الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجراحات الفيلية... لم ولن تندمل!!!

علي حسين غلام

2014 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الجراحات الفيلية... لم ولن تندمل!!!
الشتات والغربة عن الوطن والتغرب فيه لسان حال الفيليون بالأمس واليوم، طمست هويتهم وسلبت إرادتهم وسحقت حرياتهم ومسخ كفاحهم ونُسيَ شهدائهم وهُضمت حقوقهم وهذا ظلم كبير ما بعده من ظلم أكبر، لم يتغيير الوضع بين الماضي الاسود القاتم والحاضر الرمادي المبهم، ومازال اليأس يدب في نفوس الأغلبية والرعب جاثم على صدورهم والخوف يسكن قلوبهم والحيرة والشكوك تراود مشاعرهم والأرباك والتشويش يلف تفكيرهم، لا يشعرون بدفء الوطن وحنينه ولا بالأمان من غدر ضباعه ولا بالعدل والمساواة من حكامه ولا من قسوة سوط السجان إذا جاء وقت المحن ولا من شرور السراق واللصوص الناهبين للممتلكات حين تحين الفرص برغم كونهم من أصلاء الوطن وأهله القدماء ومن بُناة حضارته وكُتّاب تاريخه لعمق جذورهم وأمتداده فيه ، لا أثر أو دليل على رفات فلذات أكبادهم التي ملئت بطون الأرض وصدى نحيب وأنين الامهات بين ثنايا وزوايا الوطن ونيران آهات وحسرات الأباء مستعرة في بيوتهم التي هَجَروها قسراً، وسرادق الحزن والرزايا منصوبة في أحياء وأزقة سكناهم وذكريات حقبة الموت والبؤس تملئ عقولهم وتنهش ذاكرتهم، وبفعل ما جرى عليهم سُحب البساط من تحت أقدامهم لتتبعثر خطواتهم حيث لا تكاتف ولا تآزر ولا تآلف بينهم، يتعكزون على مظلوميتهم المنسية تارة وعلى حقوقهم الضائعة تارة أخرى ويتشبثون بالقش الذي ينقذ الغريق في آتون التهميش وبكل شيء من أجل مداواة جراحاتهم، بالأمس تحت سطوة ومخالب الدكتاتورية واليوم يرزحون تحت سطوة مصالح القوى والأحزاب الكبيرة، السارقين لأصواتهم والعاقين لحقوقهم والغافلين عن إستحقاقاتهم، جميع أبواب الوطن مغلقة بفعل أنفسهم أو بفعل فاعل معلوم أو مستتر تحت عناوين أو مسميات معروفة للجميع، تائهون عند مفترق طرق المطاليب المشروعة والإستحاقات الوطنية والعدالة الإنتقالية العمياء، لا أولوية لديهم بالنسبة للأهم ثم المهم ولا أستراتيجية واضحة لتنظيم أمورهم لتلك الإستحقاقات، قادتهم كثر وفعلهم قليل أو ربما لا يذكر يلهثون وراء المنافع والمطامع وكلاً منهم يغني على ليلاه وهم في وادي والجماهير في وادي أخر، ومؤشرات قيم الإنتهازية واضحة في أعمالهم الدالة على بوصلة نواياهم التي هي بإتجاه معاكس لتطلعات وأمنيات الجماهير الفيلية، غارقين في فوضى أهدافهم وغاياتهم التي كثرت بينما سبلهم قليلة أوإنحسرت للدفاع عن التطلعات، المجتمع الفيلي سيدفع ثمناً باهضاً إذا بقيت الدكاكين الفيلية تُفتَح بأزدياد يوم بعد يوم، وسيتفكك المجتمع الى كونتونات وسيزداد نوافذ التباين وأبواب الإختلافات وحجم الخلافات بحيث لايمكن تعديل الإعوجاجات التي تصيب التكامل الوجودي للفيلية، ونحشر أنفسنا في زاوية حرجة وربما العزلة إذا لم نتدارك وضعنا وسياستنا المبنية على عدم التنظيم والفوضى السياسية.
أن حقيقة الوضع الفيلي الراهن بكل معطياته وأبعاده مؤسف ويمر بأضطراب شديد ويؤشر الى الإنحدار نحو التفكك والتشرذم بالرغم من محاولة البعض لإيجاد معالجة آنية بحبة بارسيتول لا بعملية جراحية تستأصل فيها أورام الآنا والإنتهازية والنفعية والفئوية، علينا أن نستفاد من حرارة ودفء القضية الفيلية ومن بركاتها كونها قضية إجتماعية وإقتصادية وسياسية وإنسانية شاملة كاملة، وكذلك الحفاظ على الهوية الفيلية كونها أهم عامل من العوامل لتوحيد الصفوف والكلمة وتقوية وشائج العلاقات بين أبنائها والتمسك بالقيم النبيلة والمبادئ الأصلية التي يتميز بها المجتمع الفيلي، خصوصاً أن العراق الحالي عراق مكونات لا عراق وطني موحد يتساوى فيه الجميع من حيث الحقوق والواجبات، فكل مكون مهما كان حجمه وثقله كبيراً أو صغيراً يدخل في صراع عنيد ومستميت مع المكونات الأخرى لنزع الحقوق والمستحقات والإستحقاقات بكل أشكالها ومستوياتها، إلا فيلية فصراعهم مع أنفسهم ويتباكون على قضيتهم والعاطفة تسيطر على مواقفهم لا يعمل المتصدين للعملية السياسية بقوة التعقل للسيطرة على العقل الجمعي والتحكم به وفق معطيات وحيثيات الأحداث بل يسلكون طرقاً ملتوية وغير سليمة أدى الى الضبابية والشك والريبة في النوايا والسلوك، إن الجراحات الفيلية مازالت تنزف ولا توجد مؤشرات واضحة أوبصيص أمل بأن جراحات الجسد الفيلي سوف تندمل ليكمل مشواره الإنساني والسياسي للوصول الى الغايات وتحقيق الأهداف المنشودة. وكما يقال (الحمل المائل لا يصل الى غايته).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه