الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشية عيد الحب -7-

كريمة مكي

2014 / 12 / 17
الادب والفن



في نهاية الأسبوع و عندما كنت بصدد شراء بعض الأغراض من المتجر القريب من المكتبة مررت بها لأتفقد وصول الكتاب كما وعدتني.
وجدتها تحمل مجموعة من الكتب و تستعد للنزول إلى الطابق السفلي. رحبت بي و دعتني لأرافقها إلى حيث تنزل.
و في ركن يحتوي مكتبها على ما يبدو دعتني للجلوس.
سألتها عن الكتاب فاعتذرت لي بشدّة فقد نسيت طلبي و لكنها في المقابل قامت فورا بالاتصال بالمزود لتطلب منه الكتاب.
كانت على غير وجهها الذي رأيته في اليوم الأول: حزن عارم يخيم على قسماتها و تعب جلي لا يشبه في شيء و جهها المنشرح و هيئتها المنطلقة التي عرفتها بهما.
كان الطابق عبارة عن مرسم كبير به لوحات كثيرة ليس يُحصى عددها.
أخذتْ لوحة موجودة فوق مكتبها و وجّهتها نحوي تسألني: ما رأيك بهذه اللوحة؟
قلت لها مجاملة على غير عادتي: حلوة...‼-;-
قالت لي : ما الذي يمكن أن تفهميه منها؟
قلت لها: آسفة...فأنا لا أفهم شيئا في الفن التشكيلي و إن كان ما يعجبني منه هو فقط تناسق الألوان.
ابتسمت و قالت: أنت مثله إذن.
قلت: من؟
لم تجبني ...و فهمت أنها تعنيه فلم أشأ أن أنتظر الجواب. قلت متحدثة عن نفسي: في الحقيقة أنا أحتار في فهم اللوحات الفنية المعقدة لذلك لا أبذل أدنى مجهود لفهمها لأني أعرف أنني حتى و إن اجتهدت فإنني لن أفهم و هذا كان حالي سابقا مع مادة الحساب...
ضحكت رغما عن حزنها البادي و قالت ، مصرّة على سماع رأي: قولي لي فقط بماذا تشعرين عندما تنظرين إليها؟
قلت متهربة من إلحاحها: أنا دائما أفضّل اللوحات التي تحاكي الطبيعة لأني أجدها قريبة مني أما اللوحات السريالية مثل هذه فاني، و عذرا لفنّك ، لا أفهمها و لا حتى أشعر بها.
قالت تطلعني على سرّها: و ماذا أفعل لأجعله يشعر بي إذا كان مثلك لا يُعنى بفن الرسم؟
- تصوري...( صمتت ثم واصلت بصوت هائم و كأنما تحدّث نفسها) عندما انتقل مؤخرا إلى مكتبه الجديد قمت بإهدائه أفضل اللوحات التي رسمتها و انتظرت أن يسعد بها لكنه لم يبدي الاهتمام الذي توقعته من إهداء يحمل شيئا مني و من روحي و إحساسي...
لقد تأثرت من ذلك كثيرا و لكني كعادتي كتمت خيبتي و حزني.
سألتها مستوضحة: و لماذا تهدينه شيئا لا يحبه؟ فكّري فيما يحب و فيما يمكن أن تشتركا معا في حبه، أما اللوحات فأظن أنه سينتبه لها أكثر كلما تعلّق بك أكثر.
قالت متحمسة: و لكني أريد أن تكون هذه اللوحة بالذات بمثابة الرسالة الخاصة لعلّي أبلّغه بما في قلبي.
قلت لها ضاحكة: يعني تريدينها إعلان حب غير مفضوح كعادة النساء في التستر...
- إعلان حب؟ ( وضحكت في حزن) إننا في الحب منذ أربع سنين... يمكن أن تقولي أنه إعلان مصالحة بعد خصام يدوم الآن منذ شهور.
قلت : الأمر بسيط إذن.
قالت: وكيف؟
قلت: اكتبي له رسالة و تستّري فيها كما تشائين، ألم تقولي لي أنه مغرم بالأدب العربي؟
قالت: نعم و لكني لا أكتب إلا بالفرنسية و هي اللغة التي و إن كان يتقنها فانه لا يحبها كما يحب اللغة العربية التي هي وحدها لغة قلبه.
*يتبع*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف