الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تريد حماس من داعش ؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2014 / 12 / 15
القضية الفلسطينية


عانت غزة في الفترة الأخيرة من بعض مظاهر الفلتان الأمني المتمثل في تفجير أبواب منازل قيادات من فتح، أو في تفجير منصة الاحتفال بذكرى رحيل أبو عمار، وكذلك في بيان موقع باسم داعش يكفر عدد من الناشطين والنقاد في غزة.

اللافت أن بعض كتب داعش باتت توزع في قطاع غزة ومنها كتاب بعنوان ( القانون الأساسي الفلسطيني لدين الإسلام ) وهو عنوان يحتوي على عدة مغالطات وإشكاليات، فهل هناك شيء اسمه القانون الأساسي لدين الإسلام في ظل انقسام المسلمين إلى 73 طائفة ومذهب ؟؟! وهل هناك دين إسلامي " فلسطيني " يخص فلسطين وحدها ؟؟! على حد علمنا أن رسالة الإسلام عالمية !

جدير بالذكر أن بعض نشطاء حماس هم من يوزعون تلك الكتب الفاخرة الطباعة والإخراج، ورغم يقيني أن داعش لم تصل بعد إلى غزة، إلا أن داعش تمثل فكراً ينتمي إلى السلفية الجهادية التي تدعي أن الإسلام هو القاعدة الأساسية لتبرير توجهاتها السياسية، وهنا نتساءل: في ظل انسداد الآفاق السياسية والاقتصادية في غزة، ما الذي تريده حماس من داعش ؟؟

هناك عدة عوامل تؤكد بأن قطاعاً مهماً من حركة حماس قد يتحول إلى تنظيم داعش بعد الإيمان بأفكارهم واجتهاداتهم، خاصة بعد الأزمة المالية الطاحنة التي تعيشها الحركة بعد إغلاق أنفاق التهريب، واستمرار سلطة رام الله في عدم صرف رواتب لحكومة حماس كما تم الاتفاق عليه.

إذا استمرت الأوضاع في غزة بهذا الانسداد، فإن حماس أمامها خيارين لا ثالث لهما، الأول هو التسليم لحكومة التوافق وسلطة رام الله التي سوف تسعى إلى حل الأجهزة الأمنية والعسكرية لحماس، بالإضافة إلى الضغط من أجل اعتراف حماس بشروط الرباعية الدولية وأهمها نبذ العنف والإرهاب والاعتراف بإسرائيل، وهو خيار غير وارد في اعتقادنا.
الخيار الآخر هو الاستمرار في التغني بأمجاد المقاومة والذهاب إلى العروض العسكرية، وشيئا فشيئاً يمكن أن نعود إلى إطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة ما سوف يؤدي إلى حرب رابعة مدمرة !

في هذه الأثناء، يفتقد الفلسطينيون إلى قيادة يمكنها إحضار الأطراف المختلفة إلى مائدة حوار، وحتى لو جلس الفرقاء على مائدة حوار ( وقد جلسوا كثيرا قبل الان )، فسوف يستمر كل طرف في الكيد إلى الطرف الآخر، ما يعني أن غزة سوف تعاني بقسوة من الجوع وتفاقم البطالة والفوضى، وهي الأجواء الخصبة لتنظيم مثل داعش.

وعودة إلى السؤال الوارد في العنوان، وهو ماذا تريد حماس من داعش، نقول بأن حماس تريد من داعش أمرين رئيسيين، الأول هو التزود بالأفكار السلفية التي تحرم الانتخابات باعتبارها تنافي وتعارض مبدأ السمع والطاعة، أي باختصار، الاستناد إلى قوة أيدلوجية تمكن حماس من محاربة الديمقراطية وحرية الرأي باعتبار أن الديمقراطية بدعة كافرة.
أما الأمر الثاني، فهو تأمين خط إمداد مالي لعناصرها، فتنظيم داعش يمتلك القدرة المادية التي مكنته من صك عملة خاصة به في سوريا والعراق. يشار إلى أن تنظيم داعش بات يسيطر على ثلث بترول العراق ونصف البترول السوري، وهو ما قد يضمن لحماس بضعة ملايين من الدولارات لتأمين مرتبات حكومتها في ظل استمرار مماطلة السلطة وحكومة التوافق.

في ظل تفاقم الحصار والبطالة وانتشار الفقر سيتمكن تنظيم داعش من التمدد على حساب حماس ولكن بموافقتها ومباركتها، فكلاهما ينتمي إلى محور قطر – تركيا، وكلاهما يسعى إلى إمارة إسلامية تحرم الديمقراطية وتصادر حق الناس بالانتخابات، وعلى الأرجح أن لا شيء في غزة يدعو إلى التفاؤل، سوى اللهم مزيداً من الفوضى والفلتان ومزيد من الضرائب والجبايات الباهظة التي ستؤدي بدورها إلى مفاقمة الفقر واليأس وانعدام الأمل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظر
على المحلاوى ( 2014 / 12 / 15 - 20:52 )
أسمعنى جيدا يا سيدى
أندهشت بشدة عندما قلت الاتى
(حماس تريد من داعش أمرين رئيسيين، الأول هو التزود بالأفكار السلفية التي تحرم الانتخابات باعتبارها تنافي وتعارض مبدأ السمع والطاعة، أي باختصار، الاستناد إلى قوة أيدلوجية تمكن حماس من محاربة الديمقراطية وحرية الرأي باعتبار أن الديمقراطية بدعة كافرة)
ما هذا الكلام !
ألا تعلم أن حماس قد فازت فى الانتخابات ومن لم يعترف بنتيجة هذه الأنتخابات هى حركة فتح ودول الجوار وخاصة(مصر) وبالطبع أسرائيل وأمريكا
والجميع تأمر عليهم ووضع فى وجههم كافة العراقيل
هم خضعوا ورضوا بالأنتخابات والاخرين هم من لم يرضوا بها
ثم تاتى أنت وتهاجمهم بما هو صفة بالغير
غيرهم هو من أمن بالديمقراطية ولكن بشرط أن يفوز بها بغير هذا فهى عندهم هم وليست حماس( بدعة كافرة)
ثم تقول(قطر – تركيا، وكلاهما يسعى إلى إمارة إسلامية تحرم الديمقراطية وتصادر حق الناس بالانتخابات)
من الذى حرم حق الناس بالاختيار فى الأنتخابات البرلمانية التى فاز فيها نواب حماس ومن هو من صادر حق الناس بالانتخابات حماس أم تحالف الشيطان (أسرائيل ، أمريكا ، مصر ، فتح)
فعلى من تضحكون علينا أم على أنفسكم


2 - الديمقراطية ليست مجرد استفتاء !!!
عبدالله أبو شرخ ( 2014 / 12 / 16 - 08:02 )
وبالطبع فإن الحديث عن تجربة حماس في الانتخابات الفلسطينية يشبه إلى حد كبير ما حدث عشية انتخابات الجزائر 1991 التي نتج عنها ذبح أكثر من 200 ألف جزائري من الأبرياء .. هل هكذا تكون الديمقراطية ؟؟1
يا عزيزي ما يريده الإخوان المسلمون من الانتخابات هو مجرد استفتاء شعبي للوصول إلى السلطة وبعدها سوف يركلون الديمقراطية إلى سلة القمامة .. الديمقراطية ليست مجرد استفتاء يجرى لمدة واحدة كما فعلت حماس في غزة .. حتى في الجزائر وعشية فرز الأصوات قال علي بلحاج أحد قادة جبهة الإنقاذ الإسلامية أن الديمقراطية بدعة كافرة وهذا ما تمارسه حماس في غزة !!
الديمقراطية تعددية فكرية وسياسية
الديمقراطية حريات الرأي والتعبير
الديمقراطية حرية التفكير والاعتقاد
الديمقراطية تداول سلمي للسلطة كل أربع سنوات
فأين الإسلاميون من كل هذا ؟؟؟

اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟