الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثابت والمتحول في سوريا الثورة

سعيد علم الدين

2014 / 12 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن المأساة الرهيبة التي تتعرض لها سوريا: شعبا وأرضا، تراثا وحضارة، إرثا إنسانيا غنيا ونسيجا اجتماعيا عريقا، منذ أربع سنوات ثقيلة دامية سحقت تحت براميلها دون رحمة البشر والحجر، هي ضرورة تاريخية حتمية طبيعة، كان لا بد منها، ومن وقوعها لتَّخَلُّصَ من براثن عائلة مجرمة حاقدة طائفية عنصرية، هجينة أمام العدو، همجية ظالمة مستبدة أمام شعبها ومنذ أكثر من أربعين سنة عجافا أذاقتهم فيها شر الأمرين.
واذا لم يسحق السوريون هذه الدكتاتورية الحاقدة الآن رغم التضحيات العظام، فإنها ستسحقهم ولأربعمة عام، دون رحمة ورأفة.
كلب ومسك عظمة!
فكيف اذا كان كلبا مسعورا جعاريا كعصابة البشار؟
كيف لا وهي دكتاتورية مشبعة بالحقد عفنة الجذور قابعة على صدر هذا الشعب الصابر الحضاري النبيل ككابوس ثقيل تحول الى نفق مظلم دامس بليل حالك طويل.
ولهذا كان لا بد لهذا الشعب من الانتفاض على واقعه الأليم والثورة للخروج من النفق المظلم وتحقيق المستحيل باستعادة حريته وكرامته وعنفوانه وعزته وحقوقه المسلوبة على أيدي عصابة حاكمة سارقة ماكرة مخادعة طاغية باغية.
ومع بزوغ الربيع العربي أشرقت شمس الحرية واخترقت أشعتها ظلام النفق السوري فأضاءت مشاعلها بأيدي براعم الثورة، أطفال درعا.
هل كان ممكنا تفادي ما حدث؟
نعم لو كان بشار انسانا سويا، ووطنيا سوريا، وحاكما حكيما محبا لشعبه وليس وريثا لئيما حاقدا في قلبه، ويفكر ولو للحظة بمصلحة سوريا ومستقبل أبنائها وليس بمصلحته الخاصة ومستقبل ابنه الوريث!
ولكن بما انه ليس سويا ولا وطنيا ولا حكيما، ولئيما حاقدا وبالنسبة إليه ولبطانته الفاسدة سوريا غابة وهم أسيادها وأسودها الكاسرة، فكان على شعب الغابة ان يظل مطيعا خانعا، وإلا تعرض للافتراس بشرا وحجرا كما يحدث الآن.
ففي سوريا الملتهبة بثورة يخوض غمارها شعب جبار منذ أربع سنوات باللحم الحي وبمعارك اسطورية وانتصارات بطولية ضد قوى الشر والهمجية الأسدية التدميرية الإيرانية الروسية الحالشية الداعشية، الكل في هذا الصراع السوري الاقليمي الدولي الدامي متحول ويعمل حسب مصالحه الآنية، إلا الجيش السوري الحر فهو الرقم الصعب والثابت في المعادلة، رغم كل المؤامرات والاختراقات ومحاولات الطعن التي لا ينفك يتعرض لها منذ تأسيسه على يد البطل المقدام الشهيد الحي العقيد رياض الاسعد.
والجيش الحر الديمقراطي والمعتدل في توجهه لمستقبل سوريا الجديدة هو وحده الذي يرعب بشار الاسد ويحسب له هذا السفاح الف الف حساب. كيف لا وداعش والنصرة هما صنيعتا مطابخ مخابراته الشيطانية والتآمرية الإيرانية لسَّيطرة على الدول العربية والتي لها الباع المهني الاحترافي الطويل في تأليف وتركيب وتدريب وتسليح وتوجيه واختراق وغسل أدمغة الجماعات الإرهابية الإسلامية السنية الغبية.
هذه الجماعات السنية الإجرامية أضرت بوحشيتها وظلمها وحقدها وغبائها المنقطع النظير بكل ثورات الربيع العربي وبالاعتدال السني الى ابعد الحدود، ومحاولة سرقتها للثورة الشبابية من أيدي أصحابها الشرعيين اي الشباب العربي المنتفض لكرامته ومستقبله، لمصلحة ارهاب ملالي ايران في المنطقة والتغطية على جرائمها عبر أذنابهإ من حزب حسن ايران في لبنان الى بشار الى المالكي الى الحوثيين وبقية الحثالة من المتآيرنين.
هذا وقدمت داعش والنصرة خدمات لبشار ما كان ليحلم بها، وتسببا بعدم دعم أمريكا ودول الغرب الدعم الكافي للثورة بالسلاح الفتاك، لكي لا يقع بأيديهما الملطختين بدماء الأبرياء في كل مكان.
خاصة بعد أن انقلب هذا السلاح عليهم في ليبيا محاولا تدمير كل طموحات وآمال وتضحيات الشعب الليبي بقيام دولة ديمقراطية تعددية حضارية عصرية.
والآن الجيش الليبي يخوض معارك ضارية ضد الجماعات الإسلامية الإخوانية المتطرفة.
فأمريكا والغرب لم ينسوا بعد الدرس القاسي الذي تلقوه في ليبيا، فهم ساعدوا ثورتها الربيعية لتنتصر على القذافي، فتحولت بعد انتصارها الى مؤامرة خفية وثورة خريفية بأيدي جماعات الارهاب الاسلامية وفي مقدمتهم "القاعدة" الغبية، حيث أدى ذلك الى حرق السفير الأمريكي
الذي كان المناصر الأكبر للشعب الليبي.
فالجيش الحر بقواه الفاعلة على الارض السورية رغم قلة الإمكانات وشح الموارد هو من يمثل حقيقة جوهر ونضال وكفاح الشعب السوري من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية والدولة المدنية التي افتقدها ومنذ انقلابات عسكرييه الشمولية المشؤومة ضد الدولة الديمقراطية الفتية عام 49 إثر نكبة فلسطين وكانت البداية لكل الانقلابات العسكرية الغاشمة في العالم العربي على قوى الشرعية والديمقراطية من مصر الى العراق والى معظم الدول العربية التي لم ترتح شعوبها من استحمار عسكرها العربي اللقيط بعد تحررها من الاستعمار الغربي المقيت.
ومن هنا فالكل متحول والجيش السوري الحر هو الثابت ومن ورائه القوى السياسية السورية والعربية والدولية التي تدعمه.
فعلى مدى أربع سنوات بشار وبطانته وشبيحته وعصابته وعلوييه هم الخاسر الأكبر. البارحة تم على يد الشبيحة تدمير قصر المجرم رستم غزالي، هذا يدل على شعورهم بالهزيمة وعدم قدرتهم على حماية القصر لكي لا يقع بأيدي الثوار. وهناك تذمر واضح في الطائفة العلوية التي خسرت وتخسر يوميا خيرة شبابها وقودا لحرب خاسرة.
أما ايران فهي في تراجع اقتصادي وتقهقر عسكري واضح في سوريا، لعجزها رغم انخراطها في الحرب الى جانب بشار مع كل غلمانها واذنابها وارهابييها من حزب حسن ايران الى ميليشيات شيعستان من العراق الى أفغانستان، على حسم الحرب لمصلحتها، ولم ولن تستطع الانتصار على الشعب السوري الثائر لكرامته وغزوهم لأراضيه.
وروسيا بعد ان انخرطت بكل حماقة ورعونة الى جانب بشار هي اليوم تهرول خلف المعارضة لحل الصراع، حفاظا على ماء الوجه.
حتى مقاتلي داعش والنصرة من السوريين سيأتي اليوم الذي يعودون به الى وطنيتهم ويلتحقون بالجيش الحر، لأن داعش والنصرة لا مستقبل لهما لا في سوريا ولا في العراق ولا حتى على ظهر المريخ.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم