الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل والمرحلة القادمة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2014 / 12 / 14
القضية الفلسطينية


إسرائيل والمرحلة القادمة
يوسف عودة
تتجه الأمور في الكيان الصهيوني إلى ضبابية أكثر من المعتاد في ظل التحضير للإنتخابات القادمة في آذار/ مارس 2015، فعلى الرغم من أن الحياة السياسية في الكيان الصهيوني تتسم بتحالفات وتركيبات غريبة نظراً لبعد الأفكار والمبادئ فيما بين أحزابها السياسية، اليمينية منها واليسارية، إلا أن هذا كله يدخلنا في مرحلة أكثر من التكهنات، لما سيحدث ولما سينتج عن هذه الانتخابات، وعن هذه التحالفات التي ستؤثر قطعا بحياة الشعب الفلسطيني، وستعرقل مسيرته بعض الشيء، نظراً لعدم وضوح الرؤية بالجانب الأخر، أو بمعنى أصح نظراً لعدم التكهن بحماقات القادة السياسية التي من الممكن سلوكها.
ولتخلص من مثل هذه الأزمات التي تحدث دوما في الكيان الصهيوني قبيل أية انتخابات، فإن إسرائيل ستسعى وبكل ما أوتيت من قوة إلى تصدير هذه الأزمات أما الى الساحة الفلسطينية أو الساحات العربية، خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي في تلك الإثناء يكون الآمر النهي في تلك الفترة، ومن أجل ترسيخ حكمه وفوز حزبه بالانتخابات المزمع إجرائها، فإنه يسخر كل إمكاناته من أجل الفوز والتربع على عرش حكومة إسرائيل، كما حدث مع كل من تولى هذا المنصب، وهذا ليس بالشيء الغريب عليهم، ولكن جُل ما يهمنا هو تصدير الأزمة، وكيف لنا أن نتخذ إجراءات الحيطة والحذر من أجل عدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي من جديد.
وبالرجوع إلى الأسلوب الإسرائيلي الدائم في مثل هذه الأوضاع، والتي تجد حلولها دائما بتصدير أزماتها لنا، نرى أن الساحة الفلسطينية هي الأقرب والأوفر حظاً، لذا نراها تقوم ببعض المناكفات والإستفزازات التي تجبر فصائلنا في أحيانا كثيرة للرد والإنجرار إلى حرب ليس لنا علاقة بها سوى الدفاع عن أنفسنا، إلا أن الأمر هذه المرة تغير بعض الشيء وفرض على إسرائيل عدم استخدام هذا الاسلوب، أو بالأحرى عدم تحريك الساحة الفلسطينية لأسباب عدة، أهمها العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي على الرغم من قتل أكثر من ألفي شهيد، وعلى الرغم من العدد المهول للجرحى وتدمير البيوت، إلا أن إسرائيل خسرت هذه الحرب وخرجت منها خالية الوفاق، ولعل من الأسباب الأخرى، هي الدبلوماسية الفلسطينية التي تسعى جاهدةً بالعالم أجمع إلى كسب ود وتعاطف العالم مع القضية الفلسطينية وإظهار زيف السياسة الإسرائيلية وكذب القائمين عليها. بالإضافة الى الأوضاع بالقدس الشريف وما ألت إليه نتيجة الإقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى التي فجرت إنتفاضة مقدسية محدودة لم تحسب لها إسرائيلي من قبل، والتي تمثلت بعمليات الإغتيال والدهس والحجر.
وهنا لم يتبقى أمام إسرائيل إلا الساحة العربية، والتي تنقسم لجهتين، الأولى جر حزب الله اللبناني إلى معركة جديدة، وهذا ما حاولت إسرائيلي فعله بضرب دمشق مدعية بأنها ضربة قافلة من الأسلحة كانت متجه لحزب الله، وعلى الرغم من هذه الضربة، إلا أن ردود الفعل لم تكن حسب المتوقع، وأما الجهة الثانية والتي من خلالها يمكن لرئيس الوزراء أن يظهر كبطل من جديد، ومنقذ من الطراز الأول للشعب اليهودي، تتمثل بعمليات اغتيال للقادة الفلسطينيين المتواجدين في الدول العربية كما حدث مؤخراً مع المبحوح بدولة الإمارات العربية، لذا ومن هذا المنطلق ومن باب الحرص على تفويت الفرصة على إسرائيل يتوجب أخذ جميع أنواع الحيطة والحذر، وذلك من بابين، الأولى وهو الأهم، لحفظ الدم الفلسطيني أيا كان فصيله، والثاني لتعميق أزمة اليهود التي من الممكن أن تؤثر وتعمل على خلخلة المجتمع ككل، مما يؤثر سلبا على إقتصاده وعلاقاته...الخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر