الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الشورى بين مسخرة التعين ومهزلة الأداء

تيار اليسار الديمقراطي في الجزيرة العربية - الرياض

2014 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


قبل عقود ثمانية كان في منطقة مكة المكرمة حياة برلمانية حقيقية وانتخابات شعبية ومشاركة فعالة ؛ تلك الحياة البرلمانية كانت من إرث حكم الأشراف للحجاز قبل ضمها مع نجد وتسميتها بالسعودية إنفاذا لأمر بريطانيا ؛ والحياة البرلمانية والانفتاح السائد أنذاك ودور المرأة وغير ذلك من المظاهر المدنية في الحجاز أنذاك واستيعاب المجتمع الحجازي لكل التوجهات والرؤى والأراء الفكرية أو العقائدية أو الفقهية واحتضانه لتيارات متعددة ومتناقضة فكريا يعود بفضل موقع الحجاز على الساحل واختلاط مجتمعه كل وقت بوافدين وزائرين وزوار من كل مكان وخاصة مدينة جدة ؛ فالحجاج والمعتمرون غالبا يمرون عبرها وكذلك التجارة والتجار ؛ وكانت مرسى للسفن للتزود بالمؤن وغيرها ؛ فاختلط المسلم بغيره وتقبل المجتمع ثقافات شعوب وعقائد أخرى وتعايش معها كما كان حال العرب ومكة قبل الإسلام ؛ لكن بعد سنوات مما يسميه النظام السعودي في مادة التأريخ الفتح السعودي للحجاز تبدل الحال وانتكص المجتمع ورجع لسيرته الأولى عند ظهور الإسلام ؛ ورويدا رويدا اختفت الحياة البرلمانية وزال الانفتاح وحل الانغلاق وساد ما كان سائدا في نجد والقصيم من فكر ومذهب واحد ؛ ولم يعد المجتمع الحجازي كما كان ؛ وبعد عقود وفي الأشهر القليلة والتي أعقبت أزمة الخليج الأولى وبضغط أمريكي قررت النظام السعودي إنشاء مجلس للشورى ؛ ولم يكن الهدف منه إلا ذر الرماد بالعيون واستجابة للضغوط الغربية ومحاولة لمكيجة وجه الاستبداد القبيح للنظام الحاكم ؛ وطوال عقدين ونصف تقريبا من إنشاء مجلس الشوربة كما يسميه المواطنون لم تظهر نتيجة ذات جدوى ولو واحدة منه ؛ وبالطبع مجلس يتم تعين أعضائه وبرواتب مجزية ومكافأت ضخمة ومغانم وغنائم كثيرة لن نتوقع له أثرا أو نتائج تنفع المجتمع ؛ ومسخرة التعين وحدها كافية للجزم بذلك ؛ فأعضاء المجلس إما من كبار موظفي القطاع العام السابقين أو الحاليين ؛ وبالطبع مخصصاتهم المالية الضخمة تذهب سدى ؛ وهم أصلا لهم رواتبهم إما التقاعدية أو وهم على رأس العمل مع انتدابهم لمجلس الشوربة ؛ تلك المخصصات المالية الضخمة والمتنوعة الشهرية والسنوية كانت كافية وطوال تلك السنوات على حل لكثير من مشكلات المجتمع من فقر وبطالة ومشكلة سكن ؛ لكن النظام همه مكيجة وجهه القبيح والفشخرة والتظاهر بمظهر واقعه عكسه ؛ مسخرة التعين وحدها كافية للقطع بعدم النفع والجدوى من مجلس الشورى ؛ ومن يريد أن يضحك فما عليه إلا مشاهدة ما يعرضه التلفزيون من اجتماعات المجلس فمهزلة الأداء والتمثيل يكشفها الطفل ؛
على النظام أن يحترم الشعب ويعجل كما قلنا سابقا بالإصلاح الجذري ؛ والمشاركة البرلمانية الحقيقية والانتخابات للمجلس أولى الخطوات ثم يقر بفداحة وحجم مشاكلنا ومشكلاتنا الاجتماعية والتي هي براكين ساخنة قد تثور بأي لحظة ؛ مشاكل اجتماعية واخلاقية كثيرة لن يساهم بتسليط الضوء عليها طلبا للحلول إلا مجلس وبرلمان منتخب من الشعب وبسلطة تشريعية مستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث