الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لامساومة ، لامتاجرة سياسية -2 - ويلهلم ليبكنخت

سعيد العليمى

2014 / 12 / 10
الارشيف الماركسي


الاشتراكية البروليتارية
هناك اساس واحد صالح لحزبنا ولتاكتيكاته : وهذا الاساس هو الصراع الطبقى ، الذى انبثق منه الحزب الاشتراكى الديموقراطى والذى يمكن منه وحده ان يستمد القوة الضرورية لأن يتحدى كل عاصفة ومعها كل اعداءه . ان مؤسسي حزبنا ، - ماركس وانجلز ولاسال – قد أصلوا فى العمال ضرورة الطابع الطبقى لحركتنا بشكل عميق حتى انه ولوقت قريب جدا لم تكن هناك اية انحرافات او ابتعاد عن المسار . لقد صدر قرار كولونيا بناء على اقتراح قدمه برنشتين ، الذى كان يعيش آنذاك فى لندن ، وبوصفه محررجريدة الاشتراكى الديموقراطى المكرم من اعضاء الحزب .
لم يكن هناك ابدا حديث فى العلن حتى عام 1893 حول امكان او صواب المشاركة فى الانتخابات التشريعية البروسية . ففى بداية الثمانينات جرى ترويج فكرة تعاون الاشتراكية الديموقراطية مع الديموقراطيين السياسيين بصورة سرية من جانب ديموقراطيي فرانكفورت بغرض الحصول على ممثل اشتراكى وديموقراطى فى فرانكفورت فى الهيئة التشريعية ، لكن المقترح رفض ايضا بصورة سرية ، وبدون ضوضاء فى الخارج . وقد كان الاعتبار التالى هو ماقلب الموازين ، اى : ان الطابع الطبقى للحزب سوف يضعف بتحالف من هذا النوع ، وأن ميزة الحصول على ممثل لن تعوضها لحد بعيد نقيصة التحالف فى انتخابات تشريعية مع حزب نحن ملزمون بمحاربته فى انتخابات الرايشستاج . لم يغفل احد عن اهمية وجود مقعد فى الهيئة التشريعية البروسية . ولكن مااسترعى الانتباه بوصفه الاكثر اهمية هو ان ممثلى الحزب يجب ان يعتمدوا حصريا على قوة الحزب وليس على تحالف مع احزاب سياسية قد تكون لها مصلحة مشتركة مؤقتة معنا ولكنها من ناحية تكوينها السياسي معادية لنا وسوف تظل دوما معادية لنا .
لقى اقتراح برنشتين ، الذى فكر فى مسألة مشاركة الاشتراكية الديموقراطية فى الانتخابات التشريعية البروسية ، استجابة ضئيلة ، ولم يكن هناك مدافعين ، حتى ان القرار الذى قدمه ودعمه بيبل ضد مشاركة كهذه قد تم اقراره بالإجماع .
يبدو للوهلة الاولى امرا غامضا ان تظهر مسألة المشاركة فى الانتخابات التشريعية البروسية مرة اخرى وبعد سنوات وتؤدى حتى لجدالات حية الى حد ما . لكن هذا الامر يفسره ظرفين سوف اوضحهما هنا .
اولا . تعرضت وجهة نظرالعديد من الرفاق بصدد نظام الانتخاب على ثلاث درجات للتغير عبر مرور الزمن . لقد تاه عن ذاكرة بعضهم ، هنا وهناك ، ان الغرض المتحقق منطقيا وبدهاء من نظام الانتخابات على ثلاث درجات هو ان تستبعد بخاتم محكم كل الافكار والمشاعر الديموقراطية ، وان العهد الرأسمالى ، الذى بدأ حوالى نفس الوقت بادخال " اتعس نظام بين النظم الانتخابية " قد جعل بخلقه بروليتاريا واعية طبقيا تصويت الجماهير الاشتراكية بلا قيمة اكثر من تصويت الجماهير الديموقراطية اصلا . تظهر كيفية خداع كثير من الخطباء ( رجال ونساء ) انفسهم بشدة فى مؤتمر هامبورج حول فعالية نظام الانتخابات على ثلاث درجات بوضوح من حقيقة ان بعضهم قد تبنى وهم ان اصلاح انتخابات الهيئة التشريعية البروسية يمكن ان يستخدم كوسيلة للتحريض الواسع وسط الجماهير . ان الابتهاج بالنجاح الذى تحقق فى ظل قوانين اخرى غير ديموقراطية تنظم الانتخابات التشريعية ، خاصة فى سكسونيا ، نسي كثيرون ان النظام البروسى ذى الثلاث درجات قد جعل من علنية التصويت امرا اجباريا ، ومن ثم حرم من التصويت مقدما من الناحية العملية كل تابع ، اقتصاديا ، اجتماعيا او سياسيا ، اى ، الاغلبية العظمى من السكان وبهذه الوسيلة وحدها جعل من المستحيل على الجماهير ان تشارك فى الانتخابات او ان يثير اى حماس عام .
ان التفاؤل الخادع للذات بشأن القانون الانتخابى على ثلاث درجات قد بلغ حد أن رفاقا غير قليلين قد تخيلوا بكل جدية اننا نحن الاشتراكيين الديموقراطيين سنحتل موقعا بقوتنا الذاتية بدون تكتل او حتى تحالف مع الاحزاب الاخرى ، لنكسب عددا ، وان عددا قليلا ، من المقاعد .اليوم الكل يعلم انه لم يعد احد يرزح تحت وطأة هذا الوهم . اليوم الكل يعلم اننا لانستطيع ان نكسب مقعدا واحدا فى الهيئة التشريعية البروسية دون مساومة او تحالف . لقد كان الامر مختلفا منذ عامين مضيا حينما عقد مؤتمر الحزب ، وكانت اغلبيته مصابة بلعنة خداع الذات المتفائل ، التى اعلنت انها تستحسن المشاركة فى الانتخابات التشريعية البروسية . لحسن الحظ ، على اية حال ، ان القادة مع المجلس الاعلى للحزب قد تمعنوا فى اصل وطبيعة الحزب وسعوا بواسطة حظر كامل للمساومات والتحالفات مع الاحزاب الاخرى لأن يمنعوا الخداع الذاتى من اتخاذ خطوات قد تؤذى الحزب وتؤدى لتوهانه فى الدروب الخاطئة .
ان قرار هامبورج قد وصف بأنه متناقض وغير منطقى . حقيقى ، اذا كان الحزب قد رفض كما فى السابق كل المساومات والتحالفات مع الاحزاب الاخرى ، فعندئذ لم يكن هناك معنى لسحب قرار كولونيا . يفسر التناقض ، كما اشير لذلك سابقا ، بحقيقة ان قسما من الحزب قد خدع نفسه او كان قد خدع بشأن طبيعة القانون الانتخابى البروسي ذى الثلاث درجات . ولكن علينا ان نستنتج من هذا التناقض ، كما قمنا بذلك بالفعل ، ان الحزب يخفى رغبة لأن يشارك فى الانتخابات التشريعية البروسية اكثر منه كارها للمساومات ، وانه على ذلك ، بوصفه تناقضا قائما فينبغى ان يحل بترويج المشاركة فى الانتخابات بشكل تام وبسحب حظر المساومات والتحالفات الانتخابية ، وسوف يقدم مثل هذا الاستنتاج دليلا على ضآلة المنطق ازاء مبادئ وتاريخ الحزب .
ثانيا . ويصل بى هذا الى السبب الثانى وهو لم كان من الممكن ان تصبح مسألة المشاركة فى الانتخابات التشريعية موضع نزاع حزبى جدى . يوجد ميل فى بعض الدوائر ، او فلنقل جهدا ، لهجر برنامج الحزب فى الصراع الطبقى والدخول فى الاطار العام للاحزاب الاخرى . وحيث تقوم كل الاحزاب الاخرى على اساس الدولة السياسية ، لذا فإن حقل نشاطها مقصور على الفساد السياسي . وانا لااقول ان المدافعين عن التاكتيكات الجديدة يرغبون جميعهم فى ذلك ، بالنسبة لبعضهم فاننى مقتنع بانهم لايرغبون فى ذلك . ولكن الآخرين يرغبون . وليس مجرد مصادفة ان برنشتين قد كان اول من اقترح مشاركة الاشتراكية الديموقراطية فى الانتخابات التشريعية البروسية . تتطابق هذه التاكتيكات تماما مع برنامج برنشتين الذى يسعى الى تسييس الاشتراكية الديموقراطية ( المقصود ابعادها عن سياسات الصراع الطبقى الثورية – المترجم )، بينما هى غير منطقية بلا جدال من وجهة نظر هؤلاء الذين لا يرغبون فى انكار او تدمير الطابع المناضل لحزبنا فى ممارسته للصراع الطبقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هزيمة ساحقة للمحافظين وتوجه لليسار.. ما الذي حدث في بريطانيا


.. ملك بريطانيا يعين رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للو




.. اكتسح حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر فمن هو وما برنا


.. فوز ساحق لحزب العمال البريطاني في االنتخابات العامة... وكير




.. الانتخابات البريطانية.. أبرز المشاهد لتولي كير ستارمر رئاسة