الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات صامتة 3

حنان علي

2014 / 12 / 13
الادب والفن


اعتراف جاء على منصة المساء , جاء حتى يُقل كل خلجاته ويُخفف عن نفسه ويكون شفافًا ويُعبر إلى ضفة الأمان , إلى متى ابقى ألوذ واطوف واجول بين القلم والورق وارسم اللوحات واحدة تلو الأخرى , إلى متى وأنا أموت بين الجدار والنافذة والستار , إلى متى وأنا أكون بلحظات ولا أكون بغيرها , أتلاشى واتبعثر واتكون من الفراغ , كم مرة أعلنتُ الانغلاق على ذاتي على صلاتي على وسادتي التي لطالما كانت أكف ناعمة على خدي تزيل الدمع عني , في أكثر الاحيان تضيق بي الدنيا بما رحبت وتختزل في غرفة تكون هي ملجأ صغير يضم كل احلامي الكبيرة منها والصغيرة , ومرات كثيرة أردد كفاكِ أحلامًا لا تتحقق , النخل يعيش طول عمره مع السعف وما التمر فيه إلا لحظات شغف وفرح .
الذي هو خلف الابواب الموصدة حر كطائر أو كحمامة سلام لا تأتي لأماكن يصخب فيها الضجيج وتقتل بروحها نبض الحياة , هو حر بلا قيود يحلق عاليا من أجل الحياة ليعيشها بعد هذا العناء بسلام و راحة , لا تقيده بقيودكِ يا فتاة وكوني له الدعاء من بعيد فقط , ولا تتعدي الحدود أو تحاولي الخروج على كل العهود , كوني كما أنتِ على طبيعتكِ ولا تلبسي قناع العشق فهو لا يليق بكِ , هكذا يجب أن تكوني ولا خيار أخر .
لا تناقضي عهدًا بُرم أو كلمة قيلت في أيام خلت و ما عادت ترجع , تهيئي ليومٍ لا مناص منه , وكوني أقوى , فتاتي الصغيرة ناجي بصوت منخفض جدائل المساء وبخيال خصب عانقِ السماء , يومًا ما ستكبرين وتتغيرين كثيرًا حتى وجهكِ البريء وملامح جسدكِ وباطن أفكاركِ في الوعي ولاوعي تتغير , كفي عن كل شيء ولا تحلمِ , كوني واقعية بل وجدًا حتى لا يحن وقت غروب شمسكِ الذي لا فجر بعده .
الناسُ من حولكِ يتهامسون على نظراتكِ الشاردة وبأنيكِ يلتذون , فتاتي أنتِ اعترافي لهذه الليلة الهادئة , ليس عيبًا أن تعشقي لكنه محال , ليس خطأ أو ذنبًا ارتكبتِ بسماحكِ دخول رجلًا لحياتكِ , ليس جريمة ارتكبتِ حينما قلتِ أن عيناه موطنكِ وسراجًا منيرًا لكِ , فتاتي لا تحزني ولا تذرفي الدمع وافرحي , لا لم ولن تخويني نفسكِ فأنتِ فتاتي الصغيرة الحنونة على كل من حولكِ , لكن رجاءي منكِ أن تطيلِ الصمت فلا أحلام ولا أمنيات ولا مخاوف تدوم كل شيء إلى التغير يكون .
نعم ؛ أعلمُ أن بذكريات الماضي تروين شوق اليوم , والفرحُ لا يطيل عندكِ والحزن لا يخرج منكِ , فلتمارسِ طقوس حبكِ من دون ارتجاف ورعشات تجعلكِ تذوبين معها , اوعديني بأن يتخللكِ السلام والسكينة , ولا تملئي أركان الغرفة بصخب النداء , كوني أنثى لا طفلة .
الواقع ليس كالخيال ليس كالكتابة كل يوم , الواقع هو واقع يا فتاتي الأنثى , كل اعترافاتي هي ملاذي للأيام القادمة حين يشتد وطئها على قلبي أختبَ ورائها وألوذ فيها .
أغفر لي هذا المساء
نأيي عنك
فقد دعاني الكل مني لبعضي
كي أعزف لحني
كلما طال المساء
ودقت أجراس الغروبِ بالأفول
وتراقص الشجر على وقع الريح
دعاني حتى تبدء معزوفتي
بافتتاح عزف يردد اسمك
والكل حضور إلا أنت
والكل يطرب على موسيقاي ما عداك ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو