الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغريبة السورية في عيون العرب

عمار القداح
باحث ومستشار قانوني

2014 / 12 / 18
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في غمرة ما يسمى بربيع العرب وتطلع الشعوب لكسر قيود الاستبداد ومقارعة الطغاة , ومع دخول الثورة السورية عامها الرابع , ما زالت مجترات النظام السوري وألات تدميره
تولغ في إجرامها وتمسح ملامح الانسانية في أشبار الوطن وتحيل الارض قاعاً صفصفاً , إذ لم تتوانى صواريخه وبراميله بقنص خير الأجناد وفلذات الاكباد اختارهم الله شهداء إلى جواره
واحتسبتهم الأمة مع النبيين والصّديقين والشّهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً ...

وفي العام الثاني للثورة وفي ظل عدم وضوح وجلاء الرؤى أو اي بادرة للحل سيما في ظل الصمت عن الوحشية والانتهاكات المقيتة لأبسط حقوق الإنسان المقررة في التشريع الالهي والوضعي
والتأمر على حق السوريين في تقرير مصيرهم , بدأت ملامح الاقتلاع الجماعي والتهجير تتسامى وتتعاظم يوماً بعد يوم
إلى أن وصل عدد اللاجئين السوريين الى ما يزيد عن 3 ملايين شخص يتوزع معظمهم في دول الجوار حسب مفوضية اللاجئين حيث لفتت في تقريرها في شهر أب اغسطس 2014
إلى أن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين لا تزال تتمركز في البلدان المجاورة، حيث يأتي لبنان في المقدمة بنحو مليون و140 ألف، تليها تركيا بـ815 ألف، ثم الأردن بنحو 608 آلاف لاجئ
مما أدى إلى إثقال كاهل اقتصاديات هذه البلدان ومواردها وبنيتها التحتية .
بينما تعتبر العديد من المنظمات الحقوقية ذات الشأن أن عدد اللاجئين السوريين يتجاوز هذا الرقم بكثير .
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين بمصر 137.5 الف لاجئ، بحسب سجلات مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ولكن هناك أيضاً أعدادا كبيرة غير مسجلة.
وتقدر وزارة الخارجية المصرية اعداد السوريين فى البلاد بما يتراوح بين 250 و300 الف لاجئ .
وقالت المفوضية انها لاحظت انخفاضاً فى إقبال الكثير من السوريين على تسجيل وجودهم لدى السلطات المصرية وسجلت أيضاً ملاحظاتها لزيادة عدد المغادرين، خاصةً المغادرين عن طريق البحر إلى اوروبا.

ونظراً لامكانات الاردن الاقتصادية المتواضعة فلم تتوانى الحكومة الاردنية عن سن قوانين تحدد وضع اللاجئ السوري , بحيث تم منعه من العمل وتضييق الخناق على سبل العيش لاجبار اللاجئين على الاقامة في المخيمات .
كما منعت "بقانون" دخول السوري الى اراضيها باستثناء من يحمل اقامة في دول الخليج .

أما عن وضع اللاجئين السوريين في لبنان فهو الاسوء عموماً نظراً لتغلغل الاجهزة المخابراتية السورية في السياسة اللبنانية
واغتصاب السلطة والسيادة تحت شعار المقاومة المستهلك من قبل حزب الله وملالي طهران الذين يروجون للعنصرية والطائفية تجاه اللاجئين بدافع من التشفي والانتقام .

أما في مصر فيبدو وضع اللاجئين افضل حالاً من سابقاتها لكن هناك العديد من التحديات التي يواجهها مجتمع اللاجئين و يمكن حصرها في عدة نقاط :
1_ استحالة الحصول على تأشيرة دخول إلا بعد دفع الرشاوى للسماسرة المتنفذين في أروقة الأمن ودوائر الهجرة .
2_ وقوع العديد من اللاجئين ضحية لعصابات التهريب والاتجار بالبشر .
3_ عوامل اقتصادية تتمحور في صعوبة الحصول على عمل يتناسب مع المؤهلات والخبرات العلمية ويحقق الحد الادنى من الاجور ( وهذه مشكلة لا تخص اللاجئين فقط بل المجتمع المصري كذلك ).
4_ اختلاف الثقافات والعادات الموروثة مما يصعب من عملية اندماج اللاجئين بالمجتمع المضيف .
5_ دور بعض وسائل الاعلام المصرية في مرحلة من المراحل في نشر المفاهيم المغلوطة عن مجتمع اللاجئين مما أدى في فترة سابقة وفي بعض الأحيان الى العزل والرفض المجتمعي للاجئين .

وبين هذا وذاك لنا أن نتسائل لماذا لا تفتح باقي الدول العربية لا سيما دول الخليج ابوابها ولو جزئياً وبحالات انسانية خاصة أمام اللاجئين ؟
أليس من المعيب أن يلتحف الاطفال في مخيمات اللجوء السماء من برد الشتاء وخليج " العرب " يطفو فوق بحر من البترول ؟
هل أذنبت دمشق بإيواء واحتضان اخوتها من العرب !!

لله درك يا شام ...








الباحث القانوني والحقوقي
عمار القداح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار