الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الإعلام المصري : برنامج المستخبي نموذجا

احمد عسيلي

2014 / 12 / 10
حقوق الانسان


عرض على قناة القاهرة و الناس ، برنامج بعنوان المستخبي ، بإشراف صحفية و اعلامية تدعى منى عراقي ، ادعت قيامها ب (سبق صحفي ) يتمثل في كشف (وكر ) للشذوذ الجنسي .
جاء هذا البرنامج كما ادعت هذه الاعلامية ، ضمن فعاليات اليوم العالمي للإيدز ، متناسية هذه الإعلامية بعض الحقائق التالية :
1ـ المثلية الجنسية ليس لها علاقة بانتشار مرض الإيدز إلا بنفس مقدار علاقة الغيرية الجنسية ،ففيروس الإيدز يتطلب انتقاله حامل دموي ، لأن الفيروس ضعيف جدا و سيموت فور تعرضه للهواء ، لذلك فطرق انتقاله هي : إما عن طريق نقل الدم ، أو إبر المخدرات في حال استخدمها مصاب بالفيروس ثم استخدمت مرة أخرى من قبل متعاطي آخر ، أو ممارسة الجنس العميق ،
و أقصد بالجنس العميق ، هو الجنس الكامل تماما ، و ليس مجرد المداعبات الجنسية البسيطة ، أو بمعنى أوضح الجنس الذي يتضمن تلامس يمكن أن يسمح بانتقال بعض من الدم من أحد الأطراف الى الآخر ، بمعنى أن شرط انتقال الجنس عبر طرفين هو : ممارسة جنسية عميقة تتضمن اتصال يسمح بانتقال بعض من الدم ، بين طرفين أو اكثر ، أحدهم مصاب بالفيروس .
و حتى في حال توفر هذه الشروط ، فالإنتقال ليس إجباري و حتمي ، بل ممكن ممارسة الجنس العميق مع شريك مصاب دون انتقال العدوى بالفيروس ، و تختلف نسبة العدوى في حال الممارسة مع طرف مصاب باختلاف الدراسات .
و السؤال : ما هي علاقة المثلية الجنسية بالفيروس ؟
ربما يقول البعض أن المثليين هم الأكثر إصابة حاليا بهذا الفيروس ، و هذا كلام خاطئ تماما ، و إنما السبب الأكثر انتشارا للفيروس في العالم حاليا هو نقل الدم في الدول المتخلفة ، أي أن السبب مادي أساسا ، و ناتج عن فقر هذه الدول و فساد أجهزتها . أما بخصوص الممارسات الجنسية ،
فكل انسان يمارس الجنس دون حماية فهو معرض للإصابة بالفيروس ، سواء كانت الممارسة مثلية ام غيرية .
2ـ في كل بلاد العالم ، هناك أماكن للتعارف وممارسة الجنس بين الناس ، سواء الغيري أو المثلي ، و عادة تكون هذه الأماكن معروفة لمعظم سكان المدينة .
فعندنا في سوريا ، جميع السوريون يعرفون أن ساحة المرجة مثلا هي مكان ينتشر به ممارسة الجنس ، و هو أمر مقبول بشكل عام ، و يقصد المرجة مئات من الناس بغير قصد الجنس ، فهي ساحة كبيرة و تضم العديد من الأماكن التي يعشقها السوريون . كذلك يعرف جميع الناس أن ميدان رمسيس في القاهرة ، يحوي على العديد من الأماكن المخصصة للتعارف بهدف الجنس ، و أيضا يعرف جميع العالم ـ الشرقي و الغربي أن حمامات البخار ، كثيرا ما تكون أماكن لممارسة المثلية الجنسية ، سواء الذكور او الإناث ، و هناك فيلم عربي مصري بطولة يوسف شعبان ، مصور منذ عشرات السنين ، بعنوان حمام الملاطيلي ، يتحدث عن ممارسة الجنس المثلي ضمن هذا الحمام القاهري ، و الذي يحمل الإسم ذاته ، و هو حمام مشهور جدا في القاهرة ، لكن أن تأتي جريدة مصرية ، ثم إعلامية لاحقا لتتحدث عن (سبق صحفي ) و (جهد إعلامي جبار ) من أجل اكشف عن حمام تمارس فيه المثلية ، فهذا استهزاء بعقول جميع المشاهدين .
أما أن تدعي أن الأمن المصري (فوجئ ) بوجود هذه الممارسات في الحمام ، ثم قيامه باغلاقه بعد الجهود التي قامت بها هذه الصحفية ، فهي التفاهة ذاتها
3ـ بالنسبة لقضية الإتجار بالجنس أو الدعارة ، فمن المعروف أن نسبة انتشاره تزداد في الأماكن الأشد فقرا ، و تقل في الطبقات المتوسطة و المرتفعة ، و واضح جدا من خلال أقوال الشهود في البرنامج أن أجور الممارسين لهذه التجارة منخفضة جدا ،(مئة جنيه اي حوالي عشرة يوروات ) و هم غير راضين عن هذه الممارسات ، لكن عدم توفر فرص العمل ، و انتشار الفقر و البطالة بين الشباب ، يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة ، و ذلك بدافع الفقر و قلة الحيلة ، و لو أن القناة و الصحفية صادقين في مكافحة هذه التجارة ، لكن الأولى بهم كشف الفساد المستشري في أجهزة الدولة ، لكانوا وقفوا في وجه مبارك الذي كان يبيع الغاز لإسرائيل بأقل من سعر التكلفة ، حارما الشعب المصري من خيرات بلاده ، لوقفوا في وجه تخفيض نسبة الأموال المستعادة من الفاسد الأكبر أحمد عز ، و طالبوا بإعادة أمواله كلها للقيام بمشروعات تعود ريعها على الفئات الأشد فقرا ، لكانوا تنازلوا عن بعضا من مرتباتهم التي تفوق رواتب الإعلاميين في أوربا ، لكانوا طالبوا بتحديد سقف الرواتب و القضاء على الطفيليات التي تمص دماء الشعب المصري من خلال رواتب لا يحلم بها الموظفين في سويسرا .
أما أن يلقوا القبض على هؤلاء الفقراء الغلابة ، و نظرات الاستشراف تعلو عيونهم ، فهذه جريمة مقززة تستدعي التحرك لوقف هذه المهزلة
4ـ الإعلام مستقل عن الدولة و عن أجهزة الأمن ، هذه حقيقة بديهية يعرفها كل إعلاميي العالم ، و حتى في الدول الأكثر دكتاتورية ، يحاول الإعلاميون التهرب من تهمة العلاقة و التنسيق مع الأمن ، وحده الإعلام المصري يفتخر بهذه العلاقة . لا مانع من صحفي كتامر أمين أن يفضح هوية أحد المشاركين ببرنامجه و تسليمه الى الأمن ، لا مانع من صحفية كمنى عراقي أن تأتي بسيارات الأمن و تلقي القبض على المتهمين ، بل و تحاكمهم فورا .
لقد كشف المستخبي بالفعل ، فمالكي القناة هم نفسهم رجال الأمن ، هم نفسهم من يسرق الشعب و يعيش على دمائه ، لقد كشف المستخبي تماما ، و أصبحت الصورة واضحة جدا ، فلكي تسقط أنظمة الحكم الدكتاتورية ، يجب أن تسقط معها أجهزة القضاء و الإعلام ، و أتمنى أن أرى هذا اليوم قريبا جدا ، فمصر تستحق إعلام بمستوى مكانة هذه البلاد في قلوبنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سوائل الجسد .
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 12 / 10 - 15:38 )
تحياتي للزميل العزيز
اود أن اوضح كيفية انتقال عدوى الايدز .فهي تنتقل عبر ما يُسمى سوائل الجسد
الدم ، الحيوانات المنوية
فممارسة علاقة جنسية كاملة مصحوبة بحالة قذف السائل المنوي ، وسواء كانت العلاقة مثلية أو مختلفة ، قد تؤدي الى العدوى .
ولكن جدير بالذكر بأن الايدز يتحول بشكل تدريجي الى مرض تمكن العلم من السيطرة عليه !! في العالم المتطور
أما في العالم الذي ما زال همه الاوحد هو مراقبة السلوك الجنسي لافراده ، فالايدز مرض فتاك (للعقول والأجساد ).
مودتي


2 - نفسى
هانى شاكر ( 2014 / 12 / 10 - 19:03 )


نفسى
___

نفسى افضفض كتير .. و احكى المستخبى
و اكتب 10 مواويل .. مللى ف قلبك و قلبى
عن بلد كان جميل .. مِرِض بعضة كلبِ
و حَكمُه بوم الليل .. على طريقة اللمبى

و عجبى

...


3 - شكرا
احمد تسييل ( 2014 / 12 / 10 - 20:32 )
شكرا للتوضيح صديقي و انا معك لكن فضلت ذكر الدم لانه الاكثر شيوعا..... السائل المنوي وسوائل الرحم و غيرها تنقل لكن بنسب قليلة و الدم هو الاكثر شيوعا..... شكرا للتوضيح .... مودتي لك

اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة