الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحاجة إلى وعي بيئي متجدد

محمد حمزة

2014 / 12 / 11
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


حسب الحكمة المنسوبة لهرقليط"الكل في جريان "، فالحياة جريان مستمر ودائم فيما يشبه النهر. والنهر ثابت لكن ماءه في تبدل دائم، وقاع البحر في تحول مستمر . الحياة بهذا المعنى في تطور دائم.
الحياة لم تظهر فجأة، إنها تراكم تطوري يقدر بملايين السنين . فداروين كان الأول الذي أعطى للحياة عمقا في التاريخ ، بجملته العالمة "الهياكل اللا متناهية ""les formes sans fin".أما الحدث السعيد في عالمنا فهو ظهور "الوعي "، وهو بدوره لم يكن ظهورا فجائيا، بل خروجا بطيئا من الظلام، رغم أن هدا الخروج لم ينته بعد.
وإذا كانت وظيفة الوعي هي تقديم صورة نسبية عن الواقع، فإن الوعي البيئي مفتاح لصيانة الواقع الطبيعي.
ففي السنوات الأخيرة وقع اندفاع حقيقي للوعي بأن الاستعمال المفرط للموارد الطبيعية لن يمكن من الاستمرار المتواصل للحياة الفيزيائية والبيولوجية. فالإنسانية لن تواجه النفاذ المستقبلي لبعض الثروات الطبيعية فحسب ، بل ستواجه تدمير الموارد الأساسية لحياة الإنسان كالتربة والماء والهواء والمحيط الجوي والطقس...فصارت الضرورة تقتضي إتباع مقاربة فكرية جديدة للعلاقات بين الكائن البشري والطبيعة، بالمرور من مفهوم الاستغلال إلى مفهوم المعايشة. أي عكس فكرة التقدم بدون حدود، وعكس فكرة الطبيعة الغير القابلة للنفاد بحسب إرث عصر الأنوار.
لقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن متوسط استهلاك الفرد من الأكياس البلاستيكية المستخدمة للأغراض المختلفة يقدر بحوالي 24 كيلو غراماً سنوياً، أو 21 غراماً يومياً، وتضاف إلى ذلك كميات أكياس البلاستيك التي تستخدم لجمع النفايات والتخلص منها، والتي تقدر بحوالي عشرة ملايين كيس سنوي. وتشير الدراسة التي أجريت في عدد من دول العالم على مادة البولي إيثلين التي تدخل في صناعة البلاستيك، لاسيما من النوع العالي الكثافة، إلى عدم تأثر هذه المادة أو تحللها بفعل العوامل الطبيعية، وعدم قابلية هذه المادة أو جزء منها للذوبان في الماء. الوعي البيئي خطوة نحو الحل، لان مسؤولية المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث مسئولية جماعية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، منتجين وتجارا ومستهلكين، بتغيير أساليبنا الحالية في التعامل مع الأكياس البلاستيكية. فالمصنعون والتجار مطالبون بتغيير استراتيجياتهم والتوجه إلى صناعات بديلة أقل ضررا بالبيئة، مثل صناعة الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل أو الأكياس الورقية والقماشية وغيرها، كما أنهم مطالبون بوضع علامات مميزة على الأكياس البلاستيكية مثل عبارة «غير قابل للتحلل»،، وذلك لأخذها بعين الاعتبار سواء من قبل المستهلك عند التسوق، أو من قبل الأجهزة الخدمية عند التخلص منها. كما أن الشركات والمحلات التجارية مطالبة بعدم الإسراف في استعمالها، أو اعتبارها وسيلة للدعاية لمنتجاتها، و ذلك من خلال فرض ضرائب أو رسوم مرتفعة على إنتاجها.و إنتاج أكياس بلاستيكية وفق المواصفات والمعايير، بحيث يتم إنتاج أكياس أكثر سماكة ومتانة وقابلة للتحلل في التربة دون أثر سلبي عليها. . كما أن هناك ضرورة عاجلة لوجود قوانين وتشريعات صارمة تلزم بفرز وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، والحد من طمرها فى التربة.أما بالنسبة للمستهلكين فعليهم بالترشيد في استخدامالأكياس البلاستيكية، واستعمال أي من البدائل المتوفرة لقضاء حاجاتهم للتسوق والتخزين وغيرها من الاستعمالات اليومية، كما أنهم مطالبون بإعادة استعمال أكياس التسوق لأغراض التخزين وجمع النفايات وغيرها من الاستعمالات المفيدة. هذا بالإضافة إلى التخلص بالطرق السليمة من الأكياس البلاستيكية، وعدم رميها عشوائيا في الوسط المحيط، كالحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ والطرقات، مما يؤثر على المظهر العام للمدينة ويدمر الحياة البرية والبحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال