الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيار شعبى يحقق الوحدة الوطنية

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2005 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الدعوة التى اطلقها المحامى عبدالله هاشم رئيس التجمع الوطنى الديمقراطى فى مجلس بوزبون من أجل قيام تيار شعبى سياسى بهدف خلق وحدة وطنية حقيقية واستقرار سياسى واجتماعى وامنى بشكل كامل وجذرى فهذه الدعوة لها ضرورات اصبحت تؤكد نفسها يوماً بعد اخر فالاحداث السياسية المحلية المتتالية والتى باتت تشكل خطرا على الاستقرار السياسى والاقتصادى لم تتوقف مند المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين عند مركز احمد الفاتح وصولاً الى التهديدات باسقاط قانون الجمعيات السياسية وهم يعلمون ان هذا القانون قد صادق عليه المجلس الوطنى فكان هذا الاسقاط هو للمجلس الوطنى اكثر منه للقانون ووصولاً الى الاستعانة بالاجنبى كما هو الحال فيما تسمى ندوة لندن فلم يكتفوا بهذا الكم الهائل من الندوات فى البحرين فاصبحنا بحاجه الى لندن لشرح وجهة نظر تخالف الدستور والقانون وتطالب بدستور سابق وهو 73 وهو دستور لم يطبق اساساً، حتى وصلت الامور ببعض الشخصيات والرموز السياسية الى التشكيك فى المشروع الاصلاحى ضمن قناعة هؤلاء بنظرية المؤامرة .
فهذه الاحداث هى تؤكد من جانب اخر صحة دعوة هاشم الى ان يكون للمعارضة قطبان فى البحرين وهى تؤكد ايضاً ان الاستقرار السياسى لن يتحقق فى ظل هيمنة تيار الاسلام السياسى الشيعى السائد وغياب التيار السياسى الاخر الموحد مرجعياً وسياسياً ويكون له مواقف واضحة اتجاه هذه التجاوزات بحق الوطن وهى تؤكد ايضاً على ان هذه التحالفات بين تيارالاسلام السياسى الشيعى وبعض الجمعيات الصغيرة هى لاتعبر عن وحدة وطنية بل تبعية سياسية فالجمعيات الصغيرة لاتمثل تلك القطاعات الكبيرة التى تحدث عنها هاشم فى الندوة كما ان القرارت المنفردة والمصيرية التى تتخذها مرجعية ذلك التيار بدون استشارة هذه المجموعات الصغيرة يوضح حقيقية هذه العلاقة ومدى احترامه لهذه التحالفات الشكلية وليرجع المواطنون الى مسيرة سترة وانتخابات طلبة جامعة البحرين والانتخابات البلدية السابقة وما يحدث الان فى انتخابات بعض النقابات ، فالتوازن المفقود يوجده ذلك التيار الشعبى الذى دعا اليه هاشم فهو عن طريق التوازن السياسى سيحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي. .
فتيار الاسلام السياسى الشيعى هو احد قطبى المعارضة وله وجهة نظر معروفة أتجاه الدستور والمجلس الوطنى والعديد من القضايا منها قانون الاحوال الشخصية والاوقاف الجعفرية ، ولكن التيار الاخر الموازى الذى عليه ان ينفض الغبار من فوق ثوبه وهو التيار الشعبى الذى يمثل قطاعات واسعة من شعب البحرين تعادل النصف مازال بعيداً عن الحراك السياسى العام وهو يمتلك وجهة نظر اخرى تحتاج الى الظهور الى العلن وهى تختلف عن الخطاب السياسى للتيار الاسلامى الناشط حالياً ولذلك فمن المفترض ان لا تبقى وجهة النظر الاخرى حبيسة الافواه او الادراج . .
فوحدة التيار الشعبى من المخلصين أصبحت ضرورة تؤكدها الاحداث المحلية والدولية وبالتالى فان بعد قيام هذا التيار ليس من حق احد ان يتحدث بمفرده عن شعب البحرين فالنصف الاخر سوف يكون له راى واضح وموحد ، فاذا كان الشعب بمكوناته الطائفية والمذهبية والسياسية يتفق على ضرورة ايجاد حل لمشكلة الاسكان والبطالة وضبط عملية التجنيس ولكنه فى المقابل يختلف فى موضوعات حيوية عديده منها التعديلات الدستورية وقانون الجمعيات السياسية وقانون الاحوال الشخصية ، وبالتالى فان محاولة الاستفراد بهذه المسائل المهمة واعطاء وجهة نظر باسم شعب البحرين هو كلام غير دقيق وغير صحيح ولكن هذا يحدث اليوم نتيجة غياب تيار النصف الاخر من المناطق التى غيبت عن العمل السياسى سابقاً لفترة طويلة .
فالتطاول فى المواقف وتجاهل الاخرين هو نتيجة فقدان الساحة السياسية لهذا التيار فاذا كان تيار الاسلام السياسى الناشط حالياً يرغب بتعديلات دستورية فان عليه ان يضع فى اعتباره ايضاً ان النصف الاخر من الشعب قد لا يراها الان ضرورية ، واذا كان يعتقد بعدم مرور قانون الاحوال الشخصية على المجلس الوطنى فان عليه ان يعرف ان النصف الاخر يوافق على تقنيين الاحوال الشخصية من خلال السلطة التشريعية ممثله فى المجلس الوطنى ، واذا كان لا يرى فى قانون الجمعيات السياسية تقدماً للحياة الحزبية فى البحرين فان هناك القطاعات المغيبة التى تعتقد ان هذا القانون هو اول قانون للاحزاب فى مجلس التعاون الخليجى وهو انجاز فالأول مرة فى البحرين يصبح العمل السياسى علنى ويكفله القانون وهو انجاز للمشروع الاصلاحى .
ولذلك فان هذا التباين فى المواقف والاراء لا يعطى الحق لاحد فى اصدار مواقف باسم المعارضة او باسم الشعب ومن هنا تاتى اهمية ندوة هاشم فى المحرق فهى وضعت النقاط على الحروف وقال الحقيقة التى يتجاهلها البعض عن عمد او نتيجة ضعف سياسى وتنظيمى او يرفضها بقصد عدم المزاحمة السياسية وليبقى الحال على ما هو عليه .
ومن يرغب فى بقاء الحال على ما هو عليه يعنى يرغب ان تبقى البحرين تحت مصير قوة سياسية واحدة مهيمنة تعمل ما تشأ من زوبعات واخلال بالامن وقت ما تشأ فالراى الاخر غائب .
ولكن هذا لن يكتب له النجاح فكما فشل خيار الحزب الواحد فى الحكم ( دكتاتورية الحزب الواحد ) وتساقطت تلك الانظمة فان دكتاتورية المعارضة سوف تسقط ودكتاتورية الحزب الواحد المعارض سوف تسقط خصوصاً اذا كانت هذه المعارضة الاحادية تنطلق من وحدة الطائفة وليس الوطن واصبحت تهديداتها ومسيراتها البائسة تهدد النمو الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى فهى تطال جميع المواطنين ولذلك فان النصف الاخر سوف يتحرك بارادة موضوعيه وبناءً على دعوة هاشم التى اوجدة الصحوة فى صفوف النصف المغيب ليتوقف هذا العبث السياسى والذى اصبح يطال الجميع من مختلف الطوائف .
ولماذا يشطط البعض من السياسيين غضباً من دعوة نصف المجتمع الى النهوض ؟ فاذا كانوا سابقاً ايام قانون امن الدولة كانوا يطالبونهم بالنهوض والان يرفضون فهل العمل السياسى حق لمناطق دون مناطق اخرى ؟ ولكنها روح الاستحواذ الطائفى مازالت تهيمن وتعمل على اقصاء الاخرين ولكن هذه المرة لن تستمر طويلاً ، فوحدة القوى فى مناطق الرفاع والحد وعراد والبديع والزلاق سوف يولد تياراً شعبياً قوياً لن يتجاوزه احد فى المستقبل لابرسائل ولا بتعيين اماماً للامة بينما نصف الامة غائب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-