الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مُبالاة شباب العُربِ

فادي عيسى جنحو

2014 / 12 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الشعب العربي بالتحديد يعيش حالة من اللامبالاة، و بكل بساطة لا يكترث وهنا أقصد بعدم الاكتراث بالاحداث السياسية الجارية والأوضاع الداخلية للبلدان التي يعيش فيها العرب؛ فالشاب العربي يهتم بآخر أخبار ريال مدريد وبرشلونة، ويعرف آخر أخبار السيارات و صرعات الموضة ! لكن لا يهتم بالشأن الداخلي لوطنه، أو أوضاع الدول العربية المجاورة ! و أكتب اليوم عن فئة الشباب بشكل خاص بما أنّ نسبة الشباب هي أعلى نسبة في التشكيل السكاني للعرب والأهم؛ فهم يقع على عاتقهم مسؤولية بناء هذه المجتمع و الارتقاء به .
في 6 حزيران 1982 بدأ الاجتياح الصهيوني للبنان؛ لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من محور المقاومة في المنطقة، وكان بعد أسبوع من ذلك مونديال كأس العالم لكرة القدم 1982 في إسبانيا، وشارك آنذاك منتخبا دولتين عربيتين هما: منتخب الكويت لكرة القدم، و منتخب الجزائر، وتزامن حصار و قصف بيروت مع بدء أول مباراة في المونديال يوم 13 حزيران، قام الكيان الصهيوني باختيار هذا الموعد للاجتياح بالذات؛ لأنه يدرك أنّ الشعب العربي سوف ينشغل بمباريات كأس العالم خاصة أنَّ هناك دولتين عربيتين مشاركتين؛ إذ إنّ إسرائيل تعرف كيف تلهي شباب العرب عن قضايا الأمة العربية ،وفي الوقت نفسه كانت بيروت تقصف و تشتعل، كان أعين العرب على شاشة التلفاز يشاهدون كيف فاز الجزائرعلى منتخب ألمانيا الغربية 2-1، و أقتبس مقولة من جورج حاوي ( امين عام الحزب الشيوعي اللبناني و قائد جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية انذاك ) يقولها بصدمة:

" عندما يزداد القصف يزداد التحدي، ويخيل الآن أن العالم سيهتز؛ لأنّ بيروت تحترق، إنَّ قذيفة قد دخلت ملجأ في برج البراجنة فقتلت 75 بريئاً أو أكثر، الآن العالم سيهتز، شوارع الجزائر ستنزل بها المظاهرات، فإذا بنا نفاجأ أن المظاهرة قد نزلت لانتصار فريق الجزائر على ألمانيا الغربية بكرة القدم."
وهذا مثال واحد من عشرات الامثلة لتخاذل شباب العرب عن قضايا الأمة، وهؤلاء من جيل الثمانينات فما بالكم بأجيالنا اليوم! يجب أن نسأل أنفسنا ما أسباب هذه اللامبالاة و عدم الاهتمام ؟ لماذا يحاول الشباب التهرب من مسؤوليتهم وويبتعدون عن الواقع؟ هل هذا الأمر له علاقة بتربية الأسرة ؟ أم هل علاقة بالنظام التعليمي في المدارس ؟ او ربما سببه أمركة البلدان العربية و الغزو الفكري الغربي الذي أثّر في العقل العربي ؟!
في النهاية يجب العمل على إيجاد حلول لهذه الظاهرة السلبية، منها عمل العائلة على تعليم أبنائهم أهمية البعد والحس القومي والأممي، إعادة هيكلة النظام التعليمي في المدارس بشكل ينفع المصلحة الوطنية والمجتمع، ووضع برامج ثقافية لطلاب المدارس لتوعيهم وثقيفهم وإضافة مواد مدرسية وجامعية وطنية تثقيفية مثل: مادة القضية الفلسطينية على سبيل المثال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على