الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الهداية الى العبودية

دانا جلال

2014 / 12 / 13
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


تمكنت "دولة المدينة" المحمدية بتجاوز حدود خيمة القبيلة، ودولتها القريشية وأسوار "دولة المدينة" الاسلامية بعد أن امتطت صهوة الجماعات البشرية المُشَّوَهةِ والمُشَّوِهة من خلال عمليات تجميل "الذات" وتضخيمها من جهة، وتشويه "الآخر" وتهميشه من جهة اخرى، كضرورة ومقدمة لحروب النهب الداخلية بين القبائل العربية، والبينية بين المدن في الجزيرة العربية.
دولة القبيلة المكية التي ترأستها قبيلة قريش قبيل الإسلام "قصي زيد" تحولت من خلال القريشي "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" بعد ضمها الى "دولة المدنية" التي انشأها في المدينة المنورة بعد 29 غزوة قادها بنفسه اضافة الى38 بعثة وسرية هي دولة قومية وشوفينية مارست حروب النهب والسبي والكراهية ضد الآخر.
لم تتحرر جهاز الدولة من خطابها ومصالحها القومية في ظل الانظمة الاشتراكية التي شهدت حروب قومية تحت شعارات أيدولوجية كما جرى بين الصين وحلفائها مع الاتحاد السوفيتي وحلفائها في القرن الماضي، فكيف الحال مع دولة قال مؤسسها فيها وفيه «بعثت من خير قرون بني آدم؛ قرناً فقرناً؛ حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه»، وعنه كما روى مسلم: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.
حينما يرسم "محمد بن عبد الله" صورته كما رواه "الترمذي" و"أحمد" مقابل صورة "الآخر" كما صوره "عمر بن الخطاب"، فان الصور تنتقل لكل محمدي عروبي يؤمن برسالته، ( جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنه سمع شيئا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال:من أنا ؟ فقالوا: أنت رسول الله صلى الله عليك وسلم . قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ثم قال : إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا ، وخيرهم نفسا ) رواه الترمذي (3532) ، وأحمد بنحوه (1791).
رسم صورة الآخر مُشوهاً كانت صفة وميزة "عمر بن الخطاب" لأنه خير من فهم الجوهر الطبقي للدين المحمدي. عن عمر ( تعلموا العربية فإنها تزيد من المرؤة) ( ربيع الابرار ج1 ص 796 وتاريخ جرجان ص486 واقتضاء الصراط المستقيم ص205 ومصنف ابن تيمية ص 206 )، وقوله ( ان ابغض الكلام الى الله الفارسية ) ( لسان الميزان ج1 ص 406 وميزان الاعتدال ج 1 ص 230، وقوله ( من تكلم الفارسية خب ومن خب ذهبت مرؤته ).
عنصرية عمر لم تأتي من فراغ، لقد استمد جذورها من رسوله وقوله (لا تسبوا قريشا ولا تبغضوا العرب ولا تضربوا الموالي ولا تساكنوا الانباط ولا تناكحوا الخوز فان لهم اصولا تدعو الى غير الوفاء ) ( تاريخ اصفهان ص 366 ).
الشوفينية العربية بخطابها الإسلامي بدأت من خلال ربط العربية كلغة بالدين الاسلامي وكتابه السماوي بلغة أهل الجنة ممهداً بذلك لعمليات تعريب وإبادة ثقافية مارسه محمد بن عبد الله، عن ابو هريرة قال رسول الله ( من تكلم العربية فهو عربي ) ( كنز العمال ج7 ص46 وتهذيب تاريخ دمشق ج6 ص200 وحياة الصحابة ج2 ص523وقوله ( ايها الناس، ان الرب واحد والاب واحد وليست العربية بأحدكم من اب ولا ام وانما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي ).
اسوا ما في الشوفينية القومية حيتما تتلبس بلباس ديني هو جعل من يدخل الدين الاسلامي من القوميات الغير عربية الى مجرد مسخ مشوه وهذا ما تجسد في رفض سلمان الفارسي بان يأم جماعة من المسلمين بقوله ( لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم ان الله هدانا بكم ) (مجمع الزوائد ج4 ص 275 وحياة الصحابة ج2 ص 754 ونفس الرحمان ص 141
رفض الفارسي سلمان لم يأتي من فراغ لأنه اعتمد بكلامه على حادثة تاريخية واحاديث نبوية سردها سلمان (نهانا رسول الله ص ان ننكح نساء العرب ) (مجمع الزوائد ج4 ص275 عن الطبري).
ان خطورة الشوفينية بخطابها الديني لا تتمثل بقدرتها على خلق الشخصية العنصرية قدر خطورتها المتمثلة بجعل من يدخل هذا الدين من القوميات الغير عربية مجرد مسخ مشوه وتابع ذليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النظر بعين واحدة
رائد الحواري ( 2014 / 12 / 13 - 16:39 )
اذا كان الاسلام كما يطرح الكاتب، فما هي الدواعي للفتوحات الاسلامية، واين يقع الحديث النبوي -لا فضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى- واذا عدنا الى القرآن الكريم نجد صورة المسد التي تم فيها تهديد عم الرسول ابي لهب وموزجته، اعتقد بان الاسلام كان فوق القومية، من هنا تم معاقبة ابن عمرو بن العاص عندما اشتكاه المصري الى الخليفة عمر بن الخطاب، واعتقد بان الحديث عن الشوفينية الاعربية او الاسلامية خطأ فادح، فلا يمكن تطبيق ذلك على المجتمع العربي الاسلامي بالمطلق،


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 13 - 22:42 )
في المسيحية ؛ ينقسم البشر إلى قسمين , هما :
1- السادة | اليهود .
2- الكلاب , و هم بقية البشر .
هذه الثقافة العنصرية مستوحاة من :
[عندما أتت امرأة كنعانية إليه تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير] .
هكذا كان ينظر (يسوع) لبقية البشر , يراهم مجرد كلاب ؛ يجب أن لا تُعامل كالبشر! .

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس