الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة جسر الأئمة .. من يتحمل مسؤوليتها

طارق الحارس

2005 / 9 / 3
حقوق الانسان


وجدت اليوم أنه من الحكمة أن نهنىء أعداء العراق من أتباع النظام السابق والزرقاويين بعد أن حققوا انتصارا كبيرا على جسر الأئمة ، إذ قتلوا المئات من أبناء شيعة العراق .
وجدت أنه من الحكمة أن نعترف بهزيمتنا في هذا اليوم ووجدت أنه من الحكمة أيضا أن نقول أن أعدائنا يقاتلون بشراسة ووحشية منقطعة النظير من أجل استرداد الملك الذي ضاع منهم .. من أجل السلطة التي تعودوا عليها منذ مئات السنين ، تلك السلطة التي أزاحها منهم الجيش الأمريكي في غفلة من الزمن وسلمها على طبق من ذهب الى أعدائهم الشيعة ( الكفرة ) ، الشيعة ( اللطامون ، البكائون ) . الشيعة الذين لم يستوعبوا الدروس والعبر بالرغم من المآسي الكبيرة التي تعرضوا لها حتى في زمن قيادتهم للسلطة . نقول الشيعة الذين استلموا السلطة على طبق من ذهب بالرغم من نضالهم الكبير ضد الطغاة ، لكن الحقيقية التي يجب أن تقال هي أن هذه التضحيات لم تزحزح النظام السابق من سلطته.
لم يستوعب الشيعة درس استشهاد رمزهم الكبير محمد باقر الحكيم ومعه العشرات من الأبرياء فقد مر هذا الدرس مرور الكرام بالرغم من وقوعه أمام ضريح امامهم علي بن أبي طالب ( ع ) . ماذا فعلوا ازاء درس مجزرة الحلة التي سقط فيها أكثر من مئتي شهيد .. ماذا فعلوا ازاء درس مجزرة المسيب .. ماذا فعلوا حينما قتلوهم في مساجدهم وفي مدنهم المقدسة . ماذا فعلوا ازاء كل هذه الجرائم البشعة .
لابد لي من أن أشير هنا الى أنهم أبطال على بعضهم البعض وآخر الأمثلة حرق مقرات بدر من قبل جيش المهدي فبعد الاعتداء على مكتب الشهيد الصدر من قبل مجموعة من أهل النجف تحرك جيش المهدي بقواته ( البطلة ، الشجاعة ) ليحرق عشرات من مقرات منظمة بدر في بغداد والمحافظات الجنوبية ليثأر من الجريمة ، من المجزرة التي أرتكبت بحق جدران مكتب الشهيد الصدر بالنجف . .
وجدت ، اليوم أنه من الحكمة أن نضع النقاط على حروفها الصحيحة وأن نعلن بوضوح أن أعداء العراق لا يتحملون وحدهم مسؤولية قتلنا فنحن أيضا نتحمل هذه المسؤولية . نتحمل هذه المسؤولية بسكوتنا الذي وصل الى حد بتنا فيه ننتظر وقوع الجريمة لنقوم بدورنا الذي تعودنا عليه منذ مئات السنين وهو النحيب واللطم على أرواح شهدائنا .
وجدت أنه من الحكمة القول أن جريمة جسر الأئمة التي تجاوز ضحاياه الألف تتحملها مرجعياتنا الدينية التي لم تمنع ب ( فتوى ) تجمع الناس بهذا الشكل في ظل الظروف الأمنية المتدهورة . نعم ، كان لابد من أن تمنع مرجعياتنا تجمع الناس بهذه الطريقة مادامها تعرف جيدا أن الأعداء يتربصون لنا ويخططون بدقة لقتل أكبر عدد منا . كان لابد من أن تطلب مرجعياتنا من الناس تأجيل الحصول على ( الأجر والثواب ) من زيارة الامام موسى الكاظم ( ع ) هذا العام خوفا على أرواحهم الغالية مادامت الحكومة غير قادرة على المحافظة على أرواحهم .
أ لم يحصل ذلك في عهد النظام السابق !!. أ لا تبرر المحافظة على أرواح الناس مثل هذه الفتوى !!.
نحن هنا لا نزايد في علمنا ومعرفتنا المرجعيات الدينية فهي أعلم منا بمسافات طويلة ، لكننا نضع هذه الحقيقة أمامهم لأننا نخاف من القادم ومناسباتنا الدينية ( والحمد لله ) كثيرة . أيضا لا ندعو الى توقف ممارسات الشعائر الدينية ، لكننا نطالب بتأجيلها الى أن نشعر بالأمان أو بممارستها بطرق أخرى .
وجدت من الحكمة القول أن الحكومة الحالية تتحمل جزءا من المسؤولية.ليست مسؤولية هذه الجريمة فحسب ، بل الجرائم الوحشية العديدة التي حصلت في ظل قيادتها للدولة ( جريمة الحلة ، المسيب ، كراج النهضة ) فهذه الحكومة كانت قد وعدتنا بخطة أمنية محكمة ستقضي على الارهاب والارهابيين ، لكن واقع الحال يشير الى أن الجريمة لم تنته ، بل زادت وحشية . نحن نحملها جزءا من مسؤولية هذه الجريمة بالرغم من الجهد الكبير الذي قامت به لأن واقع الحال يشير الى أن المجرمين تمكنوا من اطلاق هاوناتهم على زوار المرقد ووزعوا سمومهم على المواطنين وتمكن عدد منهم من نشر الشائعة التي تسببت في كارثة الجسر وأيضا بسبب اجراءات التفتيش البدائية التي تسببت بزخم كبير على الجسر .
وجدت أنه من الحكمة القول أن المواطنين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية ، إذ أنهم لم يتعظوا من دروس القتلة الذين بات واضحا أنهم يعدونهم العدو الأول لهم وكان عليهم عدم الخروج بهذه الطريقة .
يقول بعضهم أن الذي دفعهم للخروج بهذه الطريقة هو دافعهم الديني المتمثل بحب آل البيت وتحديهم للأعداء . لكن جاءت المعادلة على حساب أرواحهم وأطفالهم ونسائهم .
نحن نتفهم قضية حبهم لآل البيت وممارسة شعائرهم الدينية ، ان كنا معها أو ضدها ، فلكل مذهب شعائره الخاصة التي يجب أن تحترم ، لكننا نقف ضد قضية تحدي الأعداء بهذه الطريقة ، إذ أن العدو هنا غير منظور فهو يأتي كأي شبح ليفجر نفسه وسط جموع الناس وهذا يعني أنه ليست هناك مواجهة حقيقية بينهم وبين أعدائهم فأين هي روحية التحدي ؟
ربما أن هناك بعض الجهات الأخرى تتحمل مسؤولية مجزرة جسر الأئمة ، لكننا أشرنا هنا الى الجهات المعنية الحقيقية بأمر المواطنين الأبرياء الذين ذهبوا ضحية هذه الجريمة والجرائم السابقة واللاحقة أيضا .
ان مجزرة جسر الأئمة لن تكون الأخيرة فهل سنتحمل المسؤولية بشكلها الحقيقي لنتجنب وقوع مجازر جديدة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كنائس دير الأحمر في بعلبك تأوي النازحين من الحرب في لبنان


.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف




.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان


.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي




.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا