الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يتحمل مسؤولية كارثة جسر الائمه في بغداد

انيس الامير

2005 / 9 / 3
حقوق الانسان


عامة الشيعة في العراق اناس طيبون وبسطاء ومغلوبون على امرهم على مدى الازمنه والعصور وانا هنا لست بصدد تحليل العوامل التأريخيه والاجتماعيه التي جعلت هؤلاء الناس يملكون ما يمتازون به عن سواهم في بعض الخصائص النفسيه والسلوكيه الا انني اكتفي هنا بالاشارة الى اهم تلك الخصائص ( التي لا ترقى طبعا" الى تمييزهم الى شعب او امه كما يريد ان توحي بذلك بعض التيارات الدينيه السياسيه الشيعيه ):
1- التسامح والالفه مع غيرهم من الاديان والمذاهب فلقد عاش المسيحيون واليهود والمسلمون السنه في المدن الشيعيه العراقيه دون ان يعانوا أي شكل من اشكال الاضطهاد او التمييز .
2- عامة الشيعة هم الابعد الناس عن العنف والاقرب الى تقديم التنازلات.
3- عدم الشعور بالمظلوميه عندما يتعلق الامر فقط بتوزيع المناصب الحكوميه . الشعور بالمظلوميه يغذيها فقط النخب الدينيه السياسيه .
4- الحزن والاسى الذي يغمر النفوس والذي تعبر عنه المراسيم والطقوس الشيعيه التي يكون فيها البكاء وايذاء النفس عنصرا اساسيا" .وفي هذه الطقوس يبكي الجميع الرجل والمرأه , الكبير والصغير, الجاهل والمتعلم.
5- الطاعه العمياء والخضوع للمراجع الدينيه والتي يمثلها رجال الدين .
6- تقديس مايسمى بـ ( السادة) وهم الناس الذين يدعون ان نسبهم يمتد الى النبي محمد (ص).
7- القدره الهائله على تصديق الخرافات والخزعبلات وهي الخاصيه التي طالما استغلها بعض رجال الدين لتحقيق منافع ذاتيه.
انني اورد هذه المقدمه بمناسبة الكارثه المروعه التي حصلت مؤخرا" على جسر الائمه اثناء مراسيم الاحتفال بذكرى وفاة الامام موسى الكاظم وراح ضحيتها المئات من الناس الابرياء ومعظمهم من الاطفال والنساء.
لا شك ان هذا الحدث ليس قضاءا" وقدرا" بل هو جريمه خطط لها بمكر وعنايه فائقه وحسن تدبير الارهابيون من ازلام النظام السابق فكل مافي هذا الحادث من مكر وخسة ونذالة واستهانه بارواح الناس يحمل بصمات البعثيين الصداميين الذين طالموا ارتكبوا امثال هذه الجرائم عبر تأريخهم الاسود منذ 8شباط1963 وحتى يومنا هذا . وبالطبع فان هذا الحادث لا يحمل اية بصمات طائفية ويؤكد ذلك الدور المشرف الذي قام به ابناء مدينة الاعظميه في اغاثة واسعاف الجرحى وانتشال الضحايا من نهر دجلة.
الا ان تحميل البعثيين الصداميين مسؤولية ما حدث لا يعفي المراجع الدينيه الشيعيه والاحزاب الدينيه الشيعيه من المسؤوليه. فالمراجع الدينيه لا تتجرأ على النهوض بمسؤوليتها الدينيه وتدعوا الناس الى الاعتدال في ممارسة هذه الطقوس التي هي قطعا"( والمرجعيات تدرك ذلك جيدا" ) ليست جزءا" من الواجبات الدينيه وعدم ادائها لا ينتقص من اسلام المسلم. اما الاحزاب الدينيه السياسيه فهي تشجع على الافراط في هذه الطقوس لا ذلك يفسح لها المجال في استمرار سيطرتها عى عقول وقلوب البسطاء من الناس.
ان هول فاجعة جسر الائمة يجعلنا نتوجه الى المرجعيات الدينيه الشيعيه وبشكل خاص السيد علي السيستاني الى تحمل مسؤليتها والدعوه الى تعليق المراسيم الدينيه الشيعيه على الاقل في الظروف الامنيه التي يعيشها العراق حيث لا تستطيع الحكومه حماية نفسها فما بالك بحماية ملايين الناس المجتمعين في مكان واحد. ومما يزيد الشعور بالقلق اتساع هذه الطقوس عموديا" وافقيا" كميا" ونوعيا" واخذت تشغل عدد كبير من ايام السنه
تتعطل فيها الحياة العامة في الكثير من مدن العراق وتتعرض فيها حياة المئات من الناس للخطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ