الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكسير الشباب والحياة

طاهر مسلم البكاء

2014 / 12 / 13
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


منذ الآزل حلم الأنسان بأكسير الشباب ،تلك المادة السحرية التي كانت تداعب مخيلته ،يتناولها فتعود الحيوية والفتوة الى خلايا جسمه ويزول تأثير سنين العمر عليها، وخصوصا ً وان الشيخوخة هي مؤشر على قرب النهاية ،و فكرة الخلود او العودة الى الشباب هي فكرة رائعة لو تحققت كون :
- الأنسان وقتها يكون قد اكتسب الحكمة المناسبة جراء ما مر به من سنين العمر فلا يحتاج إلاّ الى جسد فتي جديد يكمل معه مشوارا آخر مادام حيا ً في هذه الحياة .
- توضح بجلاء انفصال الروح عن الجسد ،الموضوع الشائك الآخر الذي شغل ولايزال يشغل الأنسان حيث يعتقد البعض ان الروح ماهي إلاّ مجموعة وظائف الجسد بينما يعتقد البعض الآخر انها منفصلة عن الجسد ،كون الروح تظل فتية رغم ان الجسد يهرم .
كلكامش وأولى المحاولات :
وكانت اولى المحاولات التي نقلها لنا التاريخ المكتوب للبشرية هي من نصيب الملك السومري كلكامش ملك مدينة اوروك في ملحمة كلكامش ،اذ يبدأ كلكامش بحثه عن عشبة الخلود بعد رؤيته لصديقه انكيدو وهو يموت، وقد طاف عالمه انذاك بحثا ً عن الخلود في رحلة شاقة وعجيبة ليجد ظالته لدى الحكيم اوتونبشتم والذي سبق وان منحته الآله الخلود الذي يدله على عشبة الخلود في عمق البحر ويخوض كلكامش صراعا ً جديدا ً ليحصل على العشبة ولكنه في الطريق ينزل ليستحم فتسرقها منه الأفعى ،ويحزن لذلك ولكنه يتيقن ان الأنسان مصيره الفناء .
ومع ان الأنسان استمر باحثا ً عن سبيل للخلود ولكنه لم يفلح رغم ان الكثير من الأساطير التي جاءت في حكايات الكثير من الشعوب تصف ماء الحياة او انواع من الأعشاب ولكنها جميعها ظلت مجرد افكار حبيسة مخيلة الأنسان تتلاعب بها الرغبات والأوهام .
تنبؤات نوستراداموس :
تشمل تنبؤات المنجم والمتنبئ الفرنسي نوستراداموس والذي عاش في القرن السادس ، ان العلماء سيتوصلون الى اختراع اكسير الشباب مما سيطول عمر الأنسان الى 200 سنة ،مقابل الصرامة في تحديد الولادات .
ان الحد من النسل بدأ يستشعره الأنسان مع تقدمه في المدنية ،حيث نجد ان دول اوربا اليوم تشكو من قلة الخصوبة مما يهدد شعوبا ً بأكملها بالأنقراض .
العلم الحديث يبحث اكسير الحياة :
حاول العلم ولوج جانب تجديد الخلايا وخاصة في بحثه الدائم عن العلاج للأنواع المختلفة من الأمراض التي تصيب جسم الأنسان ، واحيانا ً يتشعب البحث عند وجود فرص جديدة ،وهكذا بدأ العلم يجد امل كبير في الخلايا الجذعية وابتدأت البحوث منذ اكثر من عشرين عاما ً،وهذا النوع من الخلايا له القدرة على التجديد الذاتي ،ويتم ذلك عن طريق الحقن لتشكيل اي نوع من الخلايا المطلوبة لأجل اعادة بناء وترميم الأنسجة التالفة ،وفي الصين تركز البحث للحصول على مادة الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري للمولود ،كون الخلايا فيه تصنف كأفضل انواع الخلايا ،فهي صغيرة ونشطة وقادرة على التمايز مع غيرها وستكون قادرة على الترميم والبناء، وهذا يؤدي بالأعضاء المصابة للشفاء السريع ، ولكن تحتاج ان تتماثل هذه الخلايا مع خلايا المريض ،اي انها اشبه بحكاية اصناف الدم وبالتالي فان الدول المتقدمة بدأت تهيأ بنوك خاصة بهذه الخلايا والتي اصبحت الحل لأغلب الأمراض التي كانت بالأمس القريب عصية على العلاج مثل الشيخوخة والسكر والزهايمر .
وللحصول على اكسير الشباب ،يوضع مقدار بسيط لايزيد عن 8 ملم من الدم في جهاز الطرد المركزي لفترة معينة من الزمن وتبلغ سرعة الجهاز حوالي خمسون الف دورة بالدقيقة ،اذ يقوم بفصل مكونات الدم الحمراء و البيضاء بشكل نقي ،حيث تنتج البلازما الغنية بالصفائح الدموية والتي تُحقن بها البشرة المجهدة أو المتراخية أو المتجعدة بفعل الشيخوخة فتقوم بتحفيز انقسام الخلايا الجذعية التي في انقسامها يحصل البناء والتجديد .
الرمان أكسير الشباب :
الرمان من الفاكهة المعروفة منذ القدم بفوائدها واحتواءها
على فيتامينات مهمة مثل أ – و-ج – ود واليوم يكتشف الباحثون فائدة جديدة له دفعتهم لأطلاق صفة أكسير الشباب عليه وحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية فأن دراسة كلفت أكثر من 3 ملايين دولار أظهرت ان جرعة يومية من الرمان يمكن أن تبطئ عملية شيخوخة الحمض النووي. وأوضحت ان خلاصة عصير الرمان تتضمن بعضاً من القشرة والحبوب والبذور، أعطيت ل 60 متطوعاً يومياً طوال شهر على شكل كبسولات. وراقب الباحثون النشاط الكيميائي في أجسام المتطوعين مقارنة مع آخرين تناولوا كبسولات لا تحتوي على الخلاصة. واكتشف الباحثون تراجعاً ملحوظاً في مؤشر مرتبط بتضرر الخلايا يمكن أن يتسبب بخلل في عمل الدماغ والعضلات والكبد والكلى، بالإضافة إلى تأثيرات الشيخوخة على البشرة .
وقال الباحثون من مختبر خاص في أسبانيا ان هذا التراجع ناجم عن بطء أكسدة الحمض النووي في الخلايا وهو الأمر الذي يحصل عادة بشكل طبيعي مع مرور الوقت .
وقشر العنب ايضا ً :
ذكرت صحيفة " الصانداي تايمز" البريطانية أن فريقا من الأطباء في الكلية الملكية بلندن، توصل إلى اكتشاف مادة يطلق عليها اسم "الريسفراتول" في قشر العنب، وأن في إمكان هذه المادة أن تتحول إلى جزئ مضاد للشيخوخة بمجرد دخولها إلى الجسم، مما يعني أنها قد تكون بمثابة "إكسير الشباب" أمل البشرية .
جاء هذا الاكتشاف بمحض المصادفة، عندما كان أطباء الكلية الملكية يجرون اختبارات معملية على نوع من العنب الفرنسي، لمعرفة السر وراء الصحة الجيدة التي يتمتع بها الفرنسيون، على الرغم من أنهم أكثر شعوب العالم استهلاكا للكحوليات واللحوم الحمراء، ومن المعروف أن الفرنسيين تقل لديهم معدلات الإصابة بالأمراض الناجمة عن هذه الأغذية الضارة مثل السرطانات، فضلا عن أن المتوسط العمري في البلاد يتجاوز 80 عاما، وهو من أعلى المعدلات الأوروبية والعالمية .
ويتوقع الأطباء أن يكون العقار المستخرج من مادة "الريسفراتول" هو نجم العقاقير في القرن الحادي والعشرين، مؤكدين أنه سوف يزيح عقار "الفياجرا" الأشهر عن عرشه في غضون عشرة أعوام على أقصى تقدير، خاصة أن هذه المادة السحرية تفعل مفعول "الفياجرا" في نفس الوقت، ومن دون أي أثار جانبية على القلب .
ويظل امل الأنسان بالخلود والشباب حلما ً حتى يصبح واقعا ً معاشا ً كما حصل للكثير من الأحلام التي اصبحت بفعل العلم حقيقة واقعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملامح حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل؟ | المسائية


.. بأول تصريح له.. بزشكيان يؤكد أنه -سيمد يد الصداقة للجميع-




.. بعد تقارير عن -انفراجة-.. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات اله


.. فرنسا تدخل مرحلة الصمت الانتخابي عشية الانتخابات التشريعية ا




.. جو بايدن يتشبث بموقفه ويؤكد أنه الأنسب لهزيمة منافسه ترامب