الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستراتيجية الأمريكية وتعزيز سيطرتها في منطقة الشرق الأوسط

عبد القادر خضير قدوري

2014 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تبني استراتيجيه الهجوم الوقائي والتخلي عن إستراتيجية الردع والاحتواء التي حكمت السياسية الأمريكية أبان الحرب الباردة وتطلعات وسعي معسكر الأعداء بالنسبة للولايات المتحدة وحلفاءها من امتلاك وتطوير أسلحة الدمار الشامل ( النووية والبيولوجية والكيميائية ) ولد القلق والخوف لدى الولايات المتحدة وحلفاءها والمجتمع الدولي من خوض حروب تتسبب في انفجار العالم وانتهاء الحياة البشرية . لذا كان لابد من البحث عن حلول واستراتيجيه جديدة تمارس من خلالها سياستها الاستعمارية في السيطرة على بلدان العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بالثراء والثروة النفطية والموقع الاستراتيجي الحيوي واستنزاف مواردها بجميع أنواعها . أذا ما علمنا أن الغاية من الحروب بالأساس لتحقيق المصالح الاقتصادية للدول العظمى . أن البديل والحل الأمثل في الابتعاد وتجنب الدمار النووي لها ( أمريكا وحلفاءها ) ولشعوبها هو من خلال إستراتيجية جديدة تتبنى افتعال الأزمات البنيوية في منطقة الشرق الأوسط مما يجعل حكومات بلدان المنطقة عاجزة عن صياغة حلول جوهرية لاحتياجات المجتمع ( الأمن والرفاهية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ) وإذا ما اقترنت تلك الحكومات بغياب الارتقاء إلى مستوى القيادة والنزاهة ونظام سياسي غير متجانس وغير منسجم ولا يعبر عن معطيات ومصالح البيئة الاجتماعية الشاملة , وإنما يعبر عن النظرة الأنانية وتحقيق المصالح الضيقة وهنا يحدث التشوه في عدم التماسك الاجتماعي والتفاوت والاختلال الهائل الاجتماعي والاقتصادي مما يوفر الأرضية والمناخ المناسب لنزاعات وصراعات أيدلوجيات دينية مذهبية ( صراعات مذهبية واثنيه وطائفية وإقليمية ) في منطقة الشرق الأوسط ويجعل المنطقة تغوص في فوضى الصراعات المسلحة بدل الاهتمام بالتطور والتقدم , هذا الصراع الذي يستنفذ كافة موارد المنطقة الاقتصادية والبشرية والطبيعية إضافة إلى تحريك سوق السلاح للدول المصنعة وتجريب الأسلحة الجديدة . والمتابع إلى الانهيارات والأحداث والحروب التي تشهدها العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا ومصر وغيرها من الدول وتداعيات تلك الأحداث والحروب يرى بشكل واضح إستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة التي تهدف إلى تدمير الاقتصاد وعرقلة التنمية في منطقة الشرق الأوسط. والصراع التدميري والدموي في المنطقة خصوصا في سوريا والعراق هو صراع مصالح وتوازنات دولية أفرز تنظيم داعش الإرهابي من رحم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة . واستفحال هذا التنظيم الإرهابي ليقود حرب قذرة تهدف إلى تدمير الإنسان والإنسانية قبل الاقتصاد والبنى التحتية والآثار التاريخية والتي يعمل جاهدا إلى تدميرها والعبث بها . حرب هدفها الأساسي والاستراتيجي تمزيق النسيج الاجتماعي داخل مجتمعات تلك الدول قبل تدمير الاقتصاد وإيقاف عجلة التطور والتنمية , مستغلا الفراغ الأيديولوجي بعد انهيار المشروع القومي العربي وفشل الحركات الإسلامية وغياب عقيدة أسلامية ديمقراطية أثناء الربيع العربي من اجل محاولة تجزئة العالم من جديد و رسم خارطة جغرافية وسياسية جديدة تقسم و تجزئ وفق مصالح الولايات المتحدة وأقمارها التابعة وإنشاء قواعد عسكرية وعواصم اقتصادية وإستراتيجية جديدة تعمل على تضيق الخناق على أعداء القطب الأوحد (الصين أول اقتصاد في العالم وروسيا القوة النووية العظمى وحلفاءهما ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا