الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحيين عندهم شرف أكثر من داعش

جهاد علاونه

2014 / 12 / 14
كتابات ساخرة


أهلي وكل أقربائي من المسلمين العاديين والمتعصبين إذا نبذوا مِلة أو أي جماعة دينية مثل المجوس أو البوذيين أو المثليين الجنسيين من شتى المِلل والطوائف أو إذا أزعجهم خبر عن رجل قام باغتصاب أمه أو أخته فورا يقولون عنه بهذه الجملة مع حلفان اليمين(والله المسيحي أشرف منّه) أو يقولون(والله اليهودي أشرف منّه) أو يقولون عن أي مغتصب لأمه أو أُخته : والله المسيحي ما بعملها, أو: والله اليهودي ما بعملها, وإذا شعر أي رجل من أهلي وأقربائي بظلم ذوي القربى لهم يصيحون فورا بهذه الجملة مع الولولة: ول ول ول شو احنا كاينين مسيحيين ولا يهود! , وإذا رأوا عاهرة واستنكروا فعلتها يقولون عنها مقارنة بغيرها: والله البنت المسيحية بتخاف على شرفها أكثر من هالقحبه, طبعا كل ذلك بسبب التربية الخاطئة إذ يعتقد المسلم بأنه هو الوحيد المحافظ على الرشف والصدق والأمانة, علما أن الشرف والصدق والأمانة ليس له علاقة بالوطن أو الإقليم أو الديانة فهذه النسب متفاوته والأخلاق السيئة متوافرة في بعض المسلمين أو اليهود أو المسيحيين, ولكن التربية غير السليمة عندنا أقنعت المسلم بأنه هو الوحيد المحافظ على شرفه وصدقه وأمانته وهو لا يدري بأنه إذا كان هو محافظا على الشرف فإن هنالك مليون مسلم غير محافظين ومليون مسيحي محافظين.

والمهم والأهم قبل يومين علّق لي أحد أصحابي وأصدقائي بمكالمة هاتفية على مقالتي( مسيحي بس محترم) حيث قال: كُنت قبل مدة من الزمن أقود سيارتي من منزلي إلى مكان عملي وفي الطريق لاحظتُ شابا يحملُ بيده كُتبا ويلوح بيديه للسيارات لكن لم يتوقف أي سائق لكي يركب معه في أجواء مناخية سيئة بعض الشيء, فشعرت تجاهه بالحزن وبالأسى فتوقفت له دون أن يلوح لي بيده ودعوته للركوب بسيارتي إلى جانبي, ودار بيني وبينه النقاش وقال لي بأنه طالب جامعي يدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا تخصص طب بيطري, ثم قال لي: باختصار يا أستاذ جهاد تطرقنا أنا وهو إلى موضوع الدواعش وقطع الرؤوس واستنكر الشاب أعمال داعش الإجرامية وارتحت من هذا الاستياء والاستنكار منه, ولكن شيء واحد ضايقني لأنني مسيحي وهو لم يكن يعلم بأنني مسيحي إذ قال لي وهو يقسم: والله يا أخي ما يفعله داعش كله حرام وإجرام وووالله إنه المسيحيين أشرف من داعش بمليون مره, قال صاحبي عندها خففت من سرعة السيارة ونظرت إليه وقلتُ له سائلا: ليش بتحكي عن المسيحيين هيك؟ ليش بتحكي إنه المسيحيين أشرف من داعش؟ هو المسيحيين ما عندهمش شرف؟ فقال وما زال مصرا: والله المسيحيين أشرف من داعش وعندهم شرف أكثر من داعش, فقلت له, أنت وأنت واقف على الطريق تستنجد بالسيارات وتحاول إيقاف إحداهن للوصول إلى الجامعة هل توقف لك أحدٌ غيري؟ فقال: لا, فقلت له: طبعا كل اللي أشرت لهم بيدك لم يتوقفوا لك وهم مسلمون, أما أنا توقفتُ لك من دون أن تؤشر لي, فهل تعلم أنني مسيحي!!!!؟؟؟؟!!, فبُهتَ الشاب ولم يكن يعلم ماذا يقول: وصار يعتذر لي ويتأسف وهو يقول لي أنه قال هذه الجملة عن غير عمد ولم تكن مقصودة, ثم أضاف صاحبي وهو يكلمني على الهاتف بأن الشاب من شدة خجله أراد أن يفتح باب السيارة وينزل منها وهي تسير, ومن ثم أنزلته على باب الجامعة ومضى كلٌ منا إلى حال سبيله.

طبعا مثل هذه الأحاديث ألاحظها أنا يوميا تحدث في كافة الجلسات والمناسبات, وكأن المسيحي ليس عنده شرف أو أمانة, فهل تعلموا بأن الشاعر العربي السموأل وبالعبرية(شموائيل) ويعني(إسماعيل) كان يهوديا له حصن (الأبلق) في (تيماء) وكان يعيش في (خيبر) توفى سنة 560 للميلاد , وقد أودع عنده امرئ القيس درعه كأمانة ولم يقبل أن يسلمها للملك الحارث والقصة مشهورة في كُتب الأدب وطبقات إبن سلام, ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء , فأخذ الملك ابن السموأل ويُدعى : (كان) كرهينة وخيره بين قتل ابنه أو تسليم درع امرئ القيس الذي كانت تتوارثه ملوك كنده من ملكٍ إلى ملك, فاختار هذا اليهودي أن يقتل -الحارث الغساني ملك الحيرة- ابنه على أن لا يخون الأمانة التي وضعها عنده امرئ القيس, والشاعر السمؤال معروف بقصيدته:

إذا المرءُ لم يُدنس من اللؤم عرضه

فكل رداءٍ يرتديه جميلُ

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها

فليس إلى حُسن الثناء سبيلُ

تعيرنا أنّا قليلٌ عديدنا

فقلت لها: إن الكرام قليلُ

وما ضرنا أنّا قليلٌ وجارنا

عزيزٌ وجارُ الأكثرين ذليلُ

طبعا كل الناس تعتقد بأن السموأل عربي وهم لا يدرون أنه يهودي عنده شرف وأمانة وأخلاق ودين وتقوى وحشمة, الناس هنا كما قال الفيلسوف الرازي: نحن ابتلينا بقومٍ يظنون أن الله لم يهد سواهم, يعني يعتقدون بأنه من المستحيل أن تجد شرفا أو أخلاقا انسانية عالية عند غير المسلمين, علما أيضا أن الأخلاق والشرف والوفاء هي قيم نسبية موجودة عند كل الأمم والشعوب, وقد تجد رجلا مسلما يمارس الجنس مع المحارم ويزني و...و...إلخ, وكذلك من الممكن أن نجدها عند اليهودي أو المسيحي, ولكن الخطأ الكبير أن نقوم بالتعميم ومقارنة ذوي الأخلاق السيئة بالمسيحيين أو أن نقول: والله المسيحي استحى يعمل عملته, أو اليهودي استحى يعمل عملته, أو المسيحي عنده شرف أكثر من هذا أو ذاك,هذه لغة وكلام لغو اعتاد اللسان عليه ويجب أن نقوم بتغييره من خلال التوعية الجمعية والتربية ومن خلال استعمال المساجد ومنابر المساجد لنقول للناس أن لا يقولوا مثل هذا الكلام وأن لا يقارنوا مقارنة استنكارية فيها الكثير من الاستعجاب أو المبالغة في الاستعجاب كأن نسمع أحدهم وهو يقول: والله المسيحي عنده شرف أكثر من هذا, أو المسيحية بتخاف على شرفها أكثر من هذه العاهرة, أ....إلخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منين عرف صاحبك ان كل سائقي السيارات
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 14 - 14:02 )
منين عرف صاحبك ان كل سائقي السيارات الذين لم يقفوا للطالب الجامعي مسلمين, شوبقرى المخفي ,ليش همي المسلمين عليهم طمغة,يعني ختم بيميزهم عن غيرهم من البشر(خاف من باب ان المسلمين هم الاغلبية
هياهم المسيحين بيمتلكوا سيات في بلاد الاسلام الذي لايسمح لمن يختلف معه في العقيده بالعيش,


2 - من ثماركم يعرفونكم
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 14 - 15:50 )
احية كبيرة للاخ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
على سيرة الاخلاق
نشرت جريدة يلزمها عمال وموظفين ببلد اسلامي وكان احدهم مسيحي ويظهر مؤهل ولم يقدروا الحصول على مسلم بنفس مهنته وعندما قابل المهندس المشرف قال له قبلنا طلبك ولكن بشرط ان لاتبشر بالمسيحية والا ستطرد من العمل فقال له حاضر
ولكن وبعد عام انته العقد اتى ليجدد العقد فقال له المهندس المشرف انت موقوف لاانك بشرت بالمسيحية فقال له لا لم افتاح فاهي بالمسيحية وهذا افتراء علي فقال له المهند كيف لم تبشر وانت اخلصت بعملك وبمواعيدك ولم تسرق ولم تكذب ولم تتقاتل مع زملائك والجميع احبك اليس هذا تبشير طبعا كان يمازحه وجدد له العقد
ياخي ستجد جميع المثقفين والرؤساءورجال الاعمال والوزراء لايوظفون عندهم وبالاماكن الحساسة الا مسيحيين لاامانتهم
ولايامنوا دخول بيتهم خوفا على بناتهم واموالهم الا مسيحيين وحتى يؤمنوهم على ارواحهم
ولا اعلم لماذا هذا التشبيه الغير مبرر للمسلمين
وللجميع مودتي


3 - إلى اختصاصي الفهلوة تعليق رقم 2
عماد ضو ( 2014 / 12 / 15 - 07:40 )
نفرض يا اختصاص فهلوة ان كل الذين لم يتوقفوا هم من المسيحيين.. ما الداعي لأن يقارن صاحبك المسيحيين بداعش؟
بدل الفهلوة الزائدة وحرف المقال عن موضوعه يا سيد، أجب عن الأسئلة التي يطرحها المقال:
لماذا يشعر المسلم بتعالي وعنجهية على غيره من البشر؟
ولماذا يعتقد انه أفضل من غيره؟
ولماذا يؤمن بكل جوارحه انه يحمل رسالة للبشرية. بينما هو خالي الوفاض؟


4 - انا لااشعر بتعالي على بشر
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 15 - 09:30 )
لايعنيني السؤال ا لمطروح لماذا يتعالى المسلم على غيره من البشر لاني لااتعالى على بشر وانا مسلم
فانا ا سأل صاحب الكاتب كيف يميز بين المسلم وغير المسلم وكيف عرف ان من يقفوا للطالب مسلمين
سؤال منطقي لافهلوة فيه ولاشيئ
والطالب لم يستطع ان يميز هل السائق الذي توقف له مسلم ام غير مسلم
فكيف استطاع السائق صاحب الكاتب التميز بين البشر هذا مسلم وهذا غير مسلم؟
هذا سؤالي
فمن لم يجب عليه هو المتعالي


5 - حجّي عبد الحكيم
عماد ضو ( 2014 / 12 / 15 - 14:25 )
هل المسيحيين عندهم شرف اكثر من داعش
ام داعش عندهم شرف اكثر من المسيحيين

ما رأيك حجّي؟


6 - الاخ عبد الحكيم عثمان
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 15 - 21:10 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعني لازم نعطيكم الفكرة بالمعلقة طبعا اكثرية السائقين بالمملكة الاردنية من المسلمين وهذا تعليلي
كم يتراوح نسبة المسيحيين في المملكة 5 بالمئة ويمكن اقل واذا كان يوجد بالشارع مئة سيارة يكون عدد السائقين المسيحيين 5
ايلزمها انشتاين
يعني من غير المعقول ان الخمسة هذول ماشيين ورى بعض
انا دائما اشيد بك وباخلاقك اما الان عرفت بانك ضعيف بالرياضيات
ومودتي للجميع


7 - قصة متداولة في العراق
وسام يوسف ( 2014 / 12 / 29 - 18:07 )
هذه قصة متداولة كثيرا في العراق
احد أبناء مدينة الدور في السبعينات تعطلت به سيارته في ظهيرة صيفية حارة في طريق صحراوي فوقف يلوح بيديه للسيارات المارة فلم تتوقف أي سيارة له وبعضها كان يقودها أناس يعرفهم لكنهم تجاهلوه تماما فبقى ينتظر ويلوح دون فائدة وكاد بعد ساعتين ان يغمى عليه من حرارة الشمس الى ان مرت سيارة تحمل مهندسين لشركة اجنبية كانت تعمل في ذلك الوقت في العراق فتوقفت له ، وصعد فرأى 3 أجانب قمصانهم مفتوحة والصلبان تتدلى فوق صدورهم في السيارة، وبعد ان جلس استفسروا منه عن وجهته فاستطاع ان يفهمهم انه يريد الوصول الى اقرب بلدة ، وفي الطريق قدموا له الماء البارد ثم اوصلوه الى حيث أراد
وما ان نزل وتحركت السيارة حتى صاح بأعلى صوته وراءهم : روحوا ، الله ينصركم على امة محمد ان شالله

اخر الافلام

.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة


.. بهذه الرقصة المميزة والأغنية المؤثرة... مسرح الزمن الجميل يس




.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي