الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشة خلق تعبوية بفلسطين الهوية والمنهاج

بلال عوض سلامة
محاضر وباحث اجتماعي

(Bilal Awad Salameh)

2014 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


اضمحلال وتلاشي امتلاك الرأي العام من الفلسطيني لما يدور من خلفه من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية، كانت مهمة نخب متخارجة في التفكير والانتماء للمنظومة الغربية التي تدور في فلك مصلحة الكيان الصهيوني، فعملية ازاحة التفكير للمشاكل التي يواجهها الفلسطيني في الحقل الثقافي والوطني والسياسي إلى حقل العلم والعلوم والمعرفة، التي لم نكن جزءأ من صانعيها ومنتجيها بقدر ما نحن متساوقين معها، وحيدنة العلم يتيح له التاثير في البشر دون عوائق ثقافية او سياسية، ولهذا يشكل النظام التعليمي والاكاديمي المجال الذي يتم فيه أدلجة العقول وتحريفها في سبيل اعادة انتاج وعي مزيف للفلسطيني، الذي اصبح يتبنى خطاباً مبتوراً عن الواقع الذي يعيش او مصلحة المجموع، فيعيش الفلسطيني في حالة من الغربة عن ذاته، التي تم استلابها واعادة انتاجها ثقافيا وقيميا بما يتلاءم مع توجهات النظام الاقتصادي الرأسمالي الفلسطيني وسوقه الحرة التابعة...

يجري ذلك في تفاصيل مناهج التعليم في المدارس وتصطدم بها الجامعات،،
فكتب التاريخ مزورة؛ تقوم على تسطيح العمق المعرفي والوجودي في الرواية والذاكرة الوطنية الفلسطينية، ليتم تبويبها بنقاط الوصايا العشرة، التي سرعان ما يتم نسيانها بمجرد المرور على سطحيتها التي لا تتماسك في المعنى او الغاية ولا بالذاكرة ولا بالتاريخ فلا داعي لها في الحاضر، كتب التاريخ تدمر الحلم المتخيل وتنفي امكانية العيش في الواقع العيس.... فذاكرة التاريخ لدينا مثقوبة كما هو حال التاريخ الاجتماعي للقضية...

في كتب اللغة الانجليزية يدرس الطالب عن التخييم والسفر حول العالم وصيد الكنوز؛ مفاهيم قيمية تتناقض بالعمق مع تعقيدات وتشابكات وتحديات العيش تحت المستعمر، فيعيش في غربة وغربنة اخرى، ليكون محط تفكيره ان يهج من حجيم وفقر الوجود الحالي لأن عالم الأشياء قد تلاشت بمجرد اغلاق صفحاته..

في التربية الوطنية والمدنية يتم تقليص حصصها من حصتين إلى واحدة في الاسبوع، ويتم معالجتها على أرضية الاغلبية والأقلية، ونساهم في تجزئة المجزا وتحريف المحرف، وتحطيم صنم الوطنية الذي لم يعد يعبد أو يجلب النفع فناكله إن جعنا، فعصبنة الوطنية وقبلنة المدنية شعار فج، همه تفجير صراعات طائفية ودينية وعصبويات دموية...

العلم والعلوم تم تضخيم المادة فيه ليكون 6 حصص بدل 3 حصص في الاسبوع، باعتبار ان لغة العصر هي معادلة الرياضات، وميزان الربح والخسارة، وتفريغ العلم من مضمونه السياسي وتحييده عن الصراع، ليس كما هو الحال في الأمثلة التي يسوقها المنهاج الصهيوني على طلابه،
اللغة العربية، كسر ونصب وجر ، ادوات التطويع التراثية وصنمية الخيمة وبيت الشعر الذي لم يعد يغني عن عطش أو جوع... فنكتب العربية بالانجليزية لان اللغو السنسكريتية اصحبت لغتنا الدراجة...

الفن بقي هارباً لان لأن أبوه ما زال غائباً في غياهب السجن والقمح والسحق، فكسرت الريشة ونزل دمها بالوان الطيف...

ما يحدث في الحيز المكاني الضيق بفلسطين لتصبح مخيماً مكدساً بالأزمات ، كنا نحن جيلنا قد ساهم فيه وفي قتله، وللتعبير عن عقدة الذنب سنذبح بعضنا كربانا لبعض... الجميع يتحمل المسؤولية ؛ من طلاب واكاديميين نتحمل الانسحاب من التحدي واعادة قدرتنا على بناء مخيال جماعي وغن كان فوضويا كما حال النظام السياسي،،، المناهج تدمرنا فيا ليتنا نعود لمعادلة للشيخ والمريد، فرغم كلاسيكيته، الا انها لم تكن ممنهجة ولا مؤدجلة بالمفهوم الحداثي الاستعماري للكلمة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية