الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب : حرية المعتقد والفكر لا تعني حرية التخريب

التهامي صفاح

2014 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت الجريدة الإلكترونية المغربية هسبريس اليوم 11/12/2014 خبرا يتحدث عن حرية العقيدة في المغرب من خلال تقرير "" الاتحاد العالمي للإنسانية والعلمانية"" مصحوبا بصورة لشخص توحي من خلال هيأته بأنه شيعي .ولا ندري إن كان مغربيا أم لا (أنظر رابط الخبر أسفل المقال) .و قبل ذلك نشرت العديد من الصفحات على الفيسبوك بوستات تتحدث من خلالها عن حرية العقيدة بالنسبة للشيعة في المغرب وتقول بأنهم مضطهدين .
بطبيعة الحال حرية العقيدة هي حق دولي (المادة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية) .و المغرب صادق على هذا العهد و ضمن مواد الدستور المعدل في سنة 2011 لأول مرة مواد تتعلق بحرية الفكر و ضمان ممارسة الشعائر الدينية لكل شخص (بصفة شخصية) و مناهضة و منع التمييز بسبب المعتقد و غير ذلك من الخطوات التي تتعلق بحرية الأفراد الشخصية .لأنه من الناحية العملية من المستحيل معرفة ما يعتقده الأفراد فعلا سواء إدعوا أنهم شيعة أم سنة أو غير ذلك .و سبق لمعالي الوزير الأستاذ أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإنسانية أن صرح بأن التشيع إذا لم يكن سياسيا فلا مشكل فيه .و يُعلم منه أن التشيع السياسي هو المشكل.و فعلا ، بعض الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها سنة 2008 و حجز أسلحة أدخلتها للمغرب من الخارج قصد القيام بأعمال تخريبية حسب ما ورد آنذاك في مؤتمرات صحفية لوزارة الداخلية المغربية كانت لها إرتباطات بإيران .ولا يزال منهم من يقضون عقوية السجن في المغرب.
و الناظر اليوم لأفعال حزب الله في لبنان ولجماعة الحوثيين المستأجرة من إيران والتي زرعت الرعب و الفتنة و زعزعت إستقرار اليمن وتحاول إبتلاع البلد كله بواسطة السلاح المستورد من إيران و المال الإيراني و المدربين الإيرانيين على طريقة حزب الله في لبنان يعلم ما يخبئه الإيرانيون لسكان المنطقة كلها .
إن شيعة طنجة المدين المغربية مثلا شاع عنهم في الأخبار أنهم شاركوا هذا العام 2014 في إحياء ذكرى الخميني في إيران .ولا يخفى على أحد أن هذه المشاركات تتعدى كون التشيع هو مجرد طقس من طقوس العبادة .إنه نوع من الإستلاب والعبودية لديكتاتور إيران خامنئي ذي الأفكار المتطرفة والإستعلاء الفارغ ونوع من الولاء لإيران و لمشاريعها التوسعية في المنطقة و ذلك بغسل دماغ الساذجين بأكذوبة " الدفاع عن المستضعفين في الأرض" التي لم تعد تنطلي على الأذكياء .و قد سبق لي أن حذرت من خطر التشيع منذ سنة 2010 عبر وسائل مختلفة عبر الأنترنيت.فالمتشيعين المغاربة لا يعرفون أن الإيرانيين يهيؤونهم للفتنة عبر معادات إخوانهم في الوطن و خوض حرب بالسلاح ضدهم و ضد بلدهم و مؤسساته خدمة لأطماع إيران المتعجرفة في المنطقة و نشر حلم ووهم ولاية الفقيه عبر العالم كله.إيران تحاول فصل المواطنين عن التربة التي تربوا فيها وجعلهم عبيدا وبيادق في يدها تفعل بهم ما تريد بما في ذلك إرسالهم للمقصلة. كم من مقاتلي الحوثي قتلوا في اليمن وغيره ؟ الكثير.و مصير حسن شحاتة المصري و رفاقه الذي قتلوا بالهراوات في مصر أيضا مثال مأساوي لما تهيئه إيران وشياطينها لكل هؤلاء المتشيعين الذين يريدون أن يجعلوا منهم قضية حرية عقيدة باطلة .
لابد للمرء العاقل أن يفضل الخبز والشاي في بلده الأم على أموال إيران العدوة حقيقة بأفعالها الخسيسة تجاه المنطقة و سكانها .
لذلك فالتشيع إذا كان شخصيا لناس مسالمين فمن يستطيع منعه ؟
لكن حمل السلاح ضد البلد للتخريب فهذه ليست حرية عقيدة .إنها حرية تخريب.
ومهما كانت الجهة التي تحرك هذه الفقاعات الهوائية الباطلة قانونا بالنسبة لبلد مهم كالمغرب من بلدان شمال إفريقيا ذات الجذور الإفريقية و المساحات المسترسلة حتى دولة جنوب إفريقيا والرأس الأخضر كدعامة قارية جنوبية لا تتوفر عليها إيران ،إذا ما وراء إيران غير البحر، لهو مدعاة للفخر والإعتزاز بالبلد المغربي المفروض أن ينزع من قلب كل متشيع الولاء لإيران و لشياطينه البشريين و يملأه بالولاء لبلده شمال إفريقيا .إنه بعد أرضي وتاريخي و طبيعي غني .هو مهد الحضارة في الحقيقة الذي خرج منه الإنسان نحو كل القارات .
لذلك فأي تقرير يتحدث عن الحرية لأي منظمة حول التشيع الجماعي ليس في المغرب وحده بل في كل شمال إفريقيا و الشرق الأوسط و الإنخراط في التدريب على السلاح في إيران أو غيرها هو في الحقيقة كلام عن حرية الجريمة والفتنة والتخريب و صنع الدولة داخل الدولة لا يجب إحترامه على الإطلاق بل رميه في المزبلة دون الإلتفات إليه أو الأسف عليه .
أملنا أن يعود المغرر بهم لحضن شمال إفريقيا الأم التي ربتهم بغض النظر عن الوجهة الفكرية التي يختارونها .المهم أن لايكونوا بيادق في يد أحد .الحرية تعني أولا الإستقلال عن أي جهة مهما أغرت بالمال أو الجاه أو غير ذلك .فسقوط الإنسان يبدأ حينما يسمح للآخرين بتحديد مصيره عوضا عنه ونقول لهم بإختصار قول العلم الحديث الذي لا مزاح فيه أن العقيدة الشيعية من بين عقائد أخرى باطلة بالدليل والبرهان .

رابط الخبر في موقع هسبريس:
http://www.hespress.com/regions/248872.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان