الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت المقاومة : الاسلامية و العربية و الفلسطينية

ماءالعينين سيدي بويه

2014 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هل مازالت الحقيقة التي تحدث عنها الراحل "إدوارد سعيد" ،حول وصول الرجل الأبيض الى كل مكان غير أوروبي قد إستثار المقاومة إلى درجة أو أخرى1 ؟الجواب هو ،ربما لا ،لأن الأمبريالية الغربية حسمت المعركة التي كانت تدور من أجل الأرض لصالحها 2 .فأمريكا ربحت كل أهم الجولات رغم فادح الخسائر التي تعرضت لها في شرق آسيا سابقا وفي الشرق الأوسط لاحقا ،والآن هي بصدد إنهاء الورقة الإيرانية الصعبة والتي مازلت تكلفها الكثير في سوريا ولبنان .
أما بريطانيا والدول الأوربية ،قد تكون مصالحها وأسواقها في مستعمراتها السابقة مصدرا لإطمئنانها بشأن عدم مقاومتها بأي شكل من الأشكال ،فالدليل الواضح على ذلك هو إنتهكات حقوق الأسرى وتعذيب الإرهابيين من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية بتعاون وتسهيل من أوربا ومستعمراتها العربية سابقا .
في حين أن روسيا ،ما برحت تكافح عن آخر رقعة شطرنج تبقت لها ونقصد سوريا بعدما فرطت بشكل ساذج بليبيا ،فما مصلحة روسيا بصداقة إيران ،أليست هذه الأخيرة غولا أفزع أمريكا و أوربا ؟وأفزع العرب خاصة دول الخليج فكل أرض منها فوقه قاعدة عسكرية أمريكية ،وبالتالي لا وجود لأي شكل من أشكال المقاومة ولو بالإحتجاج السلمي ؟بينما بقيت العرب خاصة حلفاء الخليج تحاول مهاجمة الدولة الايرانية أو الطائفة الشيعية أو الحضارة الفارسية بهكذا أيديولوجيات رثة وبالية .
في ظل الفوضى التي تعرفها منطقة الثورات داخل الشرق الأوسط ،صارت المقاومة المسلحة هجينة و تالفة بلا سبيل ،ولو أن "داعش" و"النصرة" وبقيت الحركات الشاذة تدعي أنها في سبيل الله ،بينما هي ليست موجهة لا "للرجل الأبيض" ولا لأمريكا ولا لإسرائيل عدو المسلمين والعرب الأول .طبعا ليس الأنظمة السياسة التي وصلت درجة من التطبيع غدت بعدها تطالب بمحو غزة من الوجود لتبقى اسرائيل في أنعم راحة .
وبذلك فلا المقاومة المسلحة أو الثقافية بقيت صامدة في وجه هؤلاء .أي "الغرب" ومرة ثانية نتساءل مع "إدوارد سعيد" ،هل أعداء الغرب هم الفلسطينين و القومية العربية والحضارة الأسلامية3 ؟ الجواب مرة أخرى نعم و لا ؟
في الفلسطينين نجد نصف يقاوم ونصف رغم التنكيل به وقتل وزرائه ونصف شعبه الآخر أو اللاجئ لا يقاوم .وفي القومية العربية ربما لا أحد يقاوم ،فمصر مثلا توهتنا في أسوإ مثال ثورة، والذي يُقاوَم هي حركة غُرر بها أو لم تتقن لعبة أمريكا جيدا فرجعت الى أسوار السجون ؟ وفي الحضارة الإسلامية ،أصبحت صورة "داعش" هي النموذج على الإسلام " الجهاد ،نشر الاسلام ،إقامة الحدود الرجم القطع الصلب ؟؟ و بالتالي تحولت المقاومة الى قتل المسلمين "الكفار" في سوريا ولبنان والعراق واليمن ؟ أي نقاوم بعضنا بعضا الى أخر طفل وإمرأة فينا والأنكى أننا غرقنا في حروب طائفية وعرقية مؤسفة تنم عن جهل فقط؟؟
لم نعد نصدق مبادئ السياسة الدولية ،في أن هدف السياسة الخارجية للولايات المتحدة هو تكوين عالم يزداد إنصياعا لحكم القانون4 ؟أو أن التوسع الأمريكي هو بالدرجة الأولى توسع إقتصادي5 .فهذا واقع حقيقي نعيشه كلما إرتفع عدد القتلى واللاجئين في الثالوث السالف الذكر ،بل الحقيقة التي غدونا نصدق هي أننا لا نقاوم أي شيئ أي هدف أو أي توسع .
لازال هناك سؤال أخير ،ولو أن الراحل "إدوارد سعيد" أجاب عنه، بخصوص تخطيط الولايات المتحدة الأمريكية لكل حدث في الشرق الأوسط بما في ذلك الإنتفاضة الفلسطينية الأولى(1987/1991_1993) أو الثانية (2000/2005) .
يقول " وما يزال من الصعب أن يوضح المرء لأبناء جنسه من العرب بمن فيهم أولئك الذين إكتسبوا درجة عالية من التعليم والخبرات أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا تديرها في الواقع "وكالة الاستخبارات المركزية .سي آي إي".أو مؤامرة ،أو شبكة شبحية من الوسطاء الكبار ذوي العلاقات النافذة .وإن كل من أعرفهم تقريبا يؤمنون بأن الولايات المتحدة تخطط عمليا كل حدث ذي أهمية في الشرق الأوسط بما في ذلك تبعا لإقتراح محيّر مدوّخ للعقل كاشفني به أحدهم مرة ،الإنتفاضة الفلسطينية6 .

1- كتاب "الثقافة والإمبريالية" إدوارد سعيد .ترجمة كمال أبو ذيب.دار الآداب ،بيروت الطبعة الأولى 1997.ص 57.
2- نفس المرجع .ص 58
3- نفس المرجع.ص 396
4- نفس المرجع. ص 342
5- نفس المرجع.ص 351
6- نفس المرجع.ص 351_352.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا