الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محافظ الدقهلية . حمار جحا . مقدمات الكفر بالأوطان

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2014 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



حمار جحا ، حكاية تراثية شهيرة . يعرفها المهتمون بالثقافة الشعبية . تلك الحكاية التي بدأت بدعوى الملك بجائزة كبرى لمن يعلم حماره ، القراءة و الكتابة . فتراجع الناس جميعا عن هذا الجنون ، إلا جحا الذي قال للملك : امنحنى عشرة سنين و أنا أعلمه ذلك نظير مصاريف يوميه تقدر بكذا ، و بعد الإتفاق سأل الناس جحا : هل حقا ستعلم الحمار أصول القراءة و الكتابة . ضحك جحا ساخرا : بالطبع لا . لكن خلال العشرة سنين ، إما أن يموت الحمار أو الملك أو جحا ، لكننى استفدت بالمال المصروف على العملية التعليمية .
بهذا المنطق الملتف و الخبيث ، تدير أجهزتنا التنفيذية محافظات البلاد ، من شرقها لغربها ، تحت دعوى أن الإرهاب يمنعهم من ممارسة أدوارهم الوظيفية ، فى انتظارهم لموت الحمار " الإرهاب " أو المواطنين أو موت ذواتهم التي لا تحرك ساكنا تجاه قضايانا اليومية . فحينما يرسل المواطنون فى قرية منية سمنود إستغاثات لمحافظ الدقهلية " الشوادفي " باستيلاء مجموعة من المسجلين جرائم نفس و مخدرات على حدائق عامه بمدخل القرية و جعلها نشاطا تحتيا لممارسة تجارة المخدرات و إرهاب المواطنين ، ولا يتحرك المحافظ و أجهزته التنفيذية إلا على الأوراق ، فى شكل من أشكال الممارسات التكديسية للملفات ، دون حراك على أرض الواقع ، و إن تحركت الأجهزة فليس إلا للتسجيل بالدفاتر ، دون حل جذري للمشكلة . فالمواطن بهذا الشكل يلجأ إلى قانون " ستف الأوراق " و تحرك على هوامش إرضاء القيادات المكتبية ، فبأي قانون سيعترف المواطن الذي لا يعنيه إلا رؤية مشاكله و قد إنتهت على أرض الواقع ، و إلى أي وطن ينتمي ، إذا كان لا يرى إلا العماء و الممارسات " الجحاوية " نحن بهذا الشكل لا نحيا فى وطن بقدر ما هو مجموعات سكانية . تعيش طبقا لمعطيات الحياة اليومية بقانونها الخاص " غابة أو زريبة ماشية " أو ما شابه من الأماكن الحيوانية . فلا مشروع مكافحة الإرهاب الذي أطلقه رئيس الجمهورية ، سيحيلني إلى المواطنة ، ولا مشروع قناة السويس سيدفعني للإيمان بالوطن . الكفر بالزمان و المكان و التاريخ و كل مقدساتنا و تراثنا هو ما نؤول إليه ، نتاج هذه الممارسات الكافرة بحق المواطن فى رؤية واقعه المرتجى . نحن ندفع الضرائب كي يتقاضى الشوادفي و أمثاله رواتبهم ، وكأنه إبتزاز لنا و محض سرقات لأقوات أولادنا . فلما يتقاضى معلم الحمار " جحا " راتبه من أرزاقنا ؟ أليس لخدمتنا على أرض الواقع وليس " تستيف الدفاتر " هل يعتقد مثل هذا المحافظ أن تلك الإجراءات العبثية تدعم القضايا الوطنية تجاه التآمر الغربي ؟ الدفع بالمواطنين إلى آتون الكفر بالأوطان ، يحاسب عليها مثل تلك القيادات التي تنال رواتبها سحتا من جثثنا التي تيبست رميا من واقع المماراسات الهشة و التآمرية على قناعتنا بحلم الوطن .
السيد الشوادفي " محافظ الدقهلية " نحن لا نرجوك و لا نلتمس إليك . فقط إن كنت لا تستطيع القيام بمهامك الوظيفية ، فعلى أقل تقدير لا تطعم أبناءك الحرام من أموالنا و احترم وطنا يريد النهضة و الفواق من غيبوبة إمتدت قرونا متعاقبة . فاتقي الله يا محافظ جحا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل