الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد اللاحل في سورية

كاسي يوسف

2014 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مابعد اللاحل في سورية
كاسي يوسف
الذي يحدث في سورية بعد مرور ما يقارب الثلاث سنين ,ليس تغييرا ,ولا هي عملية سياسية,ولا
اقتصادية ,تهدف الى انعاش السوق الاقليمية,اواعادة الاعتبار للشعب السوري الذي ظل يعاني من قروح الاستبداد على مدى اربعين سنة من العجاف.
الذي يحدث في سورية لم تعد للشعب السوري اية قدرة لا على توجيهه,او حتى اعادة البوصلة على ما كانت عليه لما قبل الثورة السورية,كما يقول الكثير من ابناء الشعب السوري, ويتمنى لو حدث ذلك.
تبين ان الوضع في سورية هو المدخل لاحداث نزاعات لا نهاية لها بين مكونات المنطقة,فالايرانيون استنزفوا طاقات كبيرة على الوضع الداخلي السوري بدعمهم للنظام,ومن يلف حوله,وهذا الشيئ يؤثر سلبا على الاقتصاد الايراني,وعلى مستوى التنمية وبالتالي مستوى معيشة الفرد في ايران مما يؤدي في النهاية لحدوث تصدعات داخليىة في ايران ذاتها,والتي هي بالاساس غير محصنة داخليا لعديد من الاسباب.
اما الدول الخليجية فانها ظلت تستعبد الفرد السوري العامل لديها طيلة فترة حكم الاسدين,والآن وبعد ان ثار الشعب السوري عمدت لنفخ السموم في النار,مما يزيدها تفتيكا و اضرارا بالشعب السوري,والشعب السوري في فصول البرد لا يجد ما يتدفئ به في المخيمات والمنافي,والعراء,في الدول المحيطة بسورية بينما الدول الخليجية تستمر في هدرها وبذخها واسرافها الفاحش,وتدعي الحرص على مصالح الشعب السوري.
وتركيا التي دأبت على اللعب بالوضع الداخلي للسوريين, عبر شعاراتها و تصريحات مسؤوليها لم تستطع سوى تقديم داعش كآخر نسخة من الادوات الترهيبية ,في مخابر الدول المنتجة للعصابات وللارهاب.
كل هذه الازمة حدثت بسبب ديكتاتورية النظام الحاكم ,وبسبب استبداده,وتسلطه على رقاب الشعب السوري,وكما اتضح للجميع فان هذا النظام كان يُدار من قبل ايرانيين وروس,وكل ما كان يقوم به انما كان بتوجيه منهم.
ولكل دولة من الدول المذكورة يد في الخراب الذي حدث في سورية,والدم الذي اسيل في سورية.
وبالنتجةفان الدول العظمى كلها بدأت بتوجيه الدفة نحو اللاحل في سوريا,والابقاء على ما هو عليه,حتى تستطيع رسم خططها وفقا لما يتجه اليه الوضع حفاظا على مصالحها ,و لكي تبيع ما هرئ من أسلحتها ,وما لم يعد يفي بالغرض حسب استراتيجياتها العسكرية,وايضا للتخلص من المخلفات الارهابية في ارض تمتد من البحر المتوسط حتى الخليج الفارسي حيث العراق الذي لم تندمل قروحه ولن تندمل ,ما دام الوضع كما هو الآن.
ما كان يصبو اليه الشعب السوري من حقوق انسانية,و طبيعية ,لم يعد في الامكان الحديث عنها الآن كما يبدو,فالغالب هو كيفية الابقاء للوضع على ما هو عليه باقل الخسائر,او ان يستطيع المعنيون ان يطفؤا النار كي تبرد الساحة قليلا ,والا فانها تتجه اكثر نحو التصادم الكبير, بين قوى اخرى اكثر امتلاكا لادوات التدمير,ايران وتركيا مثلا,ومن ثم الولايات المتحدة والغرب ,بوجه روسيا مثلا, امتدادا لما هو عليه الوضع الراهن ,وكل ذلك على الارض السورية,وبتكلفة بشرية باهظة من ابناء شعوب المنطقة, كما قلنا من البحر المتوسط وحتى الخليج او ربما اوسع بكثير.
لم يعد خافيا على احد ان الاوضاع لن تحل بزيارات من قبل مبعوثين,أو رؤساء اقليميين,هناك وكما يبدو ارادة وتصميم من قبل من يديرون الدفة على اطالة الازمة اكثر من المتوقع ,لكسر الارادات ,ومن ثم للنزول للمرحلة النهائية من التصفيات التي لابد وانها ستكون مؤلمةاكثر من المتوقع .
16/12/2014
سويسرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|