الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل الدروب تؤدي إلى طواحين دمشق

علي مسلم

2014 / 12 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ربما ليس من الصدفة أن يكون هناك شيء من التلاقي والتقاطع بين مجمل الجهود السياسية الاممية التي بذلت خلال الاعوام الثلاثة الماضية والتي ما زالت تبذل بغية انهاء صراع السوريين والذي اعتبره البعض أخطر صراع عالمي تم في هذا القرن , حيث لا غالب ولا مغلوب حتى الان ولا حتى في المنظور القريب , بدءا من المبعوث الاممي كوفي عنان الامين العام السابق للأمم المتحدة والذي أوصل الوضع بدون الانحياز الواضح لأحد كما هو معلوم الى جنيف 1 في حزيران 2012 والدعوة لتشكيل مجلس انتقالي بصلاحيات كاملة ومروراً بالأخضر الابراهيمي والذي لم يستطع لعب أي دور ايجابي اضافي بالمقارنة مع من سبقه كونه انحاز نحو الابقاء على الاسد دون الاخذ بعين الاعتبار حجم الكوارث والدمار الذي لحق بالسوريين في ظل استمرار حكم الاسد بالرغم من تمثيله المزدوج الاممي والعربي في آن معاً وأخيراً وربما ليس آخراً المخضرم ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة والذي من المتوقع أن يحظى ببعض الحظوظ الاضافية بناءً على ما وصل اليه واقع الحال سورياً واقليمياً ودولياً ويعتقد المراقبون أن مهمة ديمستورا ربما تثمر كونها تأتي متوازية أو قد تكون متطابقة مع الجهود الخفية التي تبذلها مركز الحوار الإنساني ( مقرّها جنيف – سويسرا المؤسسة التي يرأسها ديفيد هارلاند المسؤول السابق في منظمة الامم المتحدة وهي تعمل ميدانياً جنباً الى جنب مع الامم المتحدة )، وهي ترعى منذ عام 2013 توقيع هدن في مختلف المناطق السورية ، لعقد اتفاقات محليّة بين النظام والمعارضين في سوريا
تلك المؤسسة التي تموّلها حكومات أوروبية ولها تجارب عديدة في رعاية الاتفاقات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة ، كان آخرها «بين العلمانيين والإسلاميين في تونس»، أما في سوريا، فتسعى للتوصل إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة أو أطراف أخرى لخلق وحدة انتقالية تدعى «سلطة السلام وإعادة الإعمار». هذه السلطة، ستقوم بـتنفيذ اتفاقيات الهدنة في مختلف المدن والبلدات السورية، وستشكّل المرجع المحايد الذي سيتواصل معه مسؤولو المناطق بدل إرسال تقاريرهم الى سلطات النظام , هذا ما سربه الصحافي الامريكي جيمس تروب العامل في صحيفة “فورين بوليسي” بعد أن اطلع على التقرير الرسمي الكامل الذي تم تسريب المعلومات منه وتمكّن من نشر بعض الاقتباسات في بعض الصحف الامريكية المعروفة .
فالقاسم المشترك بين مبادرات المبعوثين الدوليين وجملة المبادرات الدولية حول مستقبل الصراع في سوريا هو الابقاء على الدولة والمؤسسات السيادية التابعة لها بما فيها النظام ورأس النظام خصوصاً بعد ذريعة تنامي دور الدولة الاسلامية وجبهة النصرة واستفرادهما بالوضع على الارض نتيجة انشغال النظام والمعارضة ببعضهما البعض في صراع قد لا ينتهي قريباً لذلك كان لا بدا من البحث عن مخرجات جديدة بعناوين جديدة ولعل ابرزها ايلاء الاولوية لمحاربة الارهاب المتدفق الى سوريا والعمل على الجمع بين المعارضة والنظام على طاولة واحدة عبر هدنات محدودة وفي مناطق سورية محددة تؤدي كما اشار اليها التقرير المسرب من مركز الحوار الانساني في مقدمتها تحت عنوان «خطوات لحلّ الصراع في سوريا»، ولكي «لا تتحوّل سوريا الى صومال ثانية، هناك حاجة ماسّة إلى الحفاظ على الدولة فيها، حتى لو عنى ذلك الإبقاء على الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة»
ولكن كيف سيتمّ ذلك؟ يشرح التقرير أنّ المناطق التي ستوقّع اتفاقيات هدنة ستحكمها الجهة المسيطرة حالياً (إما النظام أو المعارضة)، بعدها ستحتضن بلديات تلك المناطق إدارات محليّة وسياسية، على أن يتكفّل الغرب بدفع تكاليف إعادة الإعمار. لكن، ماذا عن رئاسة البلاد؟ «مصير الأسد سيحدده السوريون من خلال إصلاحات دستورية وانتخابات بمراقبة دولية تجري لاحقاً بعد التوصل الى إنهاء الحرب… وحتى ذلك الحين يبقى الأسد رئيساً»، وحول مصير داعش يرى التقرير أنّ التوصّل الى توقيع اتفاقيات بين النظام والمتمردين المعارضين سيسمح بتركيز الجهود والمواجهات ضد المتطرفين.
وما يدعم هذا التوجه أيضاً ما اعلنت عنه جريدة السفير اللبنانية المقربة من النظام في سوريا مؤخراً ان هناك ثمة مبادرة ايرانية – روسية من عدة نقاط تتضمن اقناع الاسد عن التنازل عن بعض صلاحياته واجراء حوار مع المعارضة السورية في موسكو أولاً ثم دمشق وتبدا كما هو معلن مع بداية العام القادم اثر زيارة سيقوم بها الاسد لموسكو بعد الاحتفال بأعياد الميلاد وقد يمثل المعارضة في الحوار المزمع معاذ الخطيب ومجموعة هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة و12 حزباً كردياً وبالإضافة إلى المجموعات الاسلامية التي ليست لها علاقة مع داعش والتي ستؤدي الى تشكيل حكومة أغلبيتها من المعارضة برئاسة معاذا لخطيب في نيسان المقبل وتكون هذه الحكومة منوطة بتعديل الدستور والتحضير لانتخابات برلمانية جديدة بحيث يحتفظ فيها الاسد بوزارة الدفاع والمؤسسات الامنية المهمة ولا مانع من ترك وزارة الداخلية للمعارضة .
يبقى أن نقول لو ان كل ذلك في وارد الممكن والمعقول دولياً فهل من الممكن ان يتم قبول ذلك سورياً على ضوء ما جرى من تدمير ممنهج للإنسان السوري ثم هل من الوارد ان يكون بمقدور الانسان السوري تجاوز ودفن كل هذه الشروخات والتي تم رسمها في الوجدان , ستبقى كل هذه الاسئلة مشروعة ومتروكة للواقع علها الايام القادمة ستكون قادرة على الاجابة عنها ......؟
9 – 12 - 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ