الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة

حسين الرواني

2014 / 12 / 17
كتابات ساخرة


ليت شعري، هل ما زال المفكرون العرب، الإسلاميون، من الطائفتين، منهمكين في "إعمال العقل"، دائبين في تطبيق "أدواتهم الإجرائية"، مدججين بمنجزات "المنهج التجريبي" في العلوم وبناء الحضارات، والأرخنة "العقلية" للمدنيات المعاصرة، في سبيل صياغة موقف فكري ـ نظري منطلق من ثوابت الشريعة، للعمل به في السياسة والاجتماع والدولة؟
هل ما زالت المجلات الدورية تقيء على الناس أعدادها، بملفاتها الساخنة، في التأصيل الفكري لمذهب من مذاهب أنظمة الحكم الإسلامي، بين الشورى وولاية الفقيه، والإمارة، والخلافة، والعلمانية، هل ما زال أحد الأغبياء المخدوعين، مشغولا بمتابعة المكونات المضيئة في التراث، هل ما زال محمد أرغون يشغل أحدا، أم إدريس هاني، أم عادل رؤوف، أم برهان غليون، أم محمد إقبال لاهور، أم محمد يحيى وتحويراته لمقولات محمد باقر الصدر، أم عبد الكريم سروش، أم رضوان السيد؟
هل ما زال في العراق أحد معني بثنائيات التراث والمعاصرة، والدين والحداثة، ما أخبار الإشكاليات، إشكالية الثابت والمتغير في الفكر الديني، إشكالية المثقف والدين، المثقف والسياسة، إشكالية الهوية والتغريب، ما أخبار العبادات والمعاملات، وثمانون كتابا ليس سوى تعليقات على العروة؟
هل ما زال لدى أحدهم عناية بالأدب العربي، بعلوم اللغة، بالقافية والروي ولزوم ما لا يلزم، هل ما زال حفظ أسماء الكتاب والكتب والمجلات يبعث حماسا في نفس أحد، أم شعورا بالفخر عند انبساط الحديث في جلسات الشباب المضحوك على عقولهم بالله والدين والثقافة والوطنية واليسارية وشيوعية الشيعة المتمركسين؟
خربت الدنيا، والناس، وثلث العراق الآن بيد مجموعة من الخراء المخلوق بشرا، يحاربون أمثالهم.
من يعش في بلد هو جبهة، تصر روحه عسكرية، حتى لو كان طبالا في ملهى، رغم شرف المهنة، هذا الكم من أخبار المعارك وصورها، يضاف له الخوف اليومي من القتل غير المعلوم الزمان والمكان، ولا تعرف نفس على أي رصيف تموت، هذا المزيج يرغب الناس، مثقفين وغيرهم، في حمل السلاح، والتخلص من هاجس الخوف المستمر من الموت بالمفخخات، بالاقتراب من مصدر الموت، التثقيف على الموت وأخبار القتال والمعارك، بالصوت والصورة والجريدة، وأفواه الناس، يجتر المتلقين إلى المشاركة في حفل توزيع الموت المقام في العراق على شرف الله وشرف الحضور من طهران إلى الرياض وصولا لمرحاض البيت الأبيض، حيث يبول على خرائط بلداننا الإسلامية كلب الرئيس، فيوافق هو على الرسمة، ويرسل تحالفه.
الإعلام حبب المتلقين في ارتداء البذلة الخاكية، بنشراته السينمائية والموسيقى التصويرية المؤثرة، المشاهدون الآن مستعدون كل الاستعداد للخوض في أحاديث البنادق والقاذفات، هم بانتظار ساعة الصفر فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان نوار بلبل يكشف حكايات الخوذ البيضاء.. جنود الظل في سو


.. استعدوا لأقوى نسخة.. وزراء الثقافة والأوقاف يفتتحون معرض ال




.. الكلب عمل فيلم وراح أوروبا وعمل فوتوسشين وأنا لأ


.. وزيرا الثقافة والاتصالات يطلقون تطبيق «كتاب» لتسهيل القراءة




.. كلمة وزير الثقافة خلال افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في