الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والجنون - 15

عبدالله الداخل

2014 / 12 / 14
الادب والفن


الدين والجنون - 15

كلما عمُقَ الباطلُ من خيالٍ بنا
في أوْج يقظتِنا
نزدادُ نوماً
ولوماً لروح التمرد المنقذة
فتكتظ البلاهة ُفي الخـُطى
خطى الأخطار والفوضى
ويُنادَى: فَلـْـنَـنـْـسَ الخصام
ولـْيَعُمَّ السلام
فنحن ذاهبونَ إلى الجنة
كلـّـنا:
حميراً وذئابا!
فلا تَسَلوا قلبي عن الثورة الكبرى إذاً
فاللهُ يمسَخُها توسّـُلاً
وعتابا!
والكوابيس التي تقتل الناس نياماً
في الليالي
أعيشها صحواً في نهاري
واللهُ الذي ولد العقولَ الصغار والمجرمين الكبارَ
يُفـْـزِعُني
ما زال منهمكاً
بلعبة الطين القديمة
بالتماثيل المتحركةِ السقيمة!

نحن حروفٌ لا لونَ لها
تكتبها الرياحُ على السماء
تنثرنا رمالاً بصحراء الهزيمة
سوى الثوارِ منا:
حروفٌ تكتبها على طول الطريق الدماء
بها الأعمى رأى ما أمامَه
والمبصرون تعثروا بالغيوم
فعبر القرون كان الله كعادته
قصة ًواحدةً تـُحكى بأوربا
للأغبياء والفقراء
لشعبٍ تعفن بالكنائس في غياب الشمس
بملوك أوربا المؤبَّدين
فلنؤجل الأمورَ إذاً
حتى حضورِنا أمامَ الله
الشبحِ المستحيلِ الذي يحتل تأريخَنا
ودماءَ الدّمى
هناك يؤدي دورَ طفلٍ صغير
في مسرحٍ للمُسِنـّـين
يخلق الكونَ لهم بهشّةٍ من عصا ساحرٍ
فيصدّقون العصا
فأحتارُ بين ضحكةٍ ودمعةٍ تشوِّه المشهد
وأذكر كلَّ شبرٍ من وطني القديم الذي
كان مسرحاً تكتظ دَكـَّـتـُه بالأنبياء
فيه خليطـُ جمهورِ الكاذبين
فيا قومُ خلـّوا العقائدَ القديمةَ إنها
مطايا يُنيخُها الفقرُ والدهرُ
فيركبها الأغنياء
فلننسَ الخصام
وليعم السلام
فنحن في الطريق الى الجنة
فلا فقرٌ هناك
ولا فقراء!
ولتظل البلادُ أسفلـَـنا هناك
لبعض عصورٍ قادمات
تعيش حرباً واحتلالاً أبدياً
يشرب الضامئون بها
هُراءاً وافتراء
يلاحَقُ الجياعُ بها
لإيمانهم بانتزاع الخبز!
انها خطى الامراء
قبل ولادتهم
خطى الملوك اللعينة
فحظنا قادمٌ في خطى الملكة
حين تنود بمشيتها
يُسنِدُها الأمير
بين الكنيسةِ والبرلمان
بين الأسود والخيول المـُطـَهَّمة
وسْطـَ حشود الحمير!
فاسمعي يا أفريقيا
أنتِ التي غطتك الوحول
وأعياكِ الدينُ والطاعون
وأتعبَتـْكِ أنفاقُ الذهب
وأماتتـْـكِ قبورُ الماس
كوني عنصرية ًليومٍ واحدٍ
كي تقابلي ظلم القرون!
وأنت يا آسيا
يا بلاداً طأطأتْ كرامتـَها للخونة
وهي تخطو القهقرى
سترَيْنَ أن الوراءَ هو الوراء
أما تعبَتْ ذراعاكِ ممدودةً منشورةً
أمام الجميع على الصليب؟
ألم تكفِ دبابيسُ الألم
تثقب الكتِفـَيْن؟
يا بلاداً تـُعيد أكاذيبَ الكنيسة
على آذان أطفالها
فتعيدنا للكهف
تطيلُ فينا عمرَ المآذن والقـُباب
تُرْجِعُ أدغالـَنا فينا
تُخلـِّـدُ فينا كآبتـَـنا
وقسوتـَنا
ونومتنا
وموتـَتـَنا

لكنْ توقـَّـف أيها المتمرد
يا دائمَ الترحال
أيها المطارَدُ الأبدي
مهلاً، توقفْ هنا
بين الحقيقة والرحيل
بين صانع الألغام وخطوةِ جندي
توقف عند كل ظلامٍ تلتف به
وكلِّ عَتـْـمةٍ ترتديها
إنها ظِلالُ أجدادِنا فينا
ولا يبقى سواها
فلا خلودَ إلاّ في القلوب
وما الجناتُ سوى باطلٍ وأكاذيب
فلن يبقى للعظام غير أسمال التراب
فالثيابُ الأبدية ُالفضفاضة
ثيابُ الحقيقة
إنما رداءُ الليل
فتمهـَّلْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس