الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرجوا من الباب ليعودوا من الشباك

طاهر مسلم البكاء

2014 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عام 2011 خرج الأمريكان من العراق بعد تنظيرات اوباما الأنتخابية والتي وعد فيها الشعب الأمريكي بأنه لن تكون هناك حروب ،وانتهت حقبة خسرت فيها امريكا،وفق بياناتها 4474 قتيلا و33 ألف جريح ، وأنفقت حوالي تريليون دولار ،ومع ان اوباما حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2009 ومع انه ليس دموي بالقدر الذي كان عليه آل بوش من قبله ،وحاول ان يثبت للمتشككين انه يستحق الجائزة فعلا ً،ولكنه لاحقا ً دفع كرها ً الى سلوك ذات النهج وخاصة من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية والذي له صولات مشهودة مع رؤساء امريكا من قبل ،سواء بتأثيره على سير الأنتخاب الرئاسية أو في مراحل ممارسة الرؤساء لمهامهم الرئاسية كما حصل لنيكسون وكلنتون ومن قبلهم جون كنيدي .
الرغبة الصهيونية :
كانت الرغبة الصهيونية ملحة في تدمير العراق وجيشه وكانت مكشوفة للعالم وبوضوح ،فبأعتراف سكوت ريتر رئيس طاقم التفتيش على الأسلحة العراقية ،انه زار فلسطين المحتلة سرا لأكثر من مرة واجتمع مع الصهاينة لتنسيق المواقف بأتجاه الوصول الى النتيجة التي وصلتها امريكا في تدمير العراق، كما يكشف ريتر عن إخفائه المساعدة الإسرائيلية عن معظم زملائه وعقده لقاءات ســرية وتورطـه في عمليات حكومية ســرية لل( سي آي ايه) و( دلتا فورس ) . واستمرالصهاينة العمل لتخريبالعراق وعدم اعطاءه الفرصة للنهوض من كبوته كلما كان ذلك ممكنا ً ،وكان عملاء الصهاينة يجوبون الأرض العراقية تحت اسماء وشخصيات مختلفة بعد ان فرغ الجو لهما وطاب المقام !
واستمر التأثير الصهيوني في هذا الأتجاه وبقوة حتى بعد ان حل بالعراق ما حل ، وما تكالب الأرهاب، وعصابات داعش سوى مبتكرات صهيونية بتلاقح وتنسيق مع الأفكار الوهابية المتطرفة مستغلة تقارير عملائها في العراق التي كانت تسجل بعض الهنات التي تحصل في الداخل العراقي بفعل الولادة الفتية للدولة العراقية ،كما كان هذا التنسيق مسببا ً رئيسيا ً في اثارة الفتنة الطائفية وارتفاع الأصوات النشاز التي تطالب بتجزءة العراق الى طوائف ومذاهب متصارعة لاتقوم لها قائمة بعد ذلك ،وبالتالي يكونوا قد تخلصوا من كابوس الجيش العراقي الى الأبد .
امريكا ستخسر كل شئ بأنقيادها للصهاينة :
كان على الولايات المتحدة الأمريكية بعد اعتلائها سيادة العالم وخاصة بعد انهيار الأتحاد السوفيتي ان تعمل بما يخدم مصالحها ومصالح شعبها وان تحقق السلام والعدل في العالم بما يطمئن دول العالم للتعامل معها،وخاصة منطقة الشرق الأوسط والتي تؤثر في سلام ورخاء العالم بأسره .
ولا تزال المنطقة تمر بحالة اضطراب وعدم يقين، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ما سمي بثورات الربيع العربي، في ظل معاناة الشباب من البطالة، وتدهور الأحوال الاقتصادية، والتنمية غير المتوازنة، مما أسهم في تأجيج التحديات التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها وولّد حالات من اليأس ، غير ان ما حصل بعد تفرد امريكا،وكنتيجة للأنقياد للأفكار الصهيونية والتأثر بضغط اللوبي الصهيوني فيها ان انقضّت امريكا في منازلات غير متكافئة مع دول لاتوصف من عدادها عسكريا ً وهي بحق منازلات مخجلة وتوصم كعار في جبين الأمبراطورية التي تسيدت العالم ،فلا افغانستان ولا العراق من عدادها عسكريا ً ،ولم يكن للبلدين اي تأثير على الشعب الأمريكي ،ولكن النتائج كانت كارثية لاحقا ًعلى جيش امريكا وهيبتها واقتصادها ،وكان يمكن لها ان تكسب هذه الدول وغيرها بعلاقات اقتصادية متبادلة وكان يمكن لها ان تثبت ركائز قوية ودعامات من المصالح وعلاقة حسنة لاتتأرجح، كما اصبح حال العلاقات الأمريكية مع هذه الدول ،وتأثر سمعة امريكا الدولية مما جعل دول العالم تبحث بقوة عن الموازنة الدولية في تحالفات دولية اشتركت فيها دول مؤثرة في الساحة العالمية،ستؤثر مما لاشك فيه على حالة انفراد امريكا،وتقلل من عمر الأمبراطورية الحالية ، بعد ان استشعردول العالم الخطر الأمريكي الزاحف الذي يريد كل شئ في العالم له وحده .
العودة ثانية للعراق بطريقة خاطئة :
كما كان ولوج العراق اولا ً خاطئا ً لم يتمكن فيه الأمريكان من كسب الشعب العراقي وتفهمه ،وخاصة بعد اهمال عملية البناء والتنمية ،والترويج للتمذهب والطائفية فاسحين المجال لتقسيم البلاد ،وحصول انتكاسة نفسية لدى المواطن الذي كان يتوقع النمو والرخاء والأزدهار ،مما ادى الى تفاقم المقاومة واشتداد الصراعات ،لقد كانت الحكومات العراقية في العهد الأمريكي غير عابئة بالتنمية الداخلية واهملت الصناعة والزراعة والفعاليات الأخرى وبقيت سلة العراق معتمدة على النفط ،وبسبب الفساد لم تستفد من السنوات التي ارتفعت فيها اسعاربرميل النفط الى ارقام قياسية وصلت الى 148 دولار ، وفهم المواطن العراق ان امريكا لاتريد العراق الا ّ وفق الرؤية الصهيونية ،وبالتالي فأن عودتها ثانية بثوب داعش لن يغيير شيئا ً من سمعة امريكا في العراق ،ورغم حذرها الشديد هذه المرة ،حيث تقدم رجل وتؤخر أخرى ورغم عدم وضوح اهدافها للعراقيين فأنها ستخسر ثانية في العراق لأنها تعمل وفق الرؤى الصهيونية ولا تريد ان تفهم العراق وماذا يريد العراقييون فتكسبهم اصدقاء بدون طائرات وصواريخ .
ان شعب العراق شعب مسالم ويحب السلام ويمتد تاريخه الى اعماق سحيقة من التاريخ المكتوب للبشرية ، وبالتالي فهو يريد مصالحه بعيد عن الدسائس والفتن والأحتلال المتكرر ،وسيرحب ترحيبا ً عاليا ً بعودة الأمريكان في حالة اذا كانوا على شكل شركات استثمارية ومستشاريين اقتصاديين ،للعمل على بناء ما خربته الحروب الأمريكية وما لحقها ، ولن تنجح سياسة الحروب واثارة الأطراف العراقية على بعضها خصوصا ً وان الوقت ليس في صالح امريكا الآن حيث ان هناك بوادر بروز اقطاب دولية مؤثرة على الساحة العالمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقه
فريد جلَو ( 2014 / 12 / 12 - 22:47 )
لقد حصل الامريكان البصمه بالعشر اصابع من العراقين الذين شاركوا في مؤتمر لندن لغزو واحتلال العراق فأستبدلوا الدكتاتور الفاشي بالاحتلال الاجنبي وتمخض عنه عراق اليوم لان مؤتمر لندن حضره سياسيون وان لم ينتموا مثلوا العراقين بعد ان اخذوا منهم وكاله عامه مصدقه لدا كاتب العدل الامربكي

اخر الافلام

.. ملامح حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل؟ | المسائية


.. بأول تصريح له.. بزشكيان يؤكد أنه -سيمد يد الصداقة للجميع-




.. بعد تقارير عن -انفراجة-.. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات اله


.. فرنسا تدخل مرحلة الصمت الانتخابي عشية الانتخابات التشريعية ا




.. جو بايدن يتشبث بموقفه ويؤكد أنه الأنسب لهزيمة منافسه ترامب