الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرزوقي : عزلة ميدانية وسياسية وارتباك في التعاطي مع نتائج الانتخابات

نورالدين المباركي

2014 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاثة أحداث لافتة يوم أمس في الحملة الانتخابية للسيد المنصف المرزوقي ، الأول ، شعار "ديقاج"(ارحل) الذي رفعه في وجهه أهالي مدينة سليانة ، والثاني موقف الجبهة الشعبية التي دعت الى " قطع الطريق" أمامه للوصول الى قصر قرطاج ،والثالث التنبيه الذي وجهته له الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على خلفية تصريحه " ان فوز المرشح الثاني لن يكون إلا بتزوير ألانتخابات".
هذه الأحداث تبين حالة العزلة الميدانية والسياسية والارتباك في التعاطي مع نتائج الانتخابات ، رغم تأكيد ادارة حملته الانتخابية أن السيد المرزوقي تحول الى " ظاهرة" نظرا للدعم الشعبي الذي يلقاه ، وتأكيده هو أنه سيقبل بنتائج الانتخابات مهما ايجابية او سلبية.
في مدينة سليانة ، اضطر السيد المرزوقي لقطع مداخلته بسبب احتجاج المواطنين ورفعهم شعار " ارحل" ، ومدينة سليانة هي المدينة التي واجهت قوات الأمن ( في فترة حكم الترويكا) ابناءها باستعمال " الرش" عندما احتجوا ونزلوا للشوارع مطالبين بحقهم في التنمية ، دون ان يُسمع صوت للسيد المرزوقي ( الحقوقي) يندد بهذه الأحداث التي مازال عدد من شباب الجهة يعاني منها الى اليوم.
شعار" ارحل " هو بمثابة الموقف من تجربة الحكم للسيد المنصف المرزوقي وتحالفه مع حركة النهضة ، تجربة الحكم التي يتعمّد دائما تجاوزها في حملته الانتخابية ، وإن تعرض لها فإنه يحاول التملص من مسؤولياته ، تحت عنوان " خاطيني".
أمس ايضا أصدرت الجبهة الشعبية موقفها من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية ، الذي تضمن " قطع الطريق" أمام المنصف المرزوقي للوصول الى قصر قرطاج.
موقف هذا الائتلاف الحزبي الذي استند أيضا الى تجربة الحكم الفاشلة للترويكا ، جاء ليُبيّن حالة العزلة السياسية التي اصبح عليها السيد المنصف المرزوقي ، فرغم تاريخه النضالي و الحقوقي و السياسي الذي يذكّر به في كل مناسبة ، فإنه لم يستطع أن يضمن دعم العائلات الفكرية والسياسية في تونس ، بما في ذلك تلك التي كان معها جنبا الى جنب في النضال الحقوقي و السياسي .
لم يتمكن السيد المرزوقي من كسب تأييد كل حركة النهضة التي مازالت منقسمة على نفسها بين داعم له وبين رافض ، ولم يتمكن من كسب تأييد مكونات الجبهة الشعبية ذات المرجعية اليسارية ، كما لم يتمكن من كسب تأييد التيار القومي في تونس بشقيه الناصري و البعثي ، رغم تحريكه لوتر اغتيال الزعيم صالح بن يوسف .
الحدث الثالث الذي سجل أمس ، هو التنبيه الذي وجهته له الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على خلفية تصريحه " ان منافسه ان فاز فسيكون ذلك من خلال التزوير" .
الهيئة اعتبرت هذا التصريح تشكيك في نزاهتها وفي العملية الانتخابية قبل أن تقع ، لكن سياسيا ، هذا التصريح هو رفض مسبق لنتائج الانتخابات ن وفتح البواب من الآن للاحتجاج على نتائج الاقتراع وادخال البلاد في دوامة اللاستقرار ، وهو مسار خطير لكنه يحقق أهداف السيد المرزوقي في البقاء في قصر قرطاج مهما كان الثمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون