الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آه ياعراق!!!

فاروق الجنابي

2014 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تلاحظ المسيره المليونيه في ذكرى اربعينية الحسين (ع) لاتصدق ان العراقيين غير متفقين فيما بينهم ،لانك سترى الجميع يخدم الجميع،وسترى المحبه مرسومه على الوجوه ،وحسن الاستقبال على الطرقات مع خدمات تقديم الاطعمه لزوار سبط رسول الله(ص)، وتفكر مع نفسك ما بال العراقيين يتوحدون في آلامهم واتراحهم ويتفرقون في افراحهم؟ .لاتستطيع ان تفرق بين سني وشيعي او حتى غير المسلم الذي حضر هذه المناسبه ،وحتى لو عرفته فسوف لاتسأله، وسَيُرَحَبْ به من الجميع لانهم يتشاركون في ذكرى مصاب جلل. تحس الشعور بالارتياح النفسي وانت تتجول في اجواء الاحزان ،في كربلاء او النجف،وانت تلاحظ التعاطف الاخوي بين الذين حضروا هذه المناسبه.
انا شعرت بفخر لهذه الحاله عندما كنت شابا" بل عشتها ،والآن انا الاحظها من خلال التلفاز واستطيع ان اصف لك الحاله النفسيه الطيبه بين الشعب العراقي والتي تنسيهم آلام وهموم كثيره اصابتهم خلال السنين الماضيه، وتسأل نفسك هل هذا هو شعب العراق الذي يقتل بعضهم بعضا" يوميا" لاسباب طائفيه قد يمارسوها مرة" ثانيه بعد انتهاء الزياره المليونيه؟ اقول لك، نعم هؤلاء هم العراقيين ،طيبي القلب الى اقصى الحدود وغليظي القلب الى ابعد الحدود،يشتمون الجار اذا اختلف معهم لاسباب تافهه ويبكون عليه ويهرولون لنجدته عند اقل مصاب يصيبه، ولاتسألني الاسباب فان الدكتور علي الوردي وصفها في حينها ونعتوه بالملحد!!!
انني على يقين تام ان الطوائف العراقيه كلها تتفق على ان مصاب آل البيت هو مصاب جلل لا غبار عليه ويستحق استذكاره سنويا" لغاية شريفه كونهم احفاد رسولنا الاكرم(ص) وكذلك الاستلهام من القيم الانسانيه لهم ووقوفهم ضد الظلم بكل عنفوان،ولكن مايؤسف عليه ان المسلمين في العراق يتبجحون بآل البيت وباسلامهم ولكنهم ينسون او يتناسون تلك القيم حال انتهاء الاربعين يوما" ،مثلهم كمثل بعض الذين يذهبون الى الجوامع اوالحسينيات وترى على وجوههم التقوى ولكن حال تركهم هذه البيوت ينقلبون الى حاله بعيده عن الاسلام وقيمه الاخلاقيه والانسانيه.

مما يؤسفني ان ارى شبابا"من الطائفتين يتراشقون بالسب والشتم لآل البيت ولاصحاب الرسول كل من منبره الطائفي الذي ينادي منه،وكأنهم حقا" محبين لمن يدافعون عنه ،فترى الشيعي يشتم صحابة رسول الله بكلمات ماانزل بها من سلطان ،ويرد عليه السني باقسى منها ضد تصرفات الشيعه في عاشورا(من لطم وتطبير) ونعتهم بالصفويه والجهل ،وقد يتمادى بالسب حتى على آل البيت ليس كرها" لهم ،لان ذلك يتناقض مع تعليماته الدينيه ،بل مجرد جرحا" لشعور من سب وشتم رجال ساندوا الدين ودافعوا عنه . الغريب في الامر ان الشيعي لم يولد شيعيا" ولا السنه ولد سنيا" ،ولكنه تبنى احد المذاهب من المجتمع الذي ترعرع فيه ،اي ان المذهبيه اكتسبها ولم تكن طبيعه وراثيه، ومعنى ذلك ان المذهبيه تَطَبُّعْ والمفروض ان الطبيعه الاسلاميه تغلبها دائما". قد تضحك اذا تخيلت ان الذي يسب آل البيت سبق وان ولد في منطقه شيعيه وليس سنيه ،لرأيته الآن يسب الصحابه والخلفاء الراشدين والعكس صحيح!!!!
مهما كتبت وصرخت باعلى صوتي وحذرت من الطائفيه ،سوف لايسمعني ولايصغي لي احد لان وراء هذه المصائب عمائم وساسه، ارسلهم لنا الشيطان في غفلة من الزمن،سيمنعون المسلمين الى الاصغاء للغة المنطق لان الغلِوُّ في الطائفيه تصب لصالح هؤلاء المجرمين وبغيرها سيكونوا نكره..........................والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار