الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معالم الهمجية الواحدة - التنازل بداية الإنهيار _ على جدار الثورة السورية رقم- 93
جريس الهامس
2014 / 12 / 11الثورات والانتفاضات الجماهيرية
معالم الهمجية الواحدة – التنازل بداية الإنهيار– على جدار الثورة السورية – رقم 93-
دفعني حب المقارنة بين الحقب الظلامية الإستبدادية التي تعّرض لها شعبنا العربي والشرق أوسطي لمقارنة تاريخية وعملية تركت بصماتها على حياتنا منذ قرون وعقود طويلة من النكبات والكوارث والإحتلالات الغريبة لأرضنا ونهب خيراتنا وأعمارنا وتدمير حضارتنا وثقافتنا وحرق ونهب مكتبات أجدادنا ..وتدمير أوابدنا أو الإستيلاء عليها وتغيير ملامحها وحتى أسمائها ,وتحديد إنتسابها لهذا المحتل او تجييرها لهذا الدين أو المذهب بإسم الغازي الجديد ....
وحتى في مجال الفن – الموسيقا والرسم وقد ضربت في السابق أمثلة على المقامات العراقية والموشحات الأندلسية والقدود الحلبية والزجل اللبناني وتجاهل إرتباطها بالفن الاّرامي السرياني القديم وبالسلم الموسيقي للتراتيل والصلوات القائمة في الكنيسة السريانية حتى اليوم ...
. وهذا ما ينطبق على رسوم الأشخاص في لوحات الفنان العراقي السرياني الشهير ( يونان بن نثنائيل ) من مدينة واسط العراقية في العصر العباسي الذي أطلقوا عليه إسم ( محمد الواسطي ) علما أن الرسم بجميع أنواعه وخصوصاً رسم الأشخاص محرّم ومحظور في الإسلام ,,ولاتزال لوحات هذا الفنان الرائعة محفوظة في متحف مدينة جنيف السويسرية ....وقد زرته برفقة ولدي حنين وسمر وأحد الأصدقاء عام 1985 ....
ويستمر الصراع حتى عصرنا بين الزيف والتزوير والتخريب – والحقيقة والضمير والبناء في جميع المجالات وأخطرها في السياسة وبناء الدويلات والأنظمة العربية منذ فجر الإستقلالات الهجينة أو المبتسرة , أو المصطنعة بعملية قيصرية بعد الحرب العالمية الثانية .
وكانت السياسة الإستعمارية الجديدة التي وضع خطوطها العامة وزير الخارجية الأمريكي - جون فوستر دالس - بعد الحرب العالمية الثانية تحذّر من قيام أنظمة ديمقراطية برلمانية في بلادنا,, ومن نمو البورجوازية الوطنية والطبقة الوسطى التي يمكنها تطوير وسائل الإنتاج الوطنية في الصناعة والزراعة الوطنية , أساس الإستقلال الإقتصادي الذي يشكل حجر الزاوية للإستقلال السياسي الوطني , في بلدان العالم الثالث.. وكانت دوماً تفضل الديكتاتوريات العسكرية لذلك كانت أمريكا والغرب الإستعماري عموماً هي التي تقف خلف معظم الإنقلابات العسكرية ( راجع كتاب لعبة الأمم وإنقلاب حسني الزعيم الأول في سورية – لمايلز كوبلاند )..الإنقلابات العسكرية وأنظمة الإستبداد الشمولية التي فرختها وحدها ,, حققت أهداف الرأسمالية الهمجية قبل سقوطها بيد البورجوازية الوضيعة بزعامة البلطجي العالمي -- الولايات المتحدة ودولارها المزيف بعد إنفاقية رامبوية عام 1975 ونظام الإستهلاك والخدمات الجديد ..الذي سبق شرحه من العديد من الرواد الماركسيين -- بجعل بلادنا مورداً للمواد العام بأسعار البلاش , وسوقاً لإستهلاك إنتاجها ..ومن المنطقة العربية بنت وجودها عالميا المتمثل بهدفين رئيسيين :: حماية ثكنتها الأمامية إسرائيل وتوسيع نفوذها وهيمنتها في المنطقة كلها على أشلاء فلسطين العربية وشعبها المشرد – وإستمرار هيمنتها على النفط والغاز العربي والثروات الرئيسية في الخليج , والوطن العربي كله .. ومنذ ذلك الحين كان التركيز على سورية البلد الأول الذي إنتزع إستقلاله مع لبنان عام 1945 في الأمم المتحدة . سورية التي رفضت بقاء أية قاعدة إستعمارية على أراضيها ..
. وكلنا يعرف التاّمر المستمر على سورية المستقلة لجّرها إلى أحد المحورين الإستعماريين المحيطين بها خلال الفترة البرلمانية الديمقراطية 54 – 58 برئاسة الرئيس القوتلي وأحزاب التجمع الوطني في البرلمان السوري المنتخب ديمقراطياً من الشعب ..
-- : محور حلف بغداد الذي يضم تركيا وباكستان والعراق والأردن ولبنان ( شمعون وسلام ) مع أمريكا وبريطانيا . -- أو المحور المصري – السعودي - الأمريكي ... وهزموا أمام وحدة شعبنا ونظامنا البرلماني الديمقراطي وجيشنا الوطني وقيادته الوطنية ومقاومتنا الشعبية التي شملت كل الوطن دون تمييز وإنتصرت سورية الصغيرة يومها بوحدتها الوطنية على حشود تركيا في الشمال وأمريكا وحلف بغداد في الشرق وإسرائيل والأردن من الجنوب -- إلى جانب وقوف بقايا أممية البلاشفة السوفييت الذين كانوا لايزالوا في الكرملين برئاسة بولغانين الذي وقف بحزم مع جمهورية الصين الشعبية إلى جانب سورية ومصر إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وأرغموا المعتدين على الإنسحاب مهزومين ؟؟؟
في هذاالمناخ والعالم على شفا حرب عالمية ثالثة سأل أحد الصحفيين جون فوستر دالاس يومها السؤال التالي :
أنتم الدولة العظمى في العالم وتملكون السلاح الذري وسورية بلد صغير وجيشه صغير لايشكل أي خطر عليكم فلماذا هذه الحشود العسكرية والتهديدات المستمرة ضدها ؟؟؟
- فأجابه دالاس : صحيح إن سورية بلد صغير لايهدد أمننا لكنه كالإيرانيوم يشع في المنطقة ضدنا ويهدد أمن إسرائيل ...
- وحصيلة هذا المنطق الإستعماري المستمر في كواليس البيت الأبيض و الوول ستريت حتى اليوم, كأن الأرض لاتدور حول الشمس , أضحت القضية واضحة جلية اليوم أكثر من أي وقت مضى ,, تجسدت برئاسة أوباما حارس إسرائيل الأمين وخادمها المطيع " والصهيوني أكثر من الصهاينة كماوصفه الكاتب الفلسطيني المرحوم – إدوار سعيد "" زميله الأقرب في الجامعة ..من جهة .. و لوجود النظام الأسدي العميل على رأس السلطة في دمشق منذ عام 1970 حتى اليوم فمن بنى النظام الأسدي ومن يحمي بقاء ه فوق تلال من أشلاء الضحايا والدماء البريئة من شعبنا , والدمار الشامل لبلد الحضارة والأبجدية الأولى في العالم دون أن يرف لدعاة الدفاع عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها جفن أويختلج لهم ضمير ..لأن سورية الشعب الصغيرة مازالت هي هي الإيرانيوم المشع في المنطقة .. لكن غير المخضب الذي يشع كرامة وحضارة وعروبة وسلاماٌ ...
- .وبعد الثمانينات أدخل عنصر ثاني لخدمة الهيمنة الإستعمارية الأكثر وحشية وتأثيراً في المجتمعات الشبه أمية سياسياً وعلمياً ..هو تسييس الدين وبعث الإخوان المتأسلمين للوجود وتوسيع نشاط وهيمنة المجلس الدولي للإسلام السياسي - بعد سقوط بعث العسكر ومرتزقتهم - نما هذا التيار التمامي التكفيري في الظلام داخل الأنظمة القبلية النفطية وبتمويلها , و داخل الأنظمة العسكرية الفاشية أيضاً , التي كان هدفها الأول القضاء على الفكر الوطني الحر والديمقراطي والتقدمي العلمي قبل كل شيء ,,, وعلى الفكر التحرري الثوري , وعلى التنمية السياسية والإقتصادية ... وتنفيذ مايخدم الطبقات المستغلة الرجعية المرتبطة بالكيان الصهيوني وأمنه ومصادرة الحريات العامة والقضاء على نسمات الحرية وأبسط حقوق الإنسان ..
- وما النظام الأسدي إلا النظام الأمثل للمافيا العسكرية الفاشية المرتبط عضويا بأمريكا وعنصريا بالكيان الصهيوني مباشرة ودون واسطة,, فماهي أهم الجينات والأنزيمات الإيديولوجية المشتركة بين نظامي القرداحة وتل أبيب مع الفوارق الحضارية والتاريخية بينهما --- إلى العدد القادم - 10 / 12 – لاهاي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الرفيق العزيز جريس الهامس
فؤاد النمري
(
2014 / 12 / 11 - 20:52
)
من العقبات الكبرى التي يواجهها العمل الشيوعي هو أن عامة الشيوعيين لا يريدون التخلي عن خطابات الخمسينيات في مواجهة رجل الامبريالية الشرس جون فوستر دالاس
لا يكن أن تكون الولايات المتحدة ما زالت على نفس الحال بعد ستين عاماً وها أنت قد أشرت إلى سقوط النظام الرأسمالي في العام 1975
في الواقع أن إعلان رامبوييه كان بالفعل ورقة نعي الامبريالية وإزاحة القيمة من البضاعة إلى الدولار وهو بحد ذاته انهيار النظام الرأسمالي
لي أن أؤشر هنا إلى أن جورج بوش الإبن وقف في قاعدة ويست بوينت يخطب بالضباط العسكريين في العام 2003 يعلن استنكاره الشديد للإرث الإمبريالي للولايات المتحدة وهو ما حافظ على الدكتاتوريات ضد شعوبها في الشرق الأوسط
ولا يجوز أن نتجاهل أن الشيوعيين الأمريكان انتخبوا باراك أوباما في الدورتين
كما كانوا قد انتخبوا كلنتون
ما زالت الولايات التحدة تسرق العالم أضعاف ما كانت تسرق لكن ذلك ليس من خلال النظام الامبريالي بل من خلال النظام النقدي والفرق كبير بين الحالتين
أميركا لم تعد دولة رأسمالية إمبريالية
أول من يفقه ذلك هم الماركسيون
تحياتي للرفيقين المناضلين الكبيرين مريم نجمه وجريس الهامس
2 - شكرا للرفيق النمري
مريم نجمه
(
2014 / 12 / 12 - 00:35
)
للتوضيح أقول : إنني لم أقل إن النظام القائم هو نظام رأسملي بل هو نظام البورجوازية الوضيعة .. وثانيا حقد أوباما على سورية وتاّ مره عليها اليوم يشبه حقد الستينات --- تحياتي -- م
3 - الرفيقة العزيزة مريم تجمة
فؤاد النمري
(
2014 / 12 / 12 - 04:22
)
كيف لنا إعتبار رفض أوباما التدخل المباشر لصالح الانتفاضة في سوريا حقداً على الشعب السوري !!؟
ألم يكن نزع الأسلحة الكيماوية من عصابة الأسد بفعل تهديد أوباما ؟
أنا أعتبر عزوف أوباما عن التدخل المباشر بفعل حاسم هو ليس إلا بسبب خوف أميركا من مواجهة روسيا في شرق المتوسط خاصة وأن روسيا على استعداد للدخول في حرب نووية عالمية دفاعاً عن عميلها الأسد وان الاتحاد السوفياتي كان قد أوشك على اشعال حرب عالمية دفاعاً عن الأسد في حرب 73
لو تخسر أميركا المواجهة مع روسيا لمرة واحدة فقط ـ وأنا على ثقة بأنها ستخسرها ـ لانتهت أميركا نهائياً كدولة عظمى
الإدارة الأميركية لن تدخل هكذا مغامرة حمقاء
روسيا هي من يحارب الشعب السوري وأميركا تبدي شيئاً من التعاطف مع الإنتفاضة ومع ذلك نرى ما يوصف باليسار في سوريا يميل إلى الوقوف مع روسيا ضد أميركا
تحياتي للرفيقين مريم وجريس
.. رولكس من الذهب.. ساعة جمال عبد الناصر في مزاد
.. Socialism 2024 rally
.. الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين مناصرين لغزة
.. مواطنون غاضبون يرشقون بالطين والحجارة ملك إسبانيا فيليب السا
.. زيادة ضريبية غير مسبوقة في موازنة حزب العمال تثير قلق البريط