الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقع كولمان 24 :شمال إفريقيا والمملكة المغربية والصحراء الغربية وسؤال المصير

بوجمع خرج

2014 / 12 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


تعرف المملكة المغربية هذه الأيام حملة ذكية تستهدف الشخصية المغربية من خلال موقع إليكتروني يحمل اسم » المخزن كريس كولمان 24 « (https://twitter.com/chris_coleman24 ) ينشر وثائق بالغة الحساسية تمس المملكة حتى في قيمها المقدسة وصور مشوهة للعائلة الملكية .
إن المتتبع لأنشطة وأسلوب هذا الموقع الذي وصف بـ"سلودن المغرب" قد يتبين اه أنه ليس غربيا على مستوى الشكل من خلال ملاحظة الإخراج والمنهجية وبعض التعابير المكتوبة على بعض الصور ومداخلات حامل رمز الموقع... ولكنه في الوثائق التي ينشرها لا يمكنه أن يكون مغربيا بمعناه أنه موقع وضع تحت تصرف مجموعة أشخاص مغاربيين منخرطين في مشروع معين يستهدف المملكة وليس فقط جزائريون كما لوحت بذلك الدبلوماسية المغربية بعد صمت طويل, ربما رغبة من المخابرات المغربية في تمويه معين, علما أنه يتبين جليا أن من بينهم مفرنسين بشكل كبير من خلال الترجمة التي تحملها بعض كتابات المشرفين على الموقع بل وحتى بعض الوثائق.
وعموما يمكن القول أن الذين يتولون تدبير هذا الموقع يرفضون المملكة في ما هي فيه تحت سيطرة مجموعات جعلتها لذاتها توظفها بما علمه العالم, هذا إن لم يرفضوها جملة وتفصيلا, ومنه يجوز الاستنتاج أن الحدث عبارة عن ردود أفعال قد تكون استعدادا لعودة جديدة لأحداث معينة ربما قد تكون أفشلت في ما سبق أو أجهضت أو لم تكتمل, وفي هذه الحالة قد تتسع ملونة الفاعلين من العسكرية إلى المدنية المجتمعية.
وللتوضيح, إن هذه الحقيقة المفترضة لا تعني بالضرورة أن عملية كريس كولمان 24 تبقى خارج الحركية الشمولية التي انطلقت في أصلها من حادثة "كديم إزيك" بالصحراء الغربية والتي امتدت إلى مدبنة سيدي إفني (من المستعمرات الاسبانية) لتأخذ عنوانا في صناعة الأحداث الدولية ربيعا عربيا. وللإشارة لقد كان حدث "كديم إزيك" وراء تأخير إخراج المذهب الدفاعي للحلف الأطلسي- الذي ساهمت فيه الجزائر بـ اثنا عشر فكرة- بدليل أن الأوربية الأولى السيدة "كريستين آشتن" أشارت إليه في مقدمة افتتاحها لاجتماع كان قد خصص لدراسة توجهات الحلف الأطلسي, وهو ما يعني أن حدث "كريس كوليمان 24" لا يخرج عن النسق الدولي العولمي بل قد يكون فيه كم عملاء أجانب من هيئات كبرى بما فيه الأمم المتحدة لهم تأثير في الشأن الدولي كانوا متواطئين مع المعنيين المغاربة ربما خافوا على أنفسهم منذ ظهور علامات ساعة المجال الشمال إفريقي التي انتهت برسم وسط الرقعة الشطرنجية في شمال مالي, أو بإرادة منهم تحولوا إلى شركاء في اللعبة مقابل روتوشات في ما ينشر والذي قالت في شأنه الدبلوماسية المغربية أن وثائقه غير أصلية بما سبب لها ردود أفعال قوية في إصدار وثائق أكثر مصداقية.
وعموما على خطورة الحدث يمكن القول أنه لازال في حدود الإنذار وتنبيه ضمني يدعو المملكة المغربية للأخذ بالاعتبار جدية المصير الشمال إفريقي والعودة إلى مضمون الخطاب الملكي الأخير الذي ألقاه يوم 06-11-2014 والذي وجه فيه انتقادات هير مسبوقة لعدد من الدول الكبرى والأمم المتحدة بشكل قد يكون غير المحسوب في قضية الصحراء الغربية بدليل الرد السريع الذي عبرت عنه الأمم المتحدة في مطالبتها السيد كريستوفر روس بمتابعة مهمته وكذلك السيدة بولدوغ التي تتولى مهمة تدبير شؤون البعثة الأممية بالصحراء الغربية (مينورسو) علما أن المغرب كان قد عبر عن رفضه لهما,كما أن الولايات المتحدة بدورها وجهت خطابا قويا للمملكة في شأن الإرهاب... ومجمله هو أن إشكالية الصحراء الغربية ستكشف عن حقائق خطيرة جدا تشمل التهريب على مختلف ألوانه والتلاعب بثقة الأمم المتحدة والمنتظم الدولي بما فيه الاتحاد الإفريقي...
و على ذكر هذه الأخيرة تجدر الإشارة إلى أنه ثمة ما سيخدم مصلحة جنوب إفريقيا والجزائر من داخل الاتحاد الإفريقي بحكم أنهما يرفضان حضور المملكة في الشأن الإفريقي من حلال المجموعة الإفريقية الأممية.
فهل يمكن للمملكة أن تتدارك الوضع وتسترجع ثقة كبار العالم بما فيهم من لهم يد في كريس كولمان 24 الذي بدء باستهداف الدبلوماسية المغربية التي تفقد قيمتها بتراجعها عن الموروث الدبلوماسي الحسن الثاني منذ السيد الطيب الفهري الفاسي أول سفير للمملكة في عهد الملك محمد السادس علما أنها تعتبر المرآة التي تعكس الواقع الداخلي للدولة؟
وإجمالا إن العالم على ما يكنه من احترام لتاريخ المملكة أصبح مقتنعا بأن الطبع الدبلوماسي والحكامي المغربي يبقى عاجز عن تغيير نفسه ليبقى متشبثا بثقافته التقليدانية المتقادمة وأسلوبه المناور المتجاوز بحيث أن تعيين السيد صلاح الدين مزوار على رأس وزارة الخارجية للمملكة المغربية والكاتبة الصحراوية المرافقة له والمحسوبان على حزب يعتبر نفسه أنه ليبراليا لم يقنع المجتمع الدولي في تحرير وزارة هي من أكثرهم تحديدا للمصير بين الأمم وقد شاخت تحت إشراف عائلات تناوبت عليها كما هو الحال في عدد من المؤسسات والمناصب الكبرى الهامة والتي لازالت تتحكم فيها من بعيد ومن قريب كما اتضح ذلك من خلال استضعاف السيد سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق المحسوب على حزب العدالة والتنمية الذي يتولى رئاسة الحكومة الحالية.
وعلى ذكر الحكومة الحالية التي في حاضرها أصبحت المملكة المغربية تتجاوز نصف رأسمالها الخام قروضا أشير إلى أن التقرير الأولي للمجلس الأوروبي حول التجارة الخارجية المغربية تضمن انتقادات قوية في ما يتعلق بالفساد وغياب مساطر إدارية واضحة وتلاشي الرغبة في الإصلاح. إنه تقرير يعتبر من النتائج الرئيسية لعملية التقييم التي يقوم بها الخبراء الأوروبيون في مجال التجارة الخارجية المغربية, وقد جاء فيه : “الفساد ليس فقط مشكلة وطنية بما يمس شرعية المؤسسات المغربية علاقة بسير اقتصاد السوق أو جودة حياة المواطن بل كذلك يمس صورة المغرب دوليا”.
إنها الصورة ذاتها التي يشتغل عليها موقع "المخزن كريس كولمان24"
وعلاقة بهذا يمكن القول أن أهم مؤشرات التقييم الغير القابلة للتشكيك في هذا الصدد هي أن وزارة الخارجية لم تتمكن من تغيير خطابها الذي أسقط المملكة في مستنقع الأزمة الصحراوية وأفقدها صوابها وهدوئها بما لم تنفع معه الحركة الدبلوماسية التي قال متزعموها أنها تستهدف العمق الإفريقي بترديدها تعبيرية "المغرب بوابة إفريقيا" علما أن الماكرو اقتصادي المرتبط بهذا المعنى في رسم عدد من الطرق الكبرى والسيارة والبنيات التحتية بالمملكة ما كان ليأخذ بعدا دستوريا لولا الدعم الغربي.
هذا الأخير (الغرب) اقتنع أن الحالة الذهنية الحكامية والتدبيرية بالمملكة لم يعد يليق بها سوى محاصرتها بطريقة متحضرة جد ذكية تمثلت في عدم التعامل معها بعد أن كان يقدرها بشكل متميز على الضفة المتوسطية دون تردد في الاجتهاد المتواصل لدعمها ولكن دون أن تظهر أية نتيجة لا في التوجه الاقتصادي ولا التنموي ولا المجتمعي ولا التعليمي ولا الحقوقي... وعلى سبيل الذكر في هذا الصدد ففرنسا مثلا تجرأت على توظيف الفيتو حتى في معاكسة مبادئها وقيمها معزة في الحفاظ على المملكة...لكن ولا شيء تغير ولو حتى خلق انسجامية أورو متوسطية كأضعف الإيمان, هذا علاوة على سوء تدبير المملكة للشؤون الصحراوية بما وقفت عنده كم منظمة دولية والبرلمان الأوروبي والولايات المتحدة وربما قد ينتهي بسحب فرنسا للفيتو الذي به كانت للمملكة قلعة لم تعد تليق حقوقيا رغم ما عرفته مدينة مراكش مؤخرا من احتفالية حقوقية.
ولعل ما يزيد استغرابا هو أن المملكة المغربية بدل وقوفها عند الإشارات القوية التي بعثها الغرب في كم من مناسبة عملت على تحدي المنتظم الدولي في ما أقره بالأمم المتحدة من توصيات حقوقية وذلك بطردها واعتراضها للمنظمات الحقوقية ومنعها من دخول الصحراء الغربية للوقوف على واقع الحكامة بها بما يعني الكثير في شأن فقدان المملكة هدوئها بانفعالية صريحة كما التي تضمنها الخطاب الملكي الأخير الذي حسم في القول "أن الصحراء مغربية وستبقى كذلك إلى الأبد..." كان أول ضحيته الأمم المتحدة التي أضاعها الأمل في التقدم إلى حل يليق بالأطراف المعنية, وكذلك فرنسا والولايات المتحدة بما قد ينزع الحق السياسي عن المملكة الذي اعترفت لها به محكمة العدل الدولية والذي به تدبر حاليا شؤون الصحراء الغربية.
وخلاصة لهذا قد يكون حدث كريس كوليمان 24 إنذارا توبيخيا للمملكة لأن تحسم في مصيرها باحترام شديد الحقوقية لمصير الصحراء الغربية التي لها أمم متحدة تشتغل على إيجاد حل لها منذ ما يقارب 40 سنة بما لم يكن يليق بالمملكة لأن تزيله في خطاب رسمي أعد بشكل أقل حكمة مما سبق. ومنه فإنها تبقى مطالبة بمراجعة ذاتها لتقرير مصيرها بين الأمم على ضوء مستقبل شمال إفريقيا الذي ينذر بخطورة وذلك باعتبار حقوقي لتقرير مصير الصحراء الغربية بحكمة.
بوجمع خرج: كاتب صحفي – فاعل جمعوي ومؤطر بمركز تكوين المدرسين بكليميم باب الصحراء المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال