الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سياسة اغتصاب حقوق الانسان بالمغرب-

ابراهيم الرحاوي

2014 / 12 / 16
حقوق الانسان


إن النقاش حول موضوع حقوق الإنسان حين يطرح من طرف جهات رسمية أو أنظمة مشهود لها بالديكتاتورية، يبقى مجرد ضجيج تثيره هذه الأنظمة المهزومة عبر أجهزتها الإعلامية وأقلامها المأجورة والهيئات مشبوهة لتخفي من وراءه واقع الانتهاكات والقمع الممارس على الشعوب.
وفي هذا السياق انعقد مؤخرا بمراكش ما سمي ب"المنتدى العالمي لحقوق الإنسان" تحت رعاية الأجهزة الرسمية للنظام القائم بالمغرب وبمباركة من الدواليب الامبريالية في خطوة تآمرية على الشعب المغربي، ومن اجل إخفاء الجرائم المرتكبة في حقه ممتدة إلى مرحلة ما قبل الاستقلال الشكلي وما بعده، حيث لا يخفى على أحد واقع الاضطهاد و قمع الحريات من تقتيل و تعذيب و اعتقالات سياسية، فرغم الأوهام و الأساطير والشعارات الرنانة التي يحاول من وراءها النظام التسويق لإنجازات وهمية فالواقع المعاش يفند كل الترهات.
هنا نتساءل عن أي فهم تؤسسه جوقة بعض المثقفين لحقوق الإنسان؟ التي ما فتئت تطبل و تزمر في محاولة يائسة لإيجاد المبررات الثقافية والسياسية لمثل هذه المنتديات، تضع نفسها في خانة الخيانة والارتزاق، وتصبح بذلك في موقع العداء من مصلحة الشعوب، قياسا على أن دور المثقف الذي يحترم إرادة شعبه ويؤمن بها: هو فضح كل أساليب الاستلاب، لا المساهمة في ترسيخ ادعاءات الأنظمة والإضفاء نوع من الشرعية عليها، والمشاركة الفعلية في اغتصاب حقوق الإنسان سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
إن قول الحقيقة من الطبيعي إن يجر على صاحبه وابل من الاتهام بعدم مسايرة مرحلة الانفتاح و التقدم, اللهم ادا كانت أفكاره تدخل ضمن حوار مختزل داخل الأحزاب السياسية والنقابات و تخدم أجندة معينة، أما المناضلين الأحرار والشهداء فكانوا دائما عرضة لكل أشكال التنكيل و التقتيل، وسيكتب التاريخ أسماءهم بكل فخر ولن يمحيها احد ولو بعد ألفي سنة من الزمن، وهم اكبر شاهد على اغتصاب حقوق الإنسان و كرامته، من عدد الشهداء إلى سنوات الاعتقال ، إذن فهل ننتظر من المنتدى وأمثاله من إنصاف هؤلاء؟ أبدا، ولنا في تجارب الشعوب اكبر دليل، فلم يبقى حق من حقوق الشعب الفلسطيني الا و انتهك تحت مرأى ومسمع كل المنظمات الدولية المدافعة على حقوق الإنسان، وبرعاية الامبريالية العالمية وحليفتها الصهيونية، واحتل العراق وشرد شعبه تحت شعار نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان رغم إن أهم حق و هو الحق في الحياة ...
إذن فمن العبث الحديث عن حقوق الإنسان تحت غطاء امبريالي صهيوني في بلد يمارس جميع أنواع وأشكال التعذيب المادية والمعنوية بمساندة أصحاب المصالح الطبقية الضيقة, لأن الحقوق تنطلق باسم الإنسان ومن أجل الإنسان وتترجم فلسفة حقوقه الكونية في العيش والكرامة والرفاه والعدالة والمساواة دون إقصاء أو تمييز, عكس ما تحاول الدعاية الغربية الرسمية القيام به لتقديم شيء من الأمل لبلدانها المستعمرة, وهدا يطرحنا أمام إشكال أخر يتحدد في الغاية من وراء كل الدعايات التي ترسم افرحا للناس, أم أنهم لا يريدون أن يصدقوا ما يرونه بأعينهم, فتصديقه مرعب ولا يطاق ؟
لكن إذا لم يكن هناك فرح بين الناس, فهل نكتب عن الفرح و ننسى حزنهم؟ إذا كان الناس مسلوبين من إمكانية الصمود والنضال الطبقي و الوطني, فهل نقول لهم هناك صمود ونضال؟ إننا بذالك نكون قد خدمنا الجلاد وخنا الضحية. وختاما أود أن أقول من داخل هده المقالة باعتبارها كأرضية أولى لكشف المستور عنه حول موضوع سياسة "اغتصاب حقوق الإنسان بالمغرب "في أفق نشر بعض المحاور المكملة لها . يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية للاعتراف بأن شعبنا البطل قد هزم؟ وقد هزم لأنه لم يسمح له بالنضال من أجل حقوقه المغتصبة وقضاياه الوطنية, حيث إذا لم نعترف بهذا الحجم الهائل من الهزيمة واليأس والصمت,فلن يولد فينا أمل ولا نصر ,مما يجب على كل المناضلين الغيورين على هذا الوطن المغتصب ,أن يقولوا للناس أنتم جبناء ولا أمل لديكم مادمتم على هذه الحال, إن إنسانيتكم مغتالة مهما كلفتم عناء التجربة المريرة من أجل التحرر والإنعتاق من نير الاضطهاد والاستغلال الامبريالي وعملائه الرجعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية