطرق اللّحم الطريّ. والنجوم بقع من الدّم المتخثّر عند زاويّة الفم المشدود.
اسلم تسلم. يؤتك اللّه أجرك مرّتين. صبأ ابنك يا شيبة. والتوابيت مفتوحة إلى النصف المعلوم.
مكوّر كالدّجاجة بين الكرسيّ والطّاولة الخشبيّة. سيقتلونني يا أمي, صحت. والتاريخ دفتر منتوف الصفحات. العناوين الكبيرة باللّون الأخضر يا أولاد الكلب. القلم الأحمر ممنوع. خسرت الرّوم. وبعد سنوات سيغلبون. وعلّيسة تمسح دماء فخذيها بجلد ثور. دوائر لولبيّة. والقضيب يحرث اللّحم الطّريّ. اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس. سيموت الولد. لعلّه لم يشاركهم في احراق السيّارة. انّه يرتعش بشكل غريب. مؤخّرته زرقاء. هل تدخّن يا ولد الزنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد