الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن النظام يسترجع أنفاسه ، فيا أيها الثوريون اتحدوا !

الديمقراطية الجديدة( النشرة الشهرية)

2014 / 12 / 15
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إن النظام يسترجع أنفاسه ، فيا أيها الثوريون اتحدوا !
الآن وقد انكشفت حقيقة كل القوى والمجموعات السياسية المتكلمة زيفا باسم الشعب والمدعية العمل على "تحقيق أهداف الثورة" ، واتضحت لكل من كان يساوره الشك حول طبيعتها المتآمرة على الشعب، هل بالإمكان الآن التمييز بوضوح وبدون لبس بين أعداء الشعب وأصدقائه ؟ هل بالإمكان الآن التوجه إلى القلّة القليلة من القوى الثورية والوطنية والفئات الشبابية والشعبية لتنظيم الصفوف والتهيّؤ للدفاع عن مطالب الانتفاضة على درب طريق الثورة التي لم تنجز على عكس ادعاءات الرجعية والانتهازية؟
لقد سبق أن حللنا مرارا وتكرارا طبيعة القوى المعادية للشعب – من يمينها إلى يسارها - ومدى ارتباطها بالاستعمار الجديد وحذرنا مرارا وتكرارا منذ انطلاق الانتفاضة من خطر ركوب هذه القوى على نضالات الجماهير وتوظيفها لإجهاض الانتفاضة والعمل على ترميم النظام المتصدع وإخضاع الشعب أكثر للهيمنة الامبريالية. إن كل ما نبهنا إليه قد حصل الآن فعلا . إن كل المحطات السياسية منذ 17 ديسمبر- 14 جانفي 2011 كانت تُهيّئ للسيناريو الذي يدور الآن : فمن جبهة 14 جانفي التي جمعت كل قوى اليمين واليسار الانتهازي باستثناء الدساترة الذين أصابهم الارتباك والتفكك بفعل الانتفاضة الشعبية إلى ما يسمى المجلس الأعلى لحماية الثورة برعاية البيروقراطية النقابية والذي تحالف وتعايش فيه اليسار الانتهازي – بمختلف مجموعاته بمن فيهم البعض المزايد بالوطنية الديمقراطية – مع الرجعية الدينية (النهضة) ، إلى الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة ... التي كوّنها السبسي وهي مرحلة حاسمة في إعطاء النظام نفسا جديدا وأقلمته مع الإملاءات والمخططات الامبريالية الجديدة في المنطقة ، إلى مسرحية انتخابات أكتوبر 2011 التي جاءت بالمجلس التأسيسي الذي سيسنّ "دستور الجمهورية الثانية " وبحكومة النهضة ( الجبالي ثم العريض ) . وفي هذه المرحلة برز الاستقطاب الثنائي : إخوان/ دساترة في ظل مزيد تفقير الشعب وتجويعه وترهيبه بالاغتيالات وعمليات السطو المنسوبة لقوى إرهابية تعرف القوى المتصارعة على السلطة مصدرها وعنوانها وطرق عملها . واندفع اليسار ممثلا في ما يسمى الجبهة الشعبية للدفاع عن الدساترة وحقهم في النشاط السياسي والدفاع عن نداء تونس بقيادة السبسي والحديث عن التقاطعات معه ثم التحالف معه في جبهة الإنقاذ وتشريكه في ما عُرف باعتصام الرحيل لإسقاط حكومة النهضة وبذلك لعبت الجبهة اللاّشعبية دورا كبيرا في تزيين وجه الدساترة وبرز السبسي كبطل سينقذ البلاد من خطر الإرهاب والرجعية الدينية . ولعبت البيروقراطية النقابية ( الاتحاد العام التونسي للشغل ) دورا محوريا في تطبيق الإملاءات الامبريالية بتنظيمه ما عُرف بالحوار الوطني الذي جمع خاصة الترويكا بقيادة النهضة والدساترة وأبرزهم نداء تونس والجبهة الشعبية وتمّ بموجب ذلك تكوين "حكومة الوفاق الوطني" (مهدي جمعة) المكلفة بتنظيم انتخابات أكتوبر 2014 ...
ورغم تطبيل القوى الرجعية من دساترة واخوانجية ومن انتهازيي الجبهة الشعبية للمشاركة في الانتخابات التشريعية 2014 فإن الجماهير الشعبية قد قاطعت هذه الانتخابات (أكثر من 5.5 مليون مقاطعا من 7.5 مليون ممن يحق لهم التصويت ) و فهمت بوعيها الحسي أن لا فرق بين كل رؤساء القوائم المترشحة فهم يتكلمون نفس الكلام ويقدمون نفس الوعود الكاذبة ...وبيّنت نتائج الانتخابات التشريعية أن الدساترة والإخوانجية يمثلون الائتلاف الطبقي : كمبرادور / إقطاع الذي طالما دعمته الامبريالية وإن ما يسمى باليسار قد أُستُعمِل ويُستَعمَل فقط لتزكية القوى الرجعية وإضفاء "الديمقراطية" والطابع المدني عليها كما كان يحصل زمن بن علي. ومن شبه المؤكد أن الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية سوف لن تتناقض مع المشهد السياسي في مجلس النواب وأن الحكومة التي سيدعو لتكوينها قايد السبسي ستكون حكومة ائتلافية تتظاهر بتكريس "الوحدة الوطنية" وحدة أعداء الشعب الذين رغم تناحرهم يتفقون على نفس السياسة اللاوطنية واللاشعبية .
وهكذا بعد أن أوشكت الصورة على الإكتمال ، لابد للثوريين أن يفهموا أن المرحلة القادمة ستكون صعبة لأن العدو قد عزز صفوفه وإن الشعب الذي كان يُضرب بعصا واحدة سيُضرب غدا بعصويْن : عصا الدين وعصا القانون المدني ، وأن مجال العمل الجماهيري الواسع سيضيق بما أن جل منظمات "المجتمع المدني" والعمل النقابي قد أثبتت عمالتها وتموقعها في خندق أعداء الشعب واتحاد الشغل -الذي تخلى لأكثر من ثلاث سنوات عن الدفاع عن الأجراء الذين تفقروا بفعل التهاب الأسعار- أكبر مثال على ذلك ... ولهذا لابد للثوريين أن ينبذوا أوهام التغيير انطلاقا من النقابات التي فقدت طابعها النضالي والجماهيري وعليهم أن يضعوا في أولويات جدول أعمالهم مسألة وحدة الطاقات الثورية الصادقة والتنظم في قطيعة تامة مع الثلاثي المعادي للشعب: الإخوان والدساترة وانتهازيي اليسار ، وأن يفتحوا حوارا جديا ومسؤولا لرسم أشكال نضال تكون نابعة من صميم واقع الجماهير الشعبية – صانعة التاريخ – ومن قدراتها النضالية الخلاّقة ، والتوجه خاصة إلى الفئات الشبابية المهمشة في الأحياء الشعبية والأرياف وصقل طاقاتها النضالية وإدماجها في النضال السياسي الذي نفّرتها منه قوى الرجعية والعمالة ، ولنرفع شعارا أصبح اليوم مُلِحّا : يا أيها الثوريون والوطنيون اتحدوا ! اتحدوا ضد نظام الاستعمار الجديد المعاد بناؤه- اتحدوا ضد أزلام النظام البائد ودعاة الفتنة, أنصار "داعش",اتحدوا من اجل التحول إلى طليعة ثورية تقدر على تصدر نضالات الجماهير المنتفضة وترسم لها طريق الثورة ، لا طريق المساومة والحوار مع الأعداء على حساب مصالح أبناء الشعب .
الديمقراطية الجديدة (النشرة الشهرية)
ديسمبر 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي