الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد علي عقلة عرسان ( كفاية ) !؟

أحمد حيدر

2005 / 9 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اللافت في مجمل اللقاءات التي تناولت عملية الاصلاح في سوريا ،سواء الاصلاح السياسي ،أم الاقتصادي ،أم الاداري ، في السنوات الأخيرة من خلال المنتديات ، والحوارات ، والكتب الكثيرة التي صدرت في هذا المجال ، بغض النظر عن الآراء المتناقضة ، والاجتهادات ، والتفسيرات عن أولويات كل منها ، للوصول الى أفضل السبل .
وصد رت قرارات لاتعد في المجالات كافة ، وحلت قوانين جديدة محل قوانين بالية تعود الى العهد االعثماني ، وتوصيات تطالب باعادة النظر في المؤسسات التي تراوح في مكانها ، أو( المخسرة ) وايجاد الحلول الناجعة للحاق بالركب - والمؤسف- كانت معظمها من مؤسسات القطاع العام !! لكن معظم هذه الندوات ، والحوارات الساخنة التي جرت بين النخب ، والعامة ، في السر والعلن ، تفادت الحديث ، أوحتى الاشارة عن المؤسسات الثقافية ،
كما لو انها ( شخصيات اعتبارية ) تتمتع باستقلالية تامة ( حكم ذاتي ، أو فيدرالية ) ، وليست معنية بالركود الثقافي
الحاصل ، ولا علاقة لها بقضايا المجتمع ، وحقوق المواطن ، ومعاناته ، وكرامته ، ولا بالفساد المستشري و.!
ولا تخضع للنقد والمساءلة ، كونها فوق الجميع !!؟
المتتبع للشان الثقافي في سوريا يعرف مدى (الكوارث ) التي سببتها هذه المؤسسات ، للثقافة الوطنية ، وما أهدرته من طاقات ابداعية حقيقية ، واموال طائلة من قوت الشعب ، والوسائل التي ا تبعتها لترويض فئة قليلة من اشباه المثقفين ،التي لا تجيد غير التطبيل والتزمير في الأفراح والأتراح ، وتدبيج قصائد مدائحية لرؤساء الأقسام الثقافية في الدوريات التي تصدرها هذه المؤسسات !! وتم اقصاء العديد من القامات الابداعية العالية ، غير مبالية بالنتائج ، اللهم غير الحفاظ على هيكليتها- الهشة - التي لا تحتمل أية هزة عارضة !؟ اتحاد الكتاب العرب مثلا ، الذي تأسس عام 1969، ويتربع على رئاسته السيدعلي عقلة عرسان ، منذ أكثر من ربع قرن ( وهو بالمناسبة كاتب ، وشاعر ، وقاص ، و روائي ، ومسرحي ، ومحلل سياسي !؟ ) لم يحقق هدفا واحدا من أهدافه المرتجاة ، باستثناء الصراعات المفتعلة بين المثقفين السوريين حول قضايا ثانوية - لا تقدم ولا تؤخر - ولا يمكننا - للأمانة التاريخية - أن ننسى أحد أهم الانجازات التاريخية للاتحاد ، موقفه من الكتاب العراقيين - وعدم السماح للوفد العراقي لحضور اجتماعات اتحاد الكتاب العرب الذي عقد في دمشق - بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين ، و فقد جراء تصرفه هذا مصداقيته في الاوساط الثقافية ، الأقليمية والعالمية ! كما أقدم على فصل الشاعر السوري الكبير أدونيس ، الذي عبرعن موقفه من هذا الاجراء ، قبل أشهر في جمعية عاديات جبلة ، أثناء لقاءه مع محبي الكلمة الصادقة في مدينة جبلة الساحلية ( أنا سعيد للغاية لهذا الطرد ) وكان الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي يردد باستمرار ( لا يشرفني عضوية الاتحاد ) !!؟ ونذكر من الاسماء الفاعلة في الثقافة السورية التي بقيت خارج اتحاد الكتاب العرب : المسرحي الراحل سعدالله ونوس ، وصديقه الكاتب والشاعرالراحل ممدوح عدوان ، والروائي المعروف حنا مينه ، والشاعر والروائي سليم بركات ، والباحث ابراهيم محمود ( الذي اصدر أكثر من أربعين كتابا في ا لمجالات ا لمختلفة ومن كبريات دور النشر العربية )وأسماء أخرى كثيرة فرضت حضورها في الساحة الثقافية : محليا ، وعربيا ، وكرمت - خارج البلاد - من قبل مؤسسات ثقافية مرموقة !! يفوق عدد أعضاء اتحاد الكتاب العرب ، عدد أعضاء الكتاب في جمهورية الصين الشعبية ، لأن باب العضوية بات مشرعا أمام الجميع - ماعدا المبدعين الحقيقيين - ولم يعد الابداع مقياسا لنيل شرف العضوية ، لأن أعضاء لجان القراءة الذين كلفهم ع . ع . ع عاجزة عن فرز الصالح من الطالح ، والغث من السمين !! وبجرة قلم من الرقيب الأمي ، منعت العديد من الكتب الابداعية من النشر ، في الوقت الذي تتكد س فيه مستودعات اتحاد الكتاب العرب بمئات الكتب التي تبرأ منها أصحابها ، بسبب افتقارها لأبسط معايير الكتابة الأدبية ، وشحة معلوماتها أيضا ...!
قبل فترة وجيزة ، جمع أحد رواد المركز الثقافي في منطقتنا ، محاضراته التي كان يلقيها في المراكز الثقافية في البلدات ، والأرياف التابعة للمحافظة ، وسافر الى العاصمة لطباعتها ، وهناك علم ان حجم الكتب التي تقدم الى الاتحاد للموافقة عليها ، يجب ان لا تقل عن مائة صفحة ، فقسم محاضراته الى قسمين ، القسم الأول كتب مقدمتها مدير الثقافة في المحافظة ، والقسم الثاني كتب مقدمتها رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في المحافظة ، بعدها ألقى محاضرة عن ادب الكاتب علي عقلة عرسان - علق أحد الحضور حينذاك : مبروك العضوية !!!؟
الموالاة - لرئيس الاتحاد - هي الأهم ، لكسب الأصوات في الانتخابات ، التي تجري كل أربع سنوات ، وتشهد على ذلك انتخابات فروع الاتحاد التي تجري في المحافظات - وما يدور في الكواليس لم يعد خافيا على احد - قبل انعقاد المؤتمر العام ! وأية معارضة للسيد علي عقلة عرسان ، من قبل أحد الأعضاء، سيدفع ثمنه الكثير ، فقد يشطب اسمه نهائيا من لا ئحة المشاركين في النشاطات الثقافية خارج القطر- والتي اقتصرت المشاركة على اسماء معروفة بميولها - أو يمنع من المشاركة في الامسيات الأدبية داخل القطر - خاصة في المحافظات البعيدة - التي ينعم فيهاالضيف بصرف اذونات السفر عن الأكل والشرب ، والمنامة ، و قد تعتذر عن نشراعتذارياته جميع دوريات الاتحاد ، المخصصة لنشر أعمال أعضاء الاتحاد ( المدعومين فقط ) تتصدرها صورهم القديمة التي تعود الى ( أيام الزوالف الطويلة ) وقد تجد في عد د واحد من جريد ة (الأسبوع الأدبي ) أكثر من دراسة تتناول أدب علي عقلة عرسان ، كالأشباح في مسرحه ، والغموض في شعره ، والمقاومة في روايته ،وبعد النظر في رؤيته السياسية ، بالاضافة الى افتتاحية العدد التي لا يتخلف عن كتابتها - دون غيره - اسبوعيا !!! الرجل الثاني في اتحاد الكتاب العرب ، هوالقاص والروائي الفلسطيني الأصل حسن حميد ، الذي نشر بما فيه الكفاية من مجموعات قصصية ، وروائية ، ودراسات أدبية ، ويشغل منصب سكرتير التحرير ، في جريدة (الأسبوع الأدبي ) مهمته معاداة المبدعين ،داخل البلاد وخارجه ، ولم ينج أسم لامع الا في عالم الابداع الا وانهال عليه حسن حميد بالاتهامات الباطلة ، في كتابه (البقع الارجوانية في الرواية الغربية )يضع خمسة من أعظم كتاب الرواية في العالم في خانة الأعداء ، منهم : جويس ، وديستوفسكي ، وسرفانتس، وبروست ، وكافكا ، ويصف أشهر أعمال هؤلاء الروائية - بالروايات السخيفة - !! أذكر قبل سنوات ، أصبت بالذهول عندما قرات الخبر الذي نشره حسن حميد ، يتهم فيه صاحب ( الحب في زمن الكوليرا ) الكاتب الكولمبي المعروف ماركيز بالعمالة للصهيونية ، ولكن لعبته انكشفت بعد صدور بيان ماركيز ضد شارون !! ولا أدري كيف واجه أصدقائه ،عندما قرا بيان ماركيز ،وماذا كان موقف رئيس الاتحاد علي عقلة عرسان من سلوكه هذا !!؟ في الملتقى الروائي الثاني ، الذي عقد في القاهرة تحت عنوان ( الرواية والمدينة )أعلن الروائي صنع الله ابراهيم عن رفضه للجائزة التي فازبها - لأنها حسب رايه - صادرة عن حكومة لاتملك مصداقية منحها ! وأصدر المثقفون المصريون بيانا ، أثنوا فيه على الموقف النبيل الذي وقفه الروائي صنع الله ابراهيم ، وبعد اسبوع - واحتفاء بموقفه المشرف منح ( جائزة الحركة الثقافية الوطنية ) وصدرت بيانات كثيرة في العواصم العربية التي تؤيد موقفه الشجاع ، لكن السيد حسن حميد - وهو الوحيد - الذي شعر بغصة ثقافية وابدى استغرابه كيف يرفض الكاتب جائزة مالية مقدارها ( مائة ألف جنيه مصري ) أي حوالي ( 15 ) ألف دولار وأعتبر موقفه مضرا بالثقافة ، يقول حميد : ( ولم ينته مؤتمر الرواية العربية الثاني في القاهرة الا بغصة ثقافية قد لا ترفع الا بعد مرور وقت أحسبه طويلا ) وهنا اترك للقارىء الكريم المقارنة بين موقف حسن حميد الذي يدعوالى محاربة التطبيع ، ويقبل بالجائزة ( المالية ) وبين موقف صنع الله ابراهيم المشرف الذي رفض الجائزة !!؟؟؟ والغصة الثقافية الثانية لحسن حميد ، عند ما منحته مؤسسة ابن رشد جائزتها السنوية (جائزة ابن رشد للفكر الحر ) ومن هنا جاءت فكرة الشاعر لقمان ديركي - ومجموعة من أصدقائه الكتاب - بتأسيس رابطة للكتاب المستقلين في سورية ( تعيد الاعتبار للعمل المؤسساتي خارج اطار القطيع ) تجاوز عمرعلي عقلة عرسان ( 65 ) عاما وعقبال مائة سنة ان شاء الله ، ولكن :
كفاية ...كفاية ...كفاية !!؟؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-