الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثاني من تقرير الزميلة راهبة الخميسي عن متابعة النازحين في محافظات كوردستان الثلاث.

هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق

2014 / 12 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تضمن الجزء الأول من هذا التقرير معلومات وشرحاً مقتضباً عن الوضع العام للنازحين من خلال المعلومة التي أفادنا بها السيد شوان جميل معاون رئيس مجلس كنيسة مار يوسف والتي كانت زيارتي فيها هناك.
ومن المعلومات التي أدرجت في الجزء المنشور كانت إحصائيات بعدد العوائل النازحة من مجمل مناطق سهل نينوى، وعن المنظمات والجمعيات التي ساهمت وتساهم في دعم العوائل مادياً وعينياً بين فترة وأخرى، إضافة الى الاشادة بدور عامة الناس من سكان السليمانية بشكل عام ومنطقة گر مهندسين التي تقع فيها الكنيسة المذكورة، ومساعداتهم المستمرة من جهة أخرى.

ثم كان هنالك نيذة مختصرة عن طبيعة المنظمات الانسانية التي ذكرت بالتقرير، وقد كانت معلومتي عنها من خلال شبكة ويكيبيديا الموسوعة الحرة( كتبت عنها معلومات اساسية بسيطة للتعريف لاغير).
وكان آخر ماكتبته في الجزء الاول من التقرير عن مساعدة الهلال الاحمر العراقي.
تتمة.....
كنت بعدها مع النازحين بجولتي بين ما أسموه هم ( الغرف)، والتي هي كما ذكرت مساحات بسيطة لاتتجاوز 2x3 متر مربع، تفصلها عن بعضها ستائر قماش الچادر الثقيل.
لم يكن الأمر سهلاً علي وأنا أرى الأطفال هناك وفي ذهني صورة لأطفال العالم المرفهين وهم ينعمون باللباس والطعام واللعب، ويقضون أوقاتهم في الترفيه والملاعب والمسابح وبين أحضان المهتمين من كل جانب، نعم تذكرت أطفال السويد، البلد الذي أقيم فيه، وتذكرت كيف يسعى الجميع من أجل إسعاد الطفل وبكافة الوسائل..... فلم أقدر على خلق معادلة في رأسي بين أطفال الدول التي ليس لها من ثروات العراق ونفطه ومعادنه وثرواته الحيوانية والنباتية شيئاً، ومع ذلك ينشأون في بيئة صحية بكل المقاييس المعيشية والنفسية، وكيف لي أن أقارن هؤلاء بمن شاهدتهم (70 طفل في هذه الكنيسة كأنهم باقة من زهور النرجس والقداح)، نازحين منذ يوم ولادتهم، أبناء البلد الذي يعوم على الثروات والغنى ....!!!!! وهنا حتى فراشهم الذي ينامون فيه هو عبارة عن إسفنج ملئ بالرطوبة التي تخنق رائحتها الأنفاس.

بكيت بحرقة على إطفال العراق المحرومين.
كانت ترافقني في جولتي هذه، إحدى الشابات النازحات تدعى ورقاء، كانت ورقاء تدرو كالنحلة بين ممرات القاعة وتحفظ عن ظهر قلب متى أتى فلان ومن أية قرية أو مدينة في سهل نينوى، ؤتعرف دقائق ظروفهم واحداً واحد، وتسارع لمساعدة كل من يحتاج للمساعدة منهم، هذه الشابة الجميلة التي يعشعش مرض السرطان في جسدها الرشيق الجميل ولاتدري متى سينتهي وجودها في هذه الحياة ليس بين جدران غرفتها، بل بين هذه الستارة وتلك.

مررت بكل العوائل هناك، وعلمت من بعض الشابات هناك أنهن دخلن دورة لتعليم الحلاقة، وتخرجن منها، ومارسنها داخل مجمع النازحين، وكانت النتائج أمام عيني شواهداً على مهارة هؤلاء الشابات الرائعات الصابرات.
شكا البعض من طيلة فترة إنتظارهم للحصول على ڤ-;-يزة للسفر من خلالها الى الاردن بسبب وجود أقارب لهم أو إمتدادات عائلية هناك، ولم يحصلوا على موافقات رغم الإنتظار الطويل.
كان البعض الاخر مستاء من قلة الإهتمام بالجانب الصحي، وصعوبة التطبب على الحساب الخاص، وكان من ضمنهم أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والكولوسترول.
كان قسم من النازحين يشكو عدم صرف رواتبه منذ سقوط محافظة الموصل على يد داعش والى الان.
مجموعة من السيدات اللائي يتمتعن بكاريزما راقية وتهذيب عال جداً، شكين إنعدام القدرة على التأقلم مع هذه الظروف التي يعشنها، وتكاد إحداهن تتفجر بسبب ضيق وإنعدام الأمل عندهن بالعودة الى بيوتهن، وإسترداد حقوقهن المستلبة.
السيدة يازي عزو تتمنى أن تخرج من الكنيسة حية مع زوجها وأبناءها الثلاث، قبل أن يصرعها مرض السرطان هي الأخرى، ( لم تفارقها إبتسامة الأمل وهي تتحدث عن بؤس حالتها).
المتقاعدون الذين يحملون البطاقة الذكية أيضاً شكوا من عدم صرف رواتبهم التقاعدية.
النساء والشابات بحاجة شديدة لتوفير مستمر للإحتياجات النسوية الخاصة كالملابس الداخلية وحفاظات الدورة الشهرية.
الحالات النفسية المدمرة والكوابيس اليومية التي تؤرقهم بسبب خساراتهم لبيوتهم وممتلكاتهم، وكل ماهو عزيز من أشياءهم الثمينة وأثاثهم وفراشهم وملابسهم التي إضطروا لتركها، والتي علموا من خلال شهود عيان صورا بعضها وهي معروضة للبيع في سوق الشعلة ببغداد.

كل الأمور ممكن أن يحتملها النازحون وعلى مضض بقدر مايتمكنون.
لكن الأوضاع النفسية المتدهورة تستوجب رعاية خاصة، والصحة النفسية هي من أهم المهمات التي يجب التفكير فيها بشكل جاد من أجلهم.
ومثلها الصحة البدنية وأهميتها الكبيرة، ويجب توفير كادر طبي من المتبرعين والعاملين طوعاً، لمتابعة صحة النازحين الجسدية حتى إن كان ذلك ولو مرة واحدة شهرياً، مع توفير اللاجات المجانية لهم قدر المستطاع.
وأتمنى على المنظمات الداعمة أيضاً توفير لعب الأطفال لأبناء العوائل النازحة قدر المستطاع.
وأخيراً ليس لي سوى أن أقول... لله دركم أيها العراقيون
وعسى أن تتحول المليارات التي تملأ جيوب السراق والسفلة، الى حمم وبارود يتفجر في أحشاءهم المتعفنة الفاسدة.

راهبة الخميسي/ عضوة الأمانة العامة للدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق
يوم الجمعة المصادف لليوم 13 ديسمبر كانون أول 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل